مهرجان كاب سبارطيل الدولي للفيلم بطنجة يحتفي بالسينما السويسرية ويكرم المخرج المغربي كمال كمال لعلاقته سينماه الوطيدة بالموسيقى والباحث مصطفى أقلعي ناصر…
بيت الفن
تحت شعار السينما والفنون وبحضور سويسرا ضيف شرف، ينظم المرصد المغربي للصورة والوسائط الدورة الحادية عشر من مهرجان كاب سبارطيل الدولي للفيلم بطنجة في الفترة الممتدة من 23 أبريل إلى 26 أبريل 2025.
ويشمل المهرجان برمجة غنية ومتعددة تشمل عروضا سينمائية، لقاءات وورشات تكوينية وزيارات ميدانية لأهم المراكز الثقافية بمدينة طنجة .كما سيتم الاحتفاء بالمخرج المغربي كمال كمال لعلاقته سينماه الوطيدة بالموسيقى والباحث مصطفى أقلعي ناصر.
وستشهد هذه الدورة منافسة ثلاثة عشر فيلما من المغرب، إسبانيا، فرنسا، إيران، أذربيجان، بوركينا فاسو، سويسرا، فلسطين، ألمانيا، تونس، على جوائز المهرجان، وذلك أمام لجنة تحكيم تضم في عضويتها كلا من المنتج والمخرج المغربي جمال السويسي والروائي الإسباني سيرجيو بارصي والموسيقي الفلسطيني زيد تيم والمخرجة الإيطالية اليسا فلامينيا إينو والفنانة التشكيلية المغربية نجوى الهيثمي.
كما سيتم تقديم عروض أفلام روائية ووثائقية من مختلف دول العالم خارج المسابقة.
ويسعى المهرجان إلى تعزيز قيم الجمال وروح التفاهم من خلال أشكال تعبيرية كالتعبير الجسدي والرقص المعاصر والنحت وفنون السيناريو والطبخ والكاريكاتير لفائدة تلاميذ المؤسسات التعليمية فضلا عن برامج مخصصة للأشخاص ذوي الاحتياجات وفي وضعية صعبة.
يشار إلى أنه بمجرد الحديث عن السينما السويسرية يتبادر اسم المخرج السويسري الفرنسي جان لوك غودار، رغم أنه لا يمكن اختصار سينما بلد مهم مثل سويسرا باسم مخرج واحد.
وفي هذا الصدد أصدرت خزينة الأفلام السويسرية عملا ضخما يستعرض الإنتاج السينمائي السويسري من عام 1966 إلى عام 2000.
الكتاب يحصي أكثر من 1200 شريط روائي طويل، بدء من الأفلام التي صنعت تاريخ الفن السابع في سويسرا ومرورا بالأعمال التي لم تختتم أو التي ظلت شبه مجهولة ووصولا إلى الأشرطة الإباحية.
المجلد الضخم يحمل عنوان “تاريخ السينما السويسرية، 1966 – 2000″، هو مؤلف، حرص على إنجازه هيرفي دومون، مدير خزينة الأفلام السويسرية التي يوجد مقرها في لوزان، ويتضمن إحصاءا مفصلا لأشرطة كبار المخرجين السويسريين، مثل تانر وغوريتا، دون إغفال الإشارة إلى أشرطة لا قيمة لها وإدراج 60 شريطا، من الصنف الجنسي بمختلف تلويناته.
يستعرض المجلد بطريقة مفصلة، تتضمن عرضا وملخصا لكل شريط، أعمال المخرجين الذين يدرجون عادة تحت لافتة “السينما السويسرية الجديدة”، مثل ألان تانر وكلود غوريتا ودانييل شميد وميشيل سوتر.
ويمكن للمتصفح للمجلد الجديد أن يعثر أيضا على العديد من المعلومات الطريفة، ومن بينها مثلا أن جورج نيكولا حايك، المدير الحالي لشركة “سووتش” الشهيرة للساعات، قد أخرج شريطين طويلين، هما “بلد غيليوم تيل” (1985) و”فاميلي إكسبريس” (1991)، أو أن الشاب باتريس لوكونت، الذي عرف فيما بعد بإخراجه المتميز لعدد من الأشرطة الطويلة، قد اشتغل في تركيب شريط أنجر في عام 1972، يدور موضوعه حول مدينة متوسطة الحجم في سويسرا، اسمها بيين.
ومن بين 1220 شريطا، التي أحصاها الكتاب، يوجد أيضا شريط “مزرعة للبيع”، الذي أنجِز عام 1982 للمخرج فريديريك مير، المدير الحالي للمهرجان الدولي للفيلم بلوكارنو.
عام 1982 شهد أيضا حصول شريط “يول” (الطريق)، وهو إنتاج سويسري أنجزه السينمائيان التركيان يلماز غوني وشريف غورين على السعفة الذهبية في مهرجان كان الدولي للسينما.
إجمالا، يرى هيرفي دومون أن السينما السويسرية تميزت في الثلث الأخير من القرن العشرين بتعدد توجهاتها وبجودتها غير المنتظمة وبمواضيعها المتكررة، التي لا يتردد البعض في وصفها بالمملة.
ويشير هيرفي دومون إلى أن أحد أهداف الكتاب تتمثل في المساهمة في إعادة اكتشاف تلك الأفلام، التي “طواها النسيان لسبب أو لآخر”.