الحدث الفني يجمع 5 مصممين يتحدرون من المغرب وبلدان إفريقيا جنوب الصحراء
أسماء لوجاني
يدشن 5 مصممين يتحدرون من المغرب وبلدان إفريقيا جنوب الصحراء ابتداء يوم غد الجمعة وإلى غاية 28 نونبر الجاري، معرض “إلهامات إفريقية” برواق هوﻟﻤﺎرﻛﻮم H بالدارالبيضاء.
وقال ﻣﺤﻤﺪ ﺣﺴﻦ ﺑﻨﺼﺎﻟﺢ، اﻟﺮﺋﻴﺲ اﻟﻤﺪﻳﺮ اﻟﻌﺎم ﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺔ ﻫﻮﻟﻤﺎرﻛﻮم، “ﻧﺤﻦ ﺳﻌﺪاء جدا ﺑﺎﻓﺘﺘﺎح اﻟﻤﻌﺮض اﻟﺬي ﻳﺴﻠﻂ اﻟﻀﻮء ﻋﻠﻰ ﻗﺎرﺗﻨﺎ اﻟﺴﻤﺮاء، وﻳﺘﻤﺎﺷﻰ ﻣﻊ اﻟﺘﻮﺟﻪ اﻻﺳﺘﺮاﺗﻴﺠﻲ اﻟﺤﻜﻴﻢ واﻟﺜﺎﻗﺐ ﻟﻠﻤﻤﻠﻜﺔ واﻧﻔﺘﺎﺣﻬﺎ ﻋﻠﻰ إﻓﺮﻳﻘﻴﺎ ﺗﺤﺖ ﻗﻴﺎدة ﺟﻼﻟﺔ اﻟﻤﻠﻚ ﻣﺤﻤﺪ اﻟﺴﺎدس، ﻧﺼﺮه وأﻳﺪه”.
وأضاف ﻧﺴﻌﻰ ﻋﺒﺮ هذا الحدث الفني إﻟﻰ اﻻﺣﺘﻔﺎء ﺑﺎﻟﺘﻨﻮع والأﻧﺎﻗﺔ اﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ واﻟﻌﻔﻮﻳﺔ الإقريقية، اﻟﺘﻲ ﻣﺎ ﻓﺘﺌﺖ ﺗﺰود اﻟﻌﺎﻟﻢ ﺑﺈﺑﺪاﻋﺎت وﺗﺼﺎﻣﻴﻢ ﺧﻼﻗﺔ ﺗﺴﺤﺮ ﻧﺎﻇﺮﻳﻬﺎ”.
من جهة أخرى أبرز بنصالح أنه انطلاقا من التزام المجموعة وتشبعها ﺑﻘﻴﻢ اﻟﻤﻘﺎوﻟﺔ اﻟﻤﺴﺆوﻟﺔ اﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺎ واﺳﺘﻤﺮارا ﻟﻤﺴﺎﻧﺪﺗﻬﺎ ﻟﻠﺼﻨﺎﻋﺔ اﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ واﻟﺘﺼﻤﻴﻢ، ﺗﻌﺘﺰم ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻫﻮﻟﻤﺎرﻛﻮم ﺑﻬﺬه اﻟﻤﻨﺎﺳﺒﺔ ﻋﺮض إﺑﺪاﻋﺎت لـ5 ﻣﺼﻤﻤﻴﻦ ﺑﺮواﻗﻬﺎ، ﻫﻢ ﺳﻜﻴﻨﺔ ﻫﺎﺷﻢ، وﻣﻬﺪي ﺧﺴﻮان، وﺣﺎﻣﺪ واﺗﺎرا، ورﺑﻴﻊ ﺳﻴﺴﺒﺎن، وأوﻟﺮﻳﺶ زواﻧﺪا.
