مهرجان سلا لفيلم المرأة يمنح جائزته الكبرى لفيلم فنلندي عن حقوق الأقليات

جوفيدا” للمخرجته كاتيا غوريلوف فيلم يحمل إلى العالم قصة جماعة لغوية وثقافية تواجه شبح الانقراض في شمال فنلندا بعد أن تعرضت لسياسات الدمج القسري…

بيت الفن

قررت لجنة تحكيم المهرجان الدولي لفيلم المرأة بسلا، بالإجماع تتويج الفيلم الفنلندي “جوفيدا” لمخرجته كاتيا غوريلوف بالجائزة الكبرى في دورته الـ 17، وذلك بفضل تناوله قضية كونية تتمثل في حماية التعددية الثقافية وحقوق السكان الأصليين في الدول الإسكندنافية.

الفيلم يحمل إلى العالم قصة جماعة لغوية وثقافية تواجه شبح الانقراض في شمال فنلندا بعد أن تعرضت لسياسات الدمج القسري الذي جعل لغة هامشية تدعى “سامي سكولت” تشارف على الاندثار بعد أن انحسر عدد الناطقين بها في 400 فرد، يستشعرون مسؤولية صيانة الطقوس والقيم وأنماط العيش داخل مجال قروي بسيط في امتداد الماء والبراري الباردة.

وحسب الناقد نزار الفراوي، فإن المخرجة برعت في تدبير تعاقب الزمن الفيلمي بين وقائع الزيارة القصيرة للبيت المهجور والصفحات المستعادة من ذاكرة الخالة المنخورة بالخسارات ونزيف الفقدان، حد إقدامها على حرق ما صادفته من صور ورسائل. اقتصاد في الحوار وشاعرية في تشكيل الإطار داخل فضاء طبيعي لا يخفي الأبيض والأسود ألوانه المتخيلة وحفر أركيولوجي في الذاكرة الجماعية للأقلية الآيلة للاندثار من خلال صور وأزياء وطقوس وتراتيل صانها البيت الخشبي المهجور وصندوق ذكريات العائلة.

“إنه فيلم شخصي”، تؤكد المخرجة في تقديمها للفيلم، تستعيد به ذكرى أمها التي حملت ثقافة جماعة هامشية تعاند اجتياح زمن الحداثة القسرية. لكن هذه العاطفة الخاصة لم تجمح بها عن صناعة عمل فني بعناية فائقة بالتفاصيل وإنصات شفاف لما هو أصيل وأساسي في جماليات فيلم عن الذات، والذاكرة وعن الآخر أيضا.

وكأن الأمر يتعلق، حسب الفراوي، بكتابة بصرية مضفورة بنسيج متعدد من فنون التعبير، يعكس مرجعية فنية وثقافية عميقة لصانعة العمل التي بنت عالما وديعا وناعما وإن أضمر صرخة إحياء وإغاثة لذاكرة جماعية مترنحة تنحدر منها في بلاد تصنف في ريادة الحداثة الأوروبية. ولعلها أرادت إنتاج أثر يضمن خلودا ولو نسبيا للغة آفلة، إذ يعتبر “جوفيدا” أول فيلم ناطق بلغة “سامي سكولت” في التاريخ.

بهذا الفيلم (99 دقيقة، 2023) الذي سبق أن شارك في مهرجان تريبيكا بالولايات المتحدة الأمريكية، تكرس كاتيا غوريلوف، مسارا سينمائيا تصاعديا، بعدما نالت جائزة أفضل فيلم وثائقي في جوائز الفيلم الوطني الفنلندي سنة 2016، كما خطفت الأنظار في مهرجان برلين، الذي استضاف فيلميها “أحلام معلبة” و “غابة كايسا المسحورة”.

عن بيت الفن

شاهد أيضاً

مريم التوزاني تقود لجنة تحكيم مهرجان سلا الدولي لفيلم المرأة

بمساعدة المنتجة آجنيس كوشيس من هنغاريا والممثلة هنا شيحا من مصر ومديرة مهرجان فيسباكو الممثلة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *