للمرة الأولى 4 كاتبات من أصل 6 مرشحين لنهائيات الجائزة العالمية للرواية العربية
بيت الفن
أعلنت لجنة تحكيم الجائزة العالمية للرواية العربية “البوكر” قائمة الكتاب الذين وصلت رواياتهم إلى القائمة القصيرة في دورتها الـ12، خلال مؤتمر صحفي عقد في المسرح الوطني الفلسطيني الحكواتي، في مدينة القدس، وشارك فيه 4 من أعضاء لجنة التحكيم عبر تطبيق الاتصال بالفيديو “سكايب”، حيث تضمنت القائمة الكتاب والروائيين هدى بركات من لبنان، وكفى الزعبي من الأردن، وشهلا العجيلي من سوريا، وعادل عصمت من مصر، وإنعام كجه جي من العراق، ومحمد المعزوز من المغرب عن روايته “بأي ذنب رحلت”.
وجاء الإعلان عن القائمة القصيرة من مدينة القدس، في إطار النهج السنوي الذي اعتمدته الجائزة العالمية للرواية العربية، باختيار مركزٍ يعبر عن المشهد الثقافي العربي كل عام، لتعلن منه قائمتها القصيرة، في وقت تخطط الجائزة لعقد سلسلة من الفعاليات الثقافية في مدينتي رام الله وبيت لحم بالضفة الغربية، احتفاءً بالإبداع الأدبي الفلسطيني، بالنظر إلى وصول عدد من الكتّاب الفلسطينيين إلى القائمتين الطويلة والقصيرة في الدورات السابقة، وأبرزهم الروائيان إبراهيم نصر الله، وربعي المدهون، الفائزان بالجائزة في عامي 2018 و2017 على التوالي.
ووصلت إلى القائمة، 3 كاتبات سبق لهن الوصول إليها، من بينهن إنعام كجه جي، التي ترشحت للقائمة القصيرة عامي 2009 و2014، عن روايتي “الحفيدة الأمريكية” و”طشّاري”، وشهلا العجيلي، التي وصلت إلى القائمة القصيرة عام 2016 عن رواية “سماء قريبة من بيتنا”، وشاركت في ورشة الجائزة للإبداع عام 2014، وهي أصغر كتاب القائمة القصيرة سنا، بينما وصلت هدى بركات إلى القائمة الطويلة عام 2013 عن رواية “ملكوت هذه الأرض”.
وتتنافس الكاتبات على الفوز بالجائزة التي تبلغ قيمتها 50 ألف دولار أمريكي، بالإضافة إلى الكاتب المصري عادل عصمت، الحائز على جائزة نجيب محفوظ للأدب عام 2016 عن روايته السابقة “حكايات يوسف تادرس”، التي ترجمت إلى الإنجليزية، والكاتب المغربي محمد المعزوز، المتخصص في الأنثربولوجيا السياسية، والروائية الأردنية كفى الزعبي، التي تصل إلى القائمة القصيرة بروايتها الخامسة.
ولأول مرة تصل 4 كاتبات إلى القائمة القصيرة في تاريخ الجائزة منذ إطلاقها عام 2008، وكانت قد وصلت كاتبتان إليها في الأعوام 2011 و2015 و2018.
وقال شرف الدين ماجدولين، رئيس لجنة التحكيم: “الروايات الـ6 المختارة مختلفة بشكل كبير في موضوعاتها، وفي أساليبها واختياراتها الجمالية، فهي تجمع ما بين الرواية العائلية، ورواية الذاكرة، وخيبة الأمل والمنفى والهجرة، كما تعكس فضاءات محلية متنوعة بالنظر إلى انتمائها لبلدان عربية شتى. إنها روايات تعكس واقعاً متبايناً ورؤى عميقة وناضجة ومؤثرة من الراهن العربي، وفي الآن ذاته تقترح صيغا سردية بديعة تستجيب لطبقات مختلفة من المتلقين”.
من جانبه، قال ياسر سليمان، رئيس مجلس الأمناء: “تطلُّ علينا القائمة القصيرة لهذه الدورة بأصواتٍ أدبيةٍ تبدع في تناولها لموضوعات رواياتها، والتي يعود بعضها إلى الماضي فيستحضره بلغة تأسر الواقع وتتجاوزه، لترسم صورة للحنين إلى ماضٍ لن يعود. ويستلهم بعضها الآخر ثيماته من مآسي الحاضر المتنوعة، مآسي تَحطُّم الأوطان وانكسار إنسانية الإنسان أمام جبروت قوى تقضم ما يقف أمامها بلا شفقة. ويميز هذه الروايات غوايتها باللغة، وآليات سردها المتداخلة، ورواتها الذين يتداولون الأدوار في النص الواحد بأصوات متوازية متنافرة تتنازع القارئ وتجذبه إليها. ولا شكّ أن صدارة الأصوات النسائية في هذه القائمة لأول مرة في تاريخ الجائزة العربية يمنحها ريادة جديرة بالحفاوة. ومما يزيد من احتفائنا في هذه القائمة هي فرصة الإعلان عنها من القدس الشرقية، بتاريخها الثقافي العميق، والذي هيّأ لها فرصة الانخراط من موقع المنتج والمتلقي في أدبها العربي على مر العصور”.
