صالون العيون الـ3 للفن المعاصر

صالون العيون الـ3 للفن المعاصر يحتفي بـ”ألوان الصحراء”

بيت الفن

نظمت “جمعية الإبداع للفن التشكيلي”، أخيرا، النسخة الثالثة لصالون الفن المعاصر في مدينة العيون، بتنسيق مع المديرية الجهوية للثقافة بالعيون، وبدعم من وزارة الثقافة، وتحت شعار “فسيفساء الإبداع، ألوان بلا حدود”،

وتميز الحدث بتكريم التشكيلي، حسن المقداد، أحد فناني جيل الثمانينيات من القرن المنصرم في المغرب، ونشرت الجمعية كتيبا عبارة عن مونوغرافيا مصغرة بعنوان “الفنان التشكيلي حسن المقداد: المبدع..والمربي” تضمن نماذج من إبداعاته الصباغية معززة بشهادات ونصوص نقدية لثلة من أصدقائه الفنانين والنقاد، فضلا عن تنظيم معرض تشكيلي جماعي وورشة تكوينية في التعبير الصباغي، وتنظيم ندوة تداولية في موضوع “الفن التجريدي في المغرب- مسارات واتجاهات”.

وشارك في المعرض الجماعي فنانون من الجنوب والشمال وتنوعت أعمالهم بحسب المواضيع التي عالجوها بتقنيات صباغية مائية وزيتية. كما تميزت بعض الأعمال بمحاورة الطبيعة واختبار المادة والبحث في تحولاتها البصرية فوق السند، فضلا عن أعمال فنية أخرى طغى عليها البعد الرمزي والتجريد اللوني. وهؤلاء الفنانون هم: فاطمة عيجو، جميلة العماري، أميمية أنوار، إلياس حكرة، نجاة مفيد، سعيد ازرايب، زهور معناني، أسامة حكرة، عبد الله الرامي ورشيد بن الزرواية. وقامت الجمعية بإعداد وطباعة كاتالوغ بالألوان تضمن أعمال الفنين وسيرهم الفنية قام بإخراجه جماليا الفنان إلياس حكرة إلى جانب مطبوعات الدعاية والتواصل الخاصة بالصالون.

وبقاعة الندوات بدار الثقافة أم السعد، أقيمت ندوة في موضوع “الفن التجريدي في المغرب- تجارب ومسارات” أدارها الناقد إبراهيم الحيسن وشارك فيها الباحث الجمالي محمد الشيكر، الذي تحدث بإسهاب عن مفهوم التجريد وينابيعه الأولى، مستشهدا بمجموعة من الأعمال الفنية التأسيسية معززا ذلك بمقولات لنقاد ومبدعين عملوا كثيرا وضمن سياقات متنوِّعة على إعادة الاعتبار للفن التجريدي والعمل على إظهار مجموعة من تجليات وتمظهراته الإبداعية في مقابل الواقع المرئي، ليعقبه الباحث والناقد الفني عبد الله الشيخ الذي تمحورت مداخلته حول تجربة الفنانين المغربيين الرائدين جيلالي الغرباوي وأحمد الشرقاوي اللذين يعود لهما الفضل في إرساء دعائم الفن الحديث في المغرب، إذ أوليا اهتماما كبيرا للآثار التصويرية والأشكال النموذجية للرسم الحديث. وتُعَدُّ تجربتهما التشكيلية من التجارب المغربية الأولى التي تأثرت بالفن التجريدي الذي انطلق قويّاً مع “مدرسة باريس” L’école de Paris.  وقد قدَّم الباحث الشيخ قراءة تحليلية حصيفة في منجزهما الصباغي مع ما حظيا به من متابعة واهتمام من قبل النقاد المغاربة والأجانب.

وتلي المداخلتين عرض وتحليل مجموعة من الأعمال الصباغية والنحتية التجريدية لتشكيليين مغاربة من جيل الرواد والمخضرمين وجيل الثمانينيات والشباب، وقد تراوحت عموما بين المنحى الغنائي والهندسي والرمزي والعلاماتي والحروفية والتعبير اللوني القائم على التكثيف والتبصيم القائم على إدماج خامات ومواد متنوِّعة. وقد اختتمت الندوة بعرض شريط توثيقي لتجربة الفنان التجريدي حسن المقداد المكرَّم خلال هذه النسخة جسَّد جوانب من مساره الجمالي الحافل بالعطاء.

كما خلصت الندوة إلى توصية دعت إلى إنجاز مؤلف جماعي في الموضوع نفسه، ليسدل الستار على أشغال وفعاليات هذه النسخة لصالون العيون للفن المعاصر بتوزيع شهادات تقديرية على كل المشاركين وبكلمة ختامية لرئيسة الجمعية الفنانة فاطمة عيجو، التي نوَّهت بجهود النقاد والباحثين والفنانين المشاركين في المعرض الفني الجماعي، وكذا مؤطري الورشات الفنية، فضلاً عن تقديم شكرها لكل المؤسسات والجهات التي ساهمت في دعم وإنجاح هذا اللقاء الذي ترك أصداءً طيبة لدى الحاضرين والمتتبعين.

عن بيت الفن

شاهد أيضاً

الفن التشكيلي المعاصر

إبراهيم الحيسن يقدم كتاب “الفن التشكيلي المعاصر..” بالدار البيضاء

لا يمكن الحديث عن المصطلحات الفنية في النقد التشكيلي العربي بدون الحديث عن المجهود العلمي …