بيت الفن المغربي فضاء للتلاقي، للتفاعل، للتآلف، للحوار، ولتبادل الأفكار بيت الفن فضاء للتلاقي، للتفاعل، للتآلف، للحوار، ولتبادل الأفكار، للانفتاح على الآخر، إنه حيز مشترك غير قابل لأن يتملكه أيا كان، الثقافة ملك مشاع، البيت بيتك، اقترب وادخل، إنه فسيح لا يضيق بأهله، ينبذ ثقافة الفكر المتزمت بكل أشكاله وسيظل منحازا للقيم الإنسانية، “بيت الفن” منبر للتعبير الحر، مستقل، مفتوح لكل التيارات الفنية والأدبية والفكرية.
بيت الفن
في إطار الدورة الثانية والعشرين لمهرجان الرباط الدولي لسينما المؤلف، التي تتواصل فعالياتها إلى الرابع من نونبر الجاري، بالمسرح الوطني محمد الخامس عرض فيلم “جوق العميين” لمخرجه محمد مفتكر.
ويروي الفيلم على مدى 110 دقائق، على لسان الطفل ميمو (إلياس جيهاني)، قصة جوق موسيقي شعبي يضطر أعضاؤه من الذكور للتظاهر بالعمى ليمكنهم تنشيط حفلات مخصصة للنساء داخل الأوساط العائلية المحافظة.
الفيلم، الذي تم عرضه خارج المسابقة الرسمية للمهرجان، بتناول سيرة عائلة متواضعة تتشكل من موسيقيين وراقصات شعبيات، يشكلون جوقا شعبيا لإحياء الأعراس والحفلات. يقوده الحسين بيدرا (يونس مكري) الذي يقيم مع زوجته حليمة (منى فتو) في منزل عائلتها رفقة أمها (فاطمة الركراكي) وطفلهما ميمو (سبع سنوات).
وتعاني حليمة أحيانا من قساوة زوجها المرتبطة بترعرعه يتيما في سن مبكرة، كما يعاتي طفلهما من سعي والده إلى أن يجعل منه رجلا ناضجا وناجحا في المستقبل، فيما يشكل عمه عبد الله (فهد بنشمسي)، الشاب المتعلم الناقم على الأوضاع، مثله الأعلى.
ويرافق الحسين وحليمة في الفرقة الموسيقية مصطفى (محمد بصطاوي)، الذي يمارس الموسيقى سرا اعتبارا لإطاره الوظيفي، ويسعى لحل مشاكل الفرقة، من قبيل اكتشاف أسرة محافظة أن أعضاء الجوق مبصرون، لكنه يقف عاجزا أمام اختفاء عبد الله.
تتعقد الأحداث باكتشاف الحسين تزوير الابن نتائجه الدراسية ليرضيه، واكتشاف الأم خيانة زوجها لها مع إحدى راقصات الفرقة (أدت الدور ماجدولين الإدريسي)، بعدها يصاب الطفل بالسل، وأبوه بمرض عضال يضع حدا لحياته، لكن ليس قبل أن يسعد بتحسن المستوى الدراسي لابنه الذي لم يعده، كما أراد، ألا يسير على خطى عمه عبد الله.
شخص أدوار الفيلم، أيضا، محمد الشوبي وسليمة بن مومن وسعاد النجار ومحمد اللوز وفدوى الطالب وعبد الغني الصناك وعلية اعمامرة (التي أدت دور محبوبة الطفل ميمو الذي يسرق من أجلها حلويات من الأعراس التي يحضرها رفقة “جوق العميين”).
وكان فيلم “جوق العميين” فاز بالخصوص بالجائزة الكبرى بالمهرجان الدولي الثامن للفيلم العربي بمدينة وهران الجزائرية، وبالجائزة الكبرى للدورة الثامنة عشرة لمهرجان السينما الإفريقية بخريبكة حيث حصد الجائزة الكبرى (جائزة عثمان صامبين) وجائزة أحسن سيناريو في التظاهرة ذاتها، وجائزة الإخراج في المهرجان الفيلم الوطني 16 بطنجة.