وقال بنصالح إن التظاهرة الفنية تحتفي بمجموعة ﻣﻦ الأﺷﻜﺎل والأﻟﻮان، ﻧﻘﻮش، رﺳﻮم، ﻋﻼﻣﺎت إﺛﻨﻴﺔ، ﺟﺎءت ﻛﻠﻬﺎ ﻟﺘﺠﻤﻊ ﻣﺎ ﺑﻴﻦ ﻣﺨﺘﻠﻒ اﻟﺜﻘﺎﻓﺎت وﻟﺘﻌﻜﺲ ﺟﻤﺎل وﺗﻌﺪد اﻟﻘﺎرة وﻓﻨﻮﻧﻬﺎ ﻣﻦ ﺧﻼل ﻋﻮاﻟﻢ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﻟﻤﻮاﻫﺐ واﻋﺪة.
على مستوى آخر أفاد بنصالح أن المجموعة تؤكد من خلال هذا المعرض الجماعي أنها تواصل دعم الإبداع بالمغرب وﺑﻠﺪان إﻓﺮﻳﻘﻴﺎ ﺟﻨﻮب اﻟﺼﺤﺮاء، ﺑﺎﻟﺠﻤﻊ ﻣﺎ ﺑﻴﻦ ﻣﻮﻫﺒﺔ اﻟﻤﺼﻤﻤﻴﻦ اﻟﻤﻌﺎﺻﺮﻳﻦ وﺧﺒﺎﻳﺎ وأﺳﺮار اﻟﺼﻨﺎع اﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﻴﻦ اﻟﻜﺒﺎر، ﻟﺘﺴﺎﻫﻢ ﺑﺬﻟﻚ ﻓﻲ إﺷﻌﺎع وازدﻫﺎر ﻗﻄﺎع اﻟﺼﻨﺎﻋﺔ اﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ، وﻫﻮ اﻟﻤﺴﻌﻰ اﻟﻤﻨﺪرج ﺿﻤﻦ رﻫﺎن ﻣﺰدوج ﻳﺠﻤﻊ ﺑﻴﻦ اﻟﺒﻌﺪﻳﻦ اﻟﻔﻨﻲ واﻟﺴﻮﺳﻴﻮ اﻗﺘﺼﺎدي.
وخلص بنصالح إلى القول إن “اﻟﺤﺴﺎﺳﻴﺔ اﻟﻘﻮﻳﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻄﺒﻊ ﻏﻨﻰ ﺗﺮاﺛﻨﺎ واﻟﺘﻲ ﺗﻨﺪرج ﻓﻲ آن واﺣﺪ ﺿﻤﻦ اﻟﺮؤﻳة اﻟﻬﺎدﻓﺔ إﻟﻰ ﺗﺜﻤﻴﻦ اﻟﺮأﺳﻤﺎل اﻟﻼﻣﺎدي اﻟﻌﺮﻳﻖ وﺗﻄﻮﻳﺮ وازدﻫﺎر ﻫﺬا اﻟﻘﻄﺎع اﻟﻮاﻋﺪ هي التي حفزت المجموعة إلى الاهتمام بالرأسمال اللامادي الذي يجمع بين كل روافد الإنسانية وتجلياتها الابداعية سواء في شقيها الفني أو الصناعة التقليدية”.
جماليا تجمع تجارب المشاركين في المعرض بين الإبداع والجمال الفني، ووقع الاختيار في حفل الافتتاح على أسماء وازنة، منها ﺳﻜﻴﻨﺔ ﻫﺎﺷﻢ، وهي ﻓﻨﺎﻧﺔ ذات ﻟﻤﺴﺔ ﺳﺎﺣﺮة، وﺑﺪﻻ ﻣﻦ أن ﺗﻌﺘﺒﺮ اﻟﻤﻮاد اﻟﺘﻲ ﺗﺴﺘﻠﻬﻤﻬﺎ ﻣﺴﺘﻘﻠﺔ ﻋﻦ ﺑﻌﻀﻬﺎ اﻟﺒﻌﺾ، ﺗﺨﺘﺎر اﻟﺮﺑﻂ في ﻤﺎ ﺑﻴﻨﻬﺎ واﻟﺘﻮﺟﻪ ﺑﺬﻟﻚ إﻟﻰ ﺧﻠﻖ ﻋﺎﻟﻤﻬﺎ اﻟﺨﺎص اﻟﺬي ﻳﺠﻤﻊ ﻣﺎ ﺑﻴﻦ اﻟﻔﻨﻮن اﻟﻤﺮﺋﻴﺔ، وﺗﺼﻤﻴﻢ الأﺷﻴﺎء، واﻟﺘﻨﻤﻴﻖ ﻓﻲ الأﺳﻠﻮب وﺗﻬﻴﺌﺔ اﻟﻔﻀﺎء، وﻫﻲ اﻟﻌﻨﺎﺻﺮ اﻟﺘﻲ ﺗﻠﺘﺌﻢ وﺗﺘﺰاوج ﻓﻴ ﻤﺎ ﺑﻴﻨﻬﺎ، ﻟﺪى ﻫﺬه اﻟﻔﻨﺎﻧﺔ اﻟﻤﺒﺪﻋﺔ.
