محمد الحياني

“من ضي بهاك” أغنية فتحت أبواب الشهرة للحياني

كتبها مبدع النشيد الوطني علي الصقلي ولحنها عبد القادر الراشدي وغناها الراحل محمد الحياني

 وليد السجعي

في سنة 1968 سيسجل فنان شاب يدعى محمد الحياني أغنية دينية ستحقق نسبة إنصات عالية، ويتعلق الأمر بأغنية “من ضي بهاك”، التي كتب كلماتها علي الصقلي، الذي اشتهر بكتابة النشيد الوطني، ولحنها الراحل عبد القادر الراشدي، بعد سلسلة من الأغاني الدينية الناجحة مثل “يا محمد شفيعنا الهادي”، التي أداها الراشدي بصوته مطلع الستينيات من القرن المنصرم، وكتب كلماتها المبدع فتح الله المغاري، و”المثل العالي” (محمد صاحب الشفاعة) التي أداها الراحل إسماعيل أحمد سنة 1964، وكتب كلماتها الراحل أحمد الطيب لعلج.

شكلت هذه الأغنية نقطة تحول في مسار الحياني الفني، الذي كان مجرد عضو في كورال الجوق الوطني رفقة الراحلين محمد حسن الجندي، وعبدالرزاق حكم، ومحمد علي، وإبراهيم القادري، ومحمد بن الطالب.

وحسب الباحث عبد الحي السوسي، فإن محمد الحياني كان في بداية تجربته الغنائية، حين قدم له عبد القادر الراشدي الأغنية التي صنعت شهرته الأولى، ونبهت عشاق الغناء المغربي إلى فرادة صوته وسط الأصوات، التي أثثت المشهد الفني خلال السنوات الأولى للاستقلال.

بعد مرور أربع سنوات فقط على التحاقه بالمعهد الوطني للموسيقى بالرباط، ثم انضمامه إلى كورال الجوق الوطني، يضيف السوسي، “خاض الحياني تجربة الأداء الفردي من خلال أغانيه الأولى التي قدمها له الملحن وعازف الناي الراحل عبد الحميد بن براهيم، الذي يعود إليه الفضل في اكتشاف الحياني، إلى أن جاءته هذه الأغنية التي كتبها الشاعر علي الصقلي، الذي اشتهر في المجال الغنائي بكتابة هذه الأغنية مع أن له دواوين عديدة”.

يرى السوسي، (أنه حين نتمعن في الطابع العام للأغنية نجد حضورا واضحا لبلاغة الشعر العربي من خلال الصور والمعجم والتركيب. إن الجملة الشعرية التالية “من ضي بهاك كحلت عيوني بالليل والنهار” تبرز، مثل باقي الجمل الأخرى، هذا الطموح بالسمو بالزجل إلى مراقي الجمال، والطموح الموازي بالنهوض بالأغنية الدينية على وجه التحديد حيث تضافرت الابتهالات المترنمة بذكرى الله ورسوله الكريم مع مناخ عالم التصوف، حيث يستلهم ملامح التجربة الصوفيه إذ يقف المتصوف على باب الله طالبا التوبة والشفاعة من ماضي العصيان في مقام أول “عصيت الله ما كفاني وطلبت أنا من قديم/ ما لي حيلة غير فضلك نرجا والعاطي عظيم/ جيت نشفع يا الشافع في وتداوي سقيم”. ومعلنا تغنيه يا رسول الكريم في الذات الإلهية في مقام ثان “غرامك في قلبي وشعلات فيه نار/ زينك وحدو بين عيني يضوي من ضي الاقمار/ الحق حيا بين يديك وانشر علينا علامو”.

بذل الراشدي جهدا كبيرا في إعطاء الكلمات ما تستحقه من عناية جعلت الأغنية تتردد على كل الشفاه، فقليلة هي الحالات التي تشتهر فيها الأغنية الدينية.

ونستحضر بهذا الخصوص أغنية «أمحمد صاحب الشفاعة والنور الهادي/ يا محمد بك تنشهد من بعد الله أمحمد كون لي شفيع يوم الميعاد/ أنت عين الرحمة يا النبي عظيم الجاه”، و”يا قاطعين لجبال وزايرين النبي/ يا لواخدين قلبي وجوارحي وشبابي/ يا لمالكين روحي ومعكم شواقي يا ساكن حبكم في قلب أعماقي” لعبد الهادي بلخياط.

هذه الأغنية كانت فأل خير على صاحبها لأنها عبدت له الطريق ليحقق قفزة ثانية بعد أدائه لأغنية “راحلة” لعبد الرفيع الجواهري وعبد السلام عامر سنة 1970. ومن هناك واصل الحياني مجده الغنائي من خلال أداء “بارد وسخون” و”أشواق”… إلى آخر المسار.

كلمات “من ضي بهاك”

 من ضي بهاك كحلت عيوني بالليل والنهار

سيدي بالليل والنهار

من فرط هواك النار في قلبي ترمي بالشرار

أسيدي ترمي بالشرار

نبي الله رسول الله أنا بالله سيدي وبك عاني

ياللي باسمو سبحات في غناها وزهات الأطيار

وروات عليه كل موجة ذابت من موج البحار

من يوم عمر

غرامك في قلبي وشعلات فيه نار

زينك وحدو بين عيني يضوي من ضي الاقمار

الحق حيا بين يديك وانشر علينا علامو

سيدي يا رسول الله

رفع الله بك يا محمد حبيب مقامو

من بيت الله فاح طيبو يا نعم الطيب ونسامو

لولاك انت يالهادي قد الليل ف ظلامو

سعد اللي يترنم في صلاتو ويحلي صيامو

ويعطر باسمك الجليل الزاهي كلامو

الباكي

هايم ف هواك غادي بهاءك

أنا ف حماك سيدي وبك فاني

باب الرحمة والشفاعة يامول الجاه العظيم

بدموعي جيت ندق ف بابك يانعم الكريم

عصيت الله ما كفاني وطلبت أنا من قديم

ما لي حيلة غير فضلك نرجا والعاطي عظيم

جيت نشفع يا الشافع في وتداوي سقيم

واللي ما لوشفاعتك غدا يوقف باكي يتيم

رجاي فيك ورامي ليك

بالله وبك سيدي ضوي مكاني

 

عن بيت الفن

شاهد أيضاً

حسن المغربي ينتهي من تصوير أغنيته الجديدة بآسفي

انتهى الفنان المغربي حسن المغربي من مدينة آسفي، من تصوير "الفيديو كليب" الخاص بأغنيته الجديدة "الأرارة"، التي من المرتقب أن تطرح...