وتعقد الجائزة العالمية للرواية العربية سلسلة من الفعاليات في فلسطين، احتفالاً بالقائمة القصيرة، بدعم من المجلس الثقافي البريطاني والمكتبة العالمية، منها حفل استقبال، الثلاثاء، في مدينة القدس، وندوتان حول القائمة القصيرة والأدب الفلسطيني وترجمة الأدب العربي إلى لغات أخرى، يشارك فيهما تشانغ هونج يي، عضو لجنة التحكيم، وياسر سليمان، رئيس مجلس أمناء الجائزة، وفلور مونتانارو، منسقة الجائزة، والكاتب الفلسطيني وليد الشرفا، في مركز خليل السكاكيني الثقافي في رام الله، يوم الأربعاء 6 فبراير، وفي جامعة بيت لحم، يوم الخميس 7 فبراير 2019.
وجرى اختيار روايات القائمة القصيرة الـ6 من بين قائمة طويلة مكونة من 16 رواية صادرة باللغة العربية بين يونيو 2017، ويوليوز 2018، ويحصل كل كاتب وصل إلى القائمة القصيرة على 10 آلاف دولار أمريكي.
الروايات المرشحة
“بريد الليل” رواية حول بشر هاربين من مصائرهم صار الصمت والعزلة والكآبة والاضطراب كونهم الجديد، وهي رواية إنسانية ذكية الحبكة توازن بين جدة التكنيك وجمال الأسلوب وراهنية الموضوع الذي تعالجه.
“شمس بيضاء باردة”
رواية تسلط الضوء على مصادر أزمة الشباب، وتطرح مسألة الثقافة العقلية لدى النخبة في مجتمع جامد أبى أن يتغير.
“الوصايا”
رواية حول أجيال ذكورية، تصوّر حياة الريف المصري قبل الستينيات ثم تقدّم صورة عن التغيرات الاجتماعية الكبيرة التي طرأت عليه بتأثير الانفتاح على المدينة والسفر والتعليم.
“صيف مع العدو”
رواية ترسم مشاهد من حياة مدينة الرقة السورية على امتداد ثلاثة أجيال، فهي سيرة مدينة، ولكنها أيضا سيرة مواطنين يدفعهم سوء الواقع إلى الهجرة إلى أماكن بعيدة ولغات مختلفة، وإلى فقدان الهوية.
“بأي ذنب رحلت؟”
حكاية المثقفين، حكاية الخيبة التي عاشها ذلك الجيل على امتداد البلاد العربية، بل بلاد العالم الثالث، ولكنها حكاية الأمل أيضا في النهوض والبدء من جديد.
“النبيذة”
رواية تصور من خلال شخصيتين نسائيتين، أصداء حقبتين من تاريخ العراق الحديث، الملكية والجمهورية. ولا تغفل المسألة الفلسطينية التي تدخل إليها من خلال شخصية الحبيب الفلسطيني المهجر الذي يتنقل بين عواصم العالم حاملا معه ماضيه وهويته.
لجنة التحكيم
وتتشكل لجنة التحكيم لعام 2019: شرف الدين ماجدولين (رئيس اللجنة)، أكاديمي وناقد مغربي مختص في الجماليات والسرديات اللفظية والبصرية والدراسات المقارنة، وفوزية أبو خالد، شاعرة وكاتبة وأكاديمية وباحثة سعودية في القضايا الاجتماعية والسياسية، وزليخة أبوريشة، شاعرة وكاتبة عمود وباحثة وناشطة في قضايا المرأة وحقوق الإنسان من الأردن، ولطيف زيتوني، أكاديمي وناقد لبناني مختص بالسرديات، وتشانغ هونغ يي، أكاديمية ومترجمة وباحثة صينية.
وتحدد يوم الثلاثاء 23 أبريل 2019، لإعلان اسم الرواية الفائزة بالجائزة العالمية للرواية العربية في احتفال سيقام في أبوظبي عشيّة افتتاح معرض أبوظبي الدولي للكتاب.