أحب المخرج الذي يضغط على الممثل ويوجهه
اكتشفت بعد مشاهدة أفلام المهرجان أن السيدات مقهورات في كل دول العالم
شاركت نجمة السينما المصرية يسرا اللوزي ضمن لجنة تحكيم الدورة الـ12 من فعاليات مهرجان سلا الدولي لفيلم المرأة، الذي اختتمت فعالياته نهاية الأسبوع المنصرم بنجاح،
وعبرت اللوزي عن سعادتها لاختيارها في لجنة تحكيم مهرجان سينمائي دولي مغربي، مؤكدة سعادتها باختيارها ضمن أعضاء لجنة تحكيم المهرجان الذي يعد من أهم المهرجانات العربية والدولية التي تعنى بسينما المرأة.
وأسرت يسرا في حوار خصت به “بيت الفن” بأنها استفادت كثيرا من مشاركتها في لجنة تحكيم المهرجان، التي تشكلت من 7 نساء كل واحدة منهن قادمة من مكان مختلف وتحمل حمولة ثقافية مختلفة.
وبخصوص رأيها في الأفلام المشاركة في الدورة الـ12 أكدت يسرا أنها اكتشفت بعد مشاهدة كل الأفلام أن السيدات مقهورات في كل دول العالم وفي كل المجتمعات.
أجرت الحوار : سعاد العطار
قبلت أن تكوني عضو(ة) في لجنة تحكيم مهرجان دولي، كيف تقبلت تحمل المسؤولية من هذا الحجم؟ هل تعتبرين الأمر جرأة ؟ أم تحدي؟ أم لأن المهرجان خاص بالمرأة فقط؟ أم هناك سبب آخر؟
لكل هذه الأسباب، طبعا كل ما يخص المرأة كان مثيرا بالنسبة لي، لأني لم أكن مستوعبة أن كل الأفلام من إخراج سيدات، فهذه فرصة أتيحت لي كي أرى هذا الكم من الأفلام التي هي من النساء للنساء.
وحتى لو لم المهرجان عن فيلم المرأة كنت سأوافق لأن هذه التجربة تهمني وسأتعلم منها الشيء الكثير، فهناك فنانات من كل المجالات الفنية، لقد اكتشفت أن رئيسة اللجنة لها قانون خاص، وأسلوب جميل وناجع تدير به اللجنة، وبشكل دبلوماسي نخرج من كل تجربة بشيء جديد ومفيد، نناقش الفيلم، كيف أثر فينا، وماذا عالج إلى غير ذلك، وأخيرا نصوت له نمنحه النقطة التي يستحقها، والجميل أن عضوات اللجنة هن نساء من مختلف القارات، وكل واحدة تقيم الفيلم من وجهة نظرها الشخصية وآرائها التي تعبر عن الخلفية التي نشأت فيها وأتت منها، كان مثيرا جدا بالنسبة إلي أن كل واحدة منا قادمة من مكان آخر تحمل ثقافة مختلفة وجديدة، لهذا نرى الأفلام ونفسرها بأشكال مختلفة.
بعد مشاهدتك لهذا الكم الهائل من الأفلام التي تعالج قضايا المرأة، ما هو تصورك لسينما المرأة مستقبلا؟ وما هو الدور الذي كنت تتمنين لعبه من خلال الأدوار التي شاهدتها في هذه الأفلام؟
بصراحة كنت محبطة خصوصا من الأفلام القادمة من دول متقدمة المفروض فيها الانفتاح والحرية، طبعا كانت هناك أفلام من دول ثانية فيها المرأة مقهورة أكثر.
لقد صدمت وأنا أكتشف بعد مشاهدة كل الأفلام أن السيدات مقهورات في كل دول العالم وفي كل المجتمعات.
مثلت سينما وتلفزيون، وخضت تجربة تقديم برنامج لاكتشاف المواهب، كما قدمت مسلسلات إذاعية، هلا حدثنا عن كل هذه التجارب، وأيها الأقرب إلى قلبك؟
لا أستطيع أن أقول أن كل التجارب جيدة، ولكن هناك دائما تجربة جديدة من سيناريو إلى سيناريو آخر، ومن فريق لآخر حسب المخرج الذي أتعامل معه.
أنا شخصيا أفضل السينما، رغم أنني مررت ببعض التجارب السينمائية التي كانت مؤلمة بالنسبة لي، كما أن هناك بعض التجارب التلفزيونية التي كانت أحسن من بعض الأعمال السينمائية التي شاركت فيها.
