سهيل بن بركة

سهيل بن بركة يعرض ملحمته السينمائية “من رمل ونار”

فيلم تاريخي تدور أحداثه حول الجاسوس الإسباني دومينغو باديا

بيت الفن

ضمن عروض المهرجان الوطني للفيلم، الذي تتواصل فعالياته إلى تاسع مارس الجاري، احتضنت سينما “غويا” بطنجة العرض ما قبل الأول لفيلم “من رمل ونار” (الحب المستحيل) للمخرج المغربي المخضرم سهيل بن بركة.

ويتناول الفيلم التاريخي، الذي تدور أحداثه في القرن الثامن عشر، وتحديدا في عهد السلطان المولي سليمان، حول دومينغو  باديا رحالة / جاسوس إسباني، سيتم تجنيده للتجسس على المغرب الذي كان ينتهج ما يسمى بسياسة الاحتراز ويطمح إلى إعلان الجهاد لاسترجاع الأندلس من أيدي الإسبان.

على مدى أحداث الفيلم التي تستغرق 116 دقيقة سيتنقل دومينكو باديا باسم الأمير علي باي العباسي بين إسبانيا، وبريطانيا، وفرنسا، وسوريا، والمغرب، حيث سيكسب ثقة السلطان قبل افتضاح أمره من قبل الإنجليز انتقاما من فرنسا التي شنت الحرب عليهم في “واترلو”.

يخضع دومينغو باديا لعملية ختان في لندن على يدي طبيب يهودي، قبل أن يتوجه إلى المغرب متنكرا في زي عربي، مدعيا أنه من الشرفاء أحفاد الرسول الكريم، وأنه من مواليد حلب بالشام. وكان هدفه إقناع السلطان المغربي المولى سليمان بن محمد بقبول التعاون مع إسبانيا، درءاً لخصومه الطامعين من الفرنسيين والإنجليز، وإذا فشل هذا المخطط فإنه سيلجأ إلى دعم بعض الثوار لإيقاد فتنة داخلية تساعد على إضعاف المغرب وتسهل احتلاله على الإسبان. وقد كان هذا المخطط مدعوما من طرف الملك الإسباني كارلوس الرابع، كما أنه فيما بعد عرض مشروعه لاحتلال المغرب على نابليون بونابرت، وكان ذلك في 10 مايو سنة 1808 وبتشجيع من الملك كارلوس الرابع المخلوع، لكن نابليون شكك فيه وبعث معه برسالة توصية إلى شقيقه جوزيف بونابرت.

مع هذا الفيلم يعود المخرج البالغ من العمر 74 عاما إلى السينما بعد غياب دام خمسة عشر عاما، ليعرض حياة علي باي العباسي الذي ولد عام 1767 وتوفي عام 1818، وعاش حياة فريدة متنكرا بشخصية تاجر عربي من سلالة الرسول، فيما كان في الحقيقة جاسوسا يعمل لحساب إسبانيا.

وقال سهيل بن بركة، إن منتجين إسبان اقترحوا عليه تصوير فيلم عن هذه الشخصية الغامضة، إلى أنه “قرأ كتابه عن رحلته إلى المغرب، ولم يجد سوى أمور تافهة عن حياته في قصر السلطان، لكنه بعد بحث عميق اكتشف أهمية هذا الجاسوس الذي أرسله ملك إسبانيا كارلوس الرابع لدعم التمرد ضد السلطان مولاي سليمان.

وأضاف بن بركة “ولد علي باي، دومينغو باديا، في كاتالونيا، وكان ضابطا في الجيش الإسباني. لكن مواهبه كانت أبعد من ذلك بكثير، إذ كان يتقن خمس لغات، وكان فيلسوفا وعالم فلك يضاهي كبار العلماء في عصره من باريس إلى لندن، وفق كريسيتان فيوشر واضع كتاب “علي باي، رحالة إسباني في أرض الإسلام”.

ولفت المخرج إلى أن “باديا كان شخصا مذهلا، لم يكن أحد يستطيع مقاومته”، وقد توفي في رحلة الحج الثانية “بعدما دست له السم الليدي “إستر ستانهوب” الارستقراطية البريطانية التي عاشت في لبنان وسوريا.

وتم تصوير الفيلم، الذي يتضمن العديد من الأحداث التاريخية، المطعمة بقصة حب عنيفة ستجمع (علي باي) بالليدي البريطانية (ميليكي)، بين استوديوهات ورزازات، وصحراء مرزوكة، وموقع وليلي، والرباط والدار البيضاء.

وحضر عرض الفيلم العديد من الفنانين و المهنيين السينمائيين والنقاد ورواد المهرجان، الذين استحسنوا جميعا هاته التحفة السينمائية التي ترقى مصاف الأفلام السينمائية العالمية بالنظر إلى التقنيات الموظفة والإيقاع الفيلمي المتوازن والأداء اللافت لأغلب الممثلين من الأجانب و المغاربة.

عن بيت الفن

شاهد أيضاً

كمال كمال: «وحده الحب» يكسر الحواجز ويعبر الحدود

سيمفونية سينمائية مغربية للمخرج كمال كمال تتناول قضية الحدود المغلقة بين المغرب والجزائر بمشاعر إنسانية …