مهرجان طنجة الوطني للفيلم يطلق دورته الـ24 بتكريم صفية الزياني والشوبي

شكلت الدورة الـ24 التي يحتضنها قصر الثقافة والفنون بطنجة مناسبة للاحتفال بمرور 80 سنة على تأسيس المركز السينمائي المغربي واستحضار أرواح السينمائيين الذين غادرونا هذه السنة وإعادة الاعتبار لابن طنجة البار الراحل نور الدين الصايل من خلال إطلاق اسمه على أحد شوارع المدينة…

بيت الفن (تصوير بلميلود)

انطلقت، مساء الجمعة 18 أكتوبر 2024 بالقاعة الكبرى لقصر الفنون والثقافة بطنجة، فعاليات الدورة الـ24  للمهرجان الوطني للفيلم، بتكريم الممثلين صفية الزياني ومحمد الشوبي، اعترافا بالإسهامات الاستثنائية لهاتين القامتين الفنيتين في إثراء المشهد السينمائي والدرامي ببلادنا وتقديرا لمسيرتيهما الحافلتين بالعطاء.

وشكل حفل الافتتاح مناسبة لاستحضار أرواح السينمائيين، الذين غادرونا هذه السنة (2023 -2024)، ويتعلق الأمر بـ16 راحلا وراحلة من بينهم نعيمة المشرقي وفاطمة الوكيلي ومصطفى الداسوكين، وإعادة الاعتبار لابن طنجة البار الراحل نور الدين الصايل، من خلال إطلاق اسمه على أحد شوارع المدينة.

صفية الزياني قامة فنية تجر وراءها تاريخا حافلا بالعطاء

وسط تصفيقات وزغاريد الجمهور، تسلمت الممثلة صفية الزياني ذرع تكريم المهرجان من يدي الكاتب العام لوزارة الشباب والثقافة والتواصل ومدير المركز السينمائي المغربي بالنيابة، عبد العزيز البوجدايني.

ورغم وضعها الصحي، أدهشت الفنانة صفية الزياني (89 سنة)، جمهور المهرجان بروحها المرحة وكلمتها الجميلة في حق كل من فكر في تكريمها وفي حق مدينة طنجة، التي وصفتها بعروسة الشمال، وذكرت بتاريخها العريق.

وقال الممثل عبد الكبير الركاكنة: إن صفية الزياني، المعروفة لدى الجيل الجديد من الفنانين المغاربة بـ “ماما صفية” قامة فنية تجر وراءها تاريخا حافلا بالعطاء الفني والإبداع لأكثر من ستة عقود، مشيرا إلى أنها من أوائل النساء اللائي ولجن المسرح، وكان لديهن إيمان قوي برسالة الفن في المجتمع ودوره في التوعية والتحسيس، حيث قدمت أدوارا تقمصتها بحرفية عالية وحس مرهف حتى صارت تلك الشخصيات جزءا منها”.

وأشار الركاكنة إلى أنه لا يمكن الحديث عن تاريخ الفن والتشخيص بالمغرب دون ذكر اسم صفية الزياني، لكونها فنانة كبيرة أغنت الريبرتوار الفني المغربي، وعملت مع كبار المخرجين والفنانين داخل المغرب وخارجه، وواكبت أجيالا من الرواد والشباب، معتبرا أن “الاحتفاء بصفية الزياني هو تجسيد لثقافة الاعتراف بمسيرتها الاستثنائية وإسهاماتها الفعالة منذ عقود كفنانة من طينة الكبار ومن الرعيل الأول، الذي كافح بكل إخلاص ووفاء في حب المجال الفني، ومسيرتها مصدر إلهام للجميع”.

محمد الشوبي ثقافة واسعة واهتمام جدي بالآداب والفنون

من جانبه أعرب الممثل محمد الشوبي خلال تسلمه ذرع تكريم المهرجان من يدي مستشار وزارة الشباب والثقافة والتواصل، عن فخره بتكريمه بحضور عمالقة السينما والدراما في المغرب، كما عبر عن حبه وشكره وامتنانه لمدينة طنجة، التي احتضنت العديد من أعماله الفنية، كما شكلت بالنسبة إليه جسر تواصل مع عدد كبير من صناع السينما والتلفزيون، إذ في أحضانها تعاقد على أعمل كثيرة، دون أن تفوته الإشادة بالتطور الحاصل في المجال السينمائي والفني في المغرب.