مع التطور التقني الذي نعيشه حاليا يصعب القول أن السينما أحسن من التلفزيون، فالأمر يبقى نسبيا. وما يهم بالنسبة إلي هو أن أكون مرتاحة نفسيا للعمل الذي أشارك فيه، وباختصار شديد هل هناك تفاهم مع المخرج، ومع الممثلين؟ هل وفرت الشركة المنتجة كل الإمكانات اللازمة (ماديا وعنويا) لإنتاج عمل فني متكامل.
ولكن الأكيد أن التمثيل يبقى حرفة، ما يعني أن مسألة الرضا نسبية، فلا أحد يرضى تماما على كل عمل يقوم به، ولكن تراكم الخبرات والتجارب هو الذي يجعل الإنسان يتطور. أحيانا أكون في موقف لا أحسد عليه، وأحيانا أعتبر نفسي محظوظة، والأهم أنني أتعلم من كل تجربة جديدة ولا أندم عليها.
محمود اللوزي، المخرج والأستاذ والأب، ماذا استفدت منه؟ وهل تتقبلين انتقاداته وتوجيهاته لك؟
تعلمت منه الكثير من الأشياء، تعلمت منه معنى الفن والالتزام واحترام هذه المهنة، تعلمت منه احترام عملي لأن أي شخصية أؤديها ستستمر على الشاشة مدى الحياة.
كانت رغبتي أن أتعلم منه أكثر، لكنه دائما مشغول بالتدريس بالجامعة، وأنا دائما مشغولة بعملي الفني والعمل في البيت، لذلك فإنني أحس بأنني لم أجلس معه بما يكفي من الوقت لتعلم المزيد. وأتوق إلى الجلوس مدة طويلة معه أكلمه ويكلمني، ويحدثني عن تجربته الغنية في الحياة، وفي الفن بشكل عام.
ورغم ما قدمه والدي من خدمات للفن وللمسرح بصفة عامة، فإن أغلب الناس يستخفون بمهنة تدريس المسرح ويجهلون الشيء الكثير عن (أبو الفنون)، فهم يجهلون بأن مادة المسرح تدرس في الجامعات والمعاهد ولها تاريخ طويل، فهناك أشياء كثيرة أصبحت غريبة في مصر.
إلى أي حد لعب الحظ دورا في انطلاق مسارك السينمائي ونجاحه ؟
لا أنكر أن مساري السينمائي بدأ بالصدفة وبضربة حظ، أعتقد أن القدر شاء أن كان المخرج الراحل يوسف شاهين يبحث عن فتاة بنفس مواصفاتي في ذلك الوقت.
كان يريد فتاة عمرها 16 سنة، وفيها شبه من الفنانة يسرا، وترقص الباليه، ولحسن الحظ كنت ممارسة جيدة لهذا النوع من الرقص، وتوفرت في كل الشروط للدور وتم قبولي بدون تحفظ..
ولو كان عمري أقل أو أكثر من 16 سنة، أو لا أرقص باليه. لما كنت تلك البنت التي كان يبحث عنها يوسف شاهين، لقد كانت صدفة غريبة!!
عندما توافقين على قبول دور ما، ما هي الأشياء التي تجذبك للعمل؟
أول شيء أقوم به التحري عن الشركة المنتجة هل هي قوية أم لا. ورغم أنني لم أشتغل دائما مع شركات قوية، إلا أنني أحب أن أتأكد من أن توزيع العمل سيكون جيدا.
ارتكبت بعض الأخطاء، مثلا وافقت على سيناريو جيد، ومنحني المخرج دورا مناسبا، ولكن الفيلم لم يوزع بشكل جيد، وكانت النتيجة أنه لم ينل حظه من النجاح.
أصبحت حريصة على أن يكون الموزع جيدا، والمنتج قويا لأن نجاح أي عمل فني يعتمد على الدعاية.
هناك أفلام كثيرة شاركت فيها لم تلق الدعاية الكافية، ومن الأشياء التي تقلقني وتجعلني أغضب جدا، أن بعض الشركات لا تكلف نفسها عناء الإعلان عن تاريخ عرض الفيلم في القاعات بتاريخ المحدد.
ومن الأشياء أيضا التي تجذبني للعمل جودة السيناريو وقوته، إضافة إلى سمعة المخرج ومكانته.
