الفيلم المغربي الجديد يتنافس على جوائز مسابقة آفاق السينما العربية إلى جانب 12 فيلما عربيا…
بيت الفن
اختار منظمو مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، الفيلم الروائي المغربي “المرجة الزرقاء” للمخرج داوود أولاد السيد للمشاركة في مسابقة آفاق السينما العربية، التي تقام ضمن فعاليات الدورة الـ 45، المقرر إقامتها في الفترة من 13 إلى 22 نونبر 2024.
ويقدم أولاد السيد فيلمه الجديد “المرجة الزرقاء” (2024)، وهو الشريط الطويل السادس في مساره السينمائي، في أول عرض عالمي، إلى جانب 12 فيلما من مختلف الدول العربية.
وتدور أحداث الفيلم حول صبي يبلغ من العمر 12 عاما، يتيم وكفيف، يعيش مع جديه في قرية نائية في الصحراء. في أحد الأيام، فاجأه جده بشراء كاميرا. ويشرع في تصوير ما لا يستطيع أن يراه. يسمع “يوسف”، عن مكان يدعى المرجة الزرقاء ويقرر أن يزوره مرفوقا بآلة التصوير، رغم رفض الجد، إلا أنه سيرضخ في الأخير لهذه الرغبة العنيدة للطفل.
وحسب الناقد والمخرج المغربي عبد الإله الجوهري، فإن تجربة داوود أولاد السيد الجديدة، “تسير وفق النسق السينمائي الذي عودنا عليه صاحب “باي باي سويرتي”، و”عود الريح”، و”في انتظار بازوليني”، و”الجامع” و”كلام الصحرا”، حيث الوفاء لفضاء الصحراء والمراهنة على المتعة البصرية، من خلال مشاهد تتقاطع وتتوحد فيها، بشكل خلاق، الفنون البصرية، أساسا منها الفوتوغرافيا والتشكيل، الى جانب توظيف التراث الموسيقي والأزياء العادات والتقاليد الغنية المنتمية لمناطق منسية هناك في جنوب الجنوب”.
الفيلم يركز، حسب الجوهري، على “هامش الهامش وشخصيات تعيش على الكفاف والعفاف والبحث عن السعادة المفقودة. طفل أعمى وآلة تصوير وجد يعاني من آلام ظهر نتيجة حادثة سير سابقة، وبحث وسط الكثبان الرملية عن بحيرة زرقاء سحرية. البحث هنا ليس بحثا ماديا محسوسا بقدر ما هو بحث جواني في الذات البشرية، في روح طفل لا يرى لكنه يرى كل شيء، ويتفاعل وجدانيا وإبداعيا، يهزم العجز والفقر بالأسئلة والتصوير، والإصرار على الوصول للمكان الذي يحلم به ويريد، مكان السعادة المشتهاة المخفية المختفية بين الكثبان الرملية لواقع معيش، واقع الضنك والكليشيهات والجهل بالأحلام البشرية اللامحدودة”.
الطفل المهووس، رغم آفة فقدان البصر يلتقط صورا لما يحس به، يحاول تسجيل ما لا يرى، يصر على تحدي العوائق قافزا ببراءة على سخرية الناس، على أسئلتهم العجيبة على فهمهم البسيط لمعنى أن تكون إنسانا لا يؤمن بالمستحيل أو الخضوع للعاهة والقدر.
وإلى جانب إعجابه بجمالية فضاءات الصحراء المغربية، التي تشد النفس وتمتع العين، نوه الجوهري بأداء الطفل، الذي جاء واقعيا، مشيدا بإدارة داود لطفل لم يقف من قبل أمام الكاميرا إضافة لكونه مكفوفا، أما محمد خيي فلا حاجة للتذكير بموهبته وقوة أدائه، حسب الجوهري، فقد أثبت من خلال هذا الشريط أنه “مشخص فوق العادة، وممثل تفوق على ما قدمه من قبل”.