عبد الهادي بلخياط

“يا قاطعين لجبال”..الشوق إلى زيارة مقام النبي

أغنية دينية ارتبطت برمضان لحنها عبد القادر الراشدي ونظمها أحمد الطيب لعلج وخلدها عبد الهادي بلخياط بصوته الفريد

وليد السجعي

من بين الأغاني المغربية، التي ارتبطت بالمناسبات الدينية، وتحديدا بشهر رمضان المبارك، وترسخت في أذهان المغاربة على مدى سنوات، أغنية “حجاج مقام النبي” أو “يا قاطعين لجبال زايرين النبي”، التي لحنها رائد الأغنية الدينية بالمغرب الراحل عبد القادر الراشدي، وكتب لكلماتها الراحل أحد الطيب لعلج، وسجلها بصوته الفريد المطرب عبد الهادي بلخياط، الذي اعتزل الغناء، أخيرا، للتفرغ للإنشاد الديني.

حينما نستمع إلى أغنية “يا قاطعين لجبال” تعود بنا الذاكرة إلى الفنان الراحل عبد القادر الراشدي (1929 / 1999)، الذي ولد وترعرع بمدينة فاس بحي سيد العواد، حيث كان حريصا منذ طفولته على حضور جلسات الزوايا وحلقات الذكر والإنشاد الصوفي، كما كان متأثرا بمجموعات (عيساوة وجيلالة…) ، ما أهله إلى أن يصبح في ما بعد خبيرا في الإيقاعات والأهازيج الشعبية التي عشقها منذ طفولته، وساعده في تلحين أغان عاطفية ووطنية ناجحة، وأغانيه الدينية بوأته مركز الريادة مثل “المثل العالي” لإسماعيل أحمد (1964)، و”من ضي بهاك” لمحمد الحياني (1968)، و”يا محمد ياشفيعنا الهادي”، التي أداها الراحل بصوته سنة 1968، و”حجاج مقام النبي”، التي أداها في البداية المطرب عبد الواحد التطواني، ثم غناها عبد الهادي بلخياط، وسجلها للإذاعة واشتهر بها.

هناك عوامل كثيرة جعلت هذه الأغنية تعيش حتى كتابة هذه السطور، فهي تتوفر على مقومات الأغنية الخالدة أو ما يصطلح عليه كلاسيكيا بـ”الأضلاع الثلاثة”، الكلمة البسيطة والعميقة في الوقت ذاته، لشيخ الزجالين المغاربة، أحمد الطيب لعلج، واللحن المعبر لرائد الإيقاعات وسيد الأغنية الدينية في المغرب بدون منازع عبد القادر الراشدي، والأداء المتميز لصوت من أقوى الأصوات المغربية والعربية بشهادة رواد الموسيقى والغناء في العالم العربي ومنهم موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب.

أغنية “مقام النبي” ليست سوى جملا لحنية تنساب بسلاسة وتتناسب مع الكلمة ومعانيها العميقة، لتجسد الحنين والشوق إلى زيارة مقام النبي محمد عليه الصلاة والسلام.

ورغم اعتزال منشدها عبد الهادي بلخياط وتفرغه لغناء الأناشيد وأداء الأذكار الدينية، وهذا إثراء ومكسب للأغنية الدينية وتعويض لنقص كبير في هذا المجال، فإن بلخياط ظل حريصا على ترديد هذه الأغنية بالذات في جميع حفلاته الأخيرة، بما فيها حفل “موازين 2015″، مؤكدا أن الإنشاد الديني يلعب دورا مهما في تلبية احتياجات الإنسان الروحية والوجدانية، حيث قدم العديد من الأعمال ذات الطابع الديني.

وفي هذا السياق، سجل بلخياط مجموعة من الأدعية دون استخدام الآلات الموسيقية، منها 30 دعاء للتلفزيون خلال شهر رمضان، ومجموعة متميزة من الأغاني الدينية مثل “أسماء الله الحسنى” و”شارع نور محمد”، و”لك الحمد”، و”سبحان الله”، و”المنفرجة” للشاعر الأندلسي ابن النحوي، التي غناها لأول مرة في مهرجان فاس للموسيقى الروحية وشكلت نقطة تحول في مساره الجديد، حيث حققت انتشارا واسعا في المغرب والعالمين العربي والإسلامي.

كلمات “حجاج مقام النبي”

 يا قاطعين الجبال وزايرين النبي

يا لواخذين قلبي جوارحي وشبابي

يا لمالكين روحي ومعاكم اشواقي

ياللي ساكن حبكم في قلب اعماقي

يا قاطعين لجبال وزايرين النبي

***

لله أمانة ف المقام الهادي

دكروني بشوقي يكمل رجايا

ونوصل لمقامو ونبلغ مرادي

بحجة وزيارة ادعوا معايَ

يا حجاج مقام النبي مول القدر السامي

 انا مومن باغي نزور نقولها بلساني

طريق السلامة وهنية وسعادتكم

يا لقاطعين لجبال وزايرين النبي

***

انا يا حجاج بيت ربي متشوق نزور

انا يا حجاج

عرفات الله والقبر ساطع بالنور

عرفات الله

ونصلي في الكعبة لكريم لغفور

ونشوف غايتي ويغفر لي ويطهر قلبي

يا حجاج مقام النبي مول القدر السامي

 انا مومن باغي نزور نقولها بلساني

عن بيت الفن

شاهد أيضاً

دكتوراه فخرية عالمية للفنان المغربي عبد الهادي بلخياط

منحت مؤسسة الأكاديمية الدولية للسلام الفنان المغربي، عبد الهادي بلخياط، دكتوراه فخرية عالمية...