مع التجربة وفي السنوات الأخيرة أصبحت حريصة ودقيقة في تعاملي مع السيناريو ومع المخرج لأن هدفي هو نجاح الفيلم انطلاقا من السيناريو، الذي يشدني ويأسرني، وأجد نفسي فيه، قراءتي للسيناريو تكون مضبوطة، رغم الصعوبات التي تواجهني، أحاول دائما تقديم شيء جديد ومغاير ومختلف عن كل ما هو متداول.
وكذلك المخرج لابد أن يكون مهما، هناك مخرجون سبق لي أن اشتغلت معهم، لكني لا أفضل تكرار التجربة معهم رغم علاقتي الطيبة بهم. باختصار هناك كيمياء تجعلني أعرف معظم الذين سبق لي أن اشتغلت معهم. أحب المخرج الذي يضغط على الممثل ويوجهه حسب الظروف.
يسرا اللوزي حسناء السينما المصرية
يسرا اللوزي ممثلة مصرية من مواليد القاهرة عام 1985، من أم سورية وأب مصري هو محمود اللوزي، أستاذ المسرح في الجامعة الأمريكية والمخرج المسرحي المعروف.
درست في كلية العلوم السياسية في الجامعة الأمريكية في القاهرة، ولكن حبها للفن جعلها تبدأ التمثيل من على مسرح الجامعة تحت إشراف والدها، وقدمت بعض الأعمال الغنائية المسرحية مثل “أوزة سخيف”، و”سلطان معضلة”، و”سليمان الحلبي” و”القارئ”.
بدأت مسارها الاحترافي بفيلم من إخراج يوسف شاهين، هو “اسكندرية نيويورك” عام 2004.
عام 2008 شاركت في فيلم “قبلات مسروقة” مع أحمد عزمي ومن إخراج خالد الحجر وإيهاب عمرو، ونالت جائزة أفضل ممثلة عن دورها في الفيلم “قبلات مسروقة” من مهرجان الإسكندرية.
عام 2009 شاركت في مسلسل “خاص جدا” وقدمت فيلما بالألوان الطبيعية مع كريم قاسم وفرح يوسف ومن إخراج أسامة فوزي.
عام 2010 شاركت في مسلسل “لحظات حرجة” الجزء الثاني ومسلسل “الجماعة” كما شاركت في فيلم “هيليوبولس” من إخراج أحمد عبد الله وعايدة الكاشف وبطولة خالد أبو النجا وهند صبري. ونالت اللوزي جائزة أفضل ممثلة في مهرجان روتردام الدولي عن دورها في الفيلم، جائزة أفضل ممثلة في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي جائزة أفضل ممثلة في مهرجان الإسكندرية عن الدور نفسه.
عام 2011 قدمت فيلم “المركب” من إخراج عثمان أبو لبن، وفيلم “إذاعة حب” من إخراج أحمد سمير فرج وبطولة منة شلبي وشريف سلامة وفيلم “ميكروفون” مع خالد أبو النجا ومنة شلبي عن قصة مبنية على حكايات الفنانين الحقيقة وهو من إخراج أحمد عبد الله. ونجح الفيلم في انتزاع جائزة “التانيت” الذهبي لمهرجان قرطاج السينمائي الدولي في دورته الـ 23 من بين 55 عملا سينمائيا من 18 دولة مختلفة تنافست جميعا للحصول على هذه الجائزة، مما جعله الفيلم المصري الأول الذي يحصد هذه الجائزة في أول مسابقة رسمية يشارك به.
عام 2012 شاركت في مسلسل “الخطوط الحمراء” ومسلسل “فريتيجو” ومسلسل “لحظات حرجة” الجزء الثالث، كما شاركت في فيلم “بنات العم” من إخراج أحمد سمير فرج، وفيلم “ساعة ونص” مع أحمد بدير وسمية الخشاب وهو من إخراج وائل إحسان.
في عام 2017 شاركت في أربعة أفلام ويتعلق الأمر بـ”فين قلبي”، و”شنطة حمزة”، و”ممنوع الاقتراب أو التصوير”، و”أخلاق العبيد”.
تزوجت الفنانة الشابة يسرا اللوزي عام 2011 من خارج الوسط الفني وأنجبت ابنتها الوحيدة (دليلة) عام 2014 أي بعد ثلاثة سنوات من زواجها.