وسط تصفيقات الحضور، ختم الشوبي كلمته بتوجيه الشكر لزوجته التي وقفت إلى جانبه في محنته الصحية، معتبرا أن الدعم الذي حظي به جعله يتسلح بالأمل والرغبة في مزيد من العطاء في المستقبل.

واعتبر الكاتب والناقد مصطفى النحال في شهادة حول المحتفى به، أن الفنان “محمد الشوبي يتميز عن كثير من الفنانين المغاربة بثقافته الواسعة واهتمامه الجدي بالآداب والفنون. فهو قارئ نَهِم دائم البحث عن توسيع وتنويع أفقِه الثقافي والفكري، كما أن له ثقافة مسرحية وسينمائية واسعة، دشنَها باشتغاله المعرفي بالمعهد عن مسرح موليير”.

وأضاف النحال في شهادته قدمها في حق المحتفى به، أن الشوبي “قارئ ومبدع قَلِق لا يدعَن لرأيٍ ولا يهادن فكرة لا تنسجم مه تفكيره، وباحث عن أجوبة تتجاوز الخشبة والسينما لتعانق الثقافة بمعناها العام. ثم إنه دائم الانشغال بقضايا الشأن العام، وبحضوره الإعلامي الفاعل من حين لآخر في الصحافة الورقية والالكترونية مبدعا أدبيا أو معبرا عن رأي أو مدافعا عن قضية أو مساجلا المخالفين له، باختصار، هو خير مجسدٍ للعلاقة بين Esthétique et éthique”.

80 سنة على تأسيس المركز السينمائي المغربي

بمناسبة تزامن حفل الافتتاح، مع مرور 80 سنة على تأسيس المركز السينمائي المغربي، تم عرض شريط قصير حول هذه المؤسسة السينمائية العتيدة، التي تأسست في أكتوبر 1944.

وقال الكاتب العام لوزارة الشباب والثقافة والتواصل ومدير المركز السينمائي المغربي بالنيابة، عبد العزيز البوجدايني، في كلمة بالمناسبة، أن هذه الدورة من المهرجان الوطني للفيلم تعتبر احتفالية كبرى بالسينما المغربية، إذ ستشهد عرض أحدث الإنتاجات السينمائية الوطنية، وتسليط الضوء على المواهب الشابة والطاقات الصاعدة، وفتح نقاش مثمر حول واقع السينما بالمغرب وآفاق تطورها في المستقبل، وسبل خلق جيل جديد من المبدعين.

وأضاف أن هذا المهرجان يهدف، بالأساس، إلى تعزيز العلاقة بين الجمهور والفن السابع، لا سيما لدى الجيل الناشئ والشباب، مشددا على الأهمية التي تحظى بها الخزانة السينمائية المغربية، من أجل الحفاظ على التراث السينمائي الوطني وتثمينه، فضلا عن تسليط الضوء على الأعمال السينمائية الخالدة عبر التاريخ.

قصر الفنون تحفة معمارية بـ3 قاعات عرض جديدة بسعة لـ1800 مقعد

يعد قصر الفنون، الذي يحتضن كل فعاليات الدورة الحالية من المهرجان، تحفة معمارية فنية تطل الشاطئ البلدي للمدينة، ويتواجد بمحج محمد السادس، على مساحة 23800 متر مربع. وتبلغ الطاقة الاستيعابية لقصر الثقافة 1800 موزعة على 3 قاعات عرض ويتعلق الأمر بالقاعة الخاصة بالعروض الكبرى التي تتسع لـ1400، وقاعتين متوسطتين تبلغ قدرتهما الاستيعابية 200 مقعد لكل واحدة منهما.