في حين يفضل ﻣﻬﺪي ﺧﺴﻮان ﻣﻬﻨﺪس وﻣﺼﻤﻢ داﺧﻠﻲ، الاشتغال على قضايا البيئة. وﻫﻮ ﻳﺨﻮض ﻣﻌﺮﻛﺔ ﺿﺎرﻳﺔ ﺿﺪ اﻻﺣﺘﺒﺎس اﻟﻤﻨﺎﺧﻲ، وﻗﺪ اﺷﺘﻐﻞ ﺧﺼﻴﺼﺎ ﻋﻠﻰ ﺗﺤﻮﻳﻞ اﻟﻨﻔﺎﻳﺎت إﻟﻰ ﺗﺤﻒ ﻓﻨﻴﺔ.
ومن بوركينافاصو تنهض تجربة الفنان ﺣﺎﻣﺪ واﺗﺎرا، واﺣﺪ ﻣﻦ أﻣﻬﺮ اﻟﻤﺼﻤﻤﻴﻦ اﻟﺒﻮرﻛﻴﻨﺎﺑﻴﻴﻦ، على تطوير ﻣﻔﻬﻮم “اﻟﺘﺼﻤﻴﻢ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ” اﻟﻤﻌﺘﻤﺪ ﻋﻠﻰ اﺳﺘﻌﻤﺎل اﻟﻤﻮاد اﻟﻤﻮﺟﻮدة ﺑﺎﻟﺸﺎرع وﺗﺜﻤﻴﻦ اﻟﻤﻬﺎرات اﻟﻤﺤﻠﻴﺔ ﺑﺈﺑﺪاع وﺗﺼﻤﻴﻢ أﺛﺎث ﻋﺼﺮي.
ومن الأسماء التي رصعت مسارها الإبداعي يطالعنا اسم الفنان ربيع سيسبان الذي يتقاسم ولعه بالمواد، إذ يحول آخر صيحاته إلى تحفة ﻛﻼﺳﻴﻜﻴﺔ ﻟﻴﺒﻌﺚ ﻓﻴﻬﺎ روﺣﺎ ﺟﺪﻳﺪة وﻣﻈﻬﺮا ﻳﺘﺠﺎوز ﻧﻄﺎق اﻟﺘﺼﻤﻴﻢ.
ويكفي أن نذكر بتجربة الكونغولي أوﻟﺮﻳﺶ زواﻧﺪا، ﻣﻘﻴﻢ ﺑﺎﻟﻤﻐﺮب ﻣﻨﺬ 14 ﺳﻨﺔ، ﻓﻨﺎن ﺷﺎب ﻳﺠﻤﻊ ﻣﺎ ﺑﻴﻦ اﻟﻤﻌﺪن والأﺳﻼك ﻟﻴﺤﻮﻟﻬﺎ إﻟﻰ ﻣﻨﺤﻮﺗﺎت، أعماله ﺷﺒﻪ ﺗﺠﺮﻳﺪﻳﺔ ﻳﻌﺒﺮ ﻣﻦ ﺧﻼﻟﻬﺎ ﻋﻦ اﻟﻌﻼﻗﺔ الأزﻟﻴﺔ اﻟﻤﻮﺟﻮدة ﻣﺎ ﺑﻴﻦ اﻟﺸﻜﻞ واﻟﺤﺮﻛﺔ.