ويضم قصر الفنون والثقافة، الذي كلف 21 مليار سنتيم، مدرسة للرقص التعبيري، ومدرسة للموسيقى، إضافة إلى قاعات أخرى للدروس والتواصل، وفضاءات أخرى.

ومن شأن هذه المعلمة التي جاء إحداثها في إطار المشاريع الكبرى التي أطلقها جلالة الملك محمد السادس، أن تعطي إشعاعا كبيرا ودفعة قوية للممارسة الثقافية والفنية بمدينة طنجة.

وقال عمدة مدينة طنجة منير ليموري، في كلمة بالمناسبة، إن هذا الحدث يعزز مكانة طنجة كوجهة سينمائية مهمة وبارزة، مضيفا أن المدينة تملك كل المقومات لتكون فضاء رائدا للإبداع السينمائي، وأنه كان هناك عمل ومجهود كبير من أجل تأثيث فضاء قصر الثقافة والفنون، الذي يعد صرحا ثقافيا وطنيا.

لجان تحكيم من حساسيات مختلفة

شهد حفل الافتتاح تقديم لجان تحكيم مسابقات الدورة، التي تتواصل فعالياتها إلى غاية 26 أكتوبر الجاري، ويتعلق الأمر بلجنة تحكيم مسابقة الأفلام الروائية الطويلة، التي يترأسها المخرج وكاتب السيناريو محمد مفتكر، ويتشكل أعضاؤها من الكاتبة لطيفة باقا، والصحافية والمستشارة في التواصل، نجلاء بنمبارك، والجامعية والباحثة، مريم الأجراوي، والكاتب البشير الدخيل، والمخرج وكاتب السيناريو والمنتج التشادي، عيسى سيرج كويلو، والفنان وكاتب الكلمات، ونبيل الجاي.

كما تم تقديم أعضاء لجنة تحكيم مسابقة الأفلام القصيرة، بحضور رئيستها المخرجة والكاتبة خولة أسباب بنعمر، وأعضائها الصحافية سعاد الزعيتراوي، والمدير العام للمركز الوطني للسينما بمالي، فوسايني مايغا، والناقد السينمائي، سعيد مزواري، والمخرج والمنتج، رشيد بوتونس. وكذلك لجنة تحكيم مسابقة الأفلام الوثائقية الطويلة، وتترأسها المخرجة جميلة عناب، بمساعدة الصحافية حورية بوطيب، والناقد، الحبيب الناصري، ولجنة تحكيم مسابقة أفلام المدارس ومعاهد السينما التي تترأسها مديرة المعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي، لطيفة أحرار، بمساعدة المخرجة جيهان جويبول، والمخرج عز العرب العلوي لمحارزي.

أفلام لمخرجين ومخرجات من أجيال مختلفة

ينافس في مسابقة الأفلام الروائية الطويلة، 15 فيلما، اختيرت من بين 25 فيلما تم تقديمها للجنة الفرز الأولى، ويشارك في المسابقة، أفلام لمخرجين ومخرجات من أجيال مختلفة، مثل “الثلث الخالي” لفوزي بن سعيدي، و”صمت الكمنجات” لسعد الشرايبي، و”وحده الحب” لكمال كمال، و”مذكرات” لمحمد الشريف الطريبق، و”مروكية حارة” لهشام العسري.

كما تضم المسابقة، أيضا، أفلام “عصابات” لكمال لزرق، و”أنيماليا” لصوفيا علوي، و”الوترة” لإدريس الروخ، و”على الهامش” لجيهان البحار، و”التدريب الأخير” لياسين فنان، و”قصة وفاء” لعلي الطاهري، و”جثة على ضفة مارتشيكا” لأكسيل ريفمان، و”فندق السلام” لجمال بلمجدوب، و”404.01 ” ليونس الركاب، و”وشم الريح” لليلى التريكي.

ويشارك في مسابقة الفيلم الوثائقي الطويل، فيلم “كذب أبيض” لأسماء المدير، و”رزق من ورد” لمونية الكومي، و”العربي، جوستو والآخرون” لليلى الأمين الدمناتي وعبد الحميد كريم، و”فقاعات” لحسن معناني، و”مورا يشكاد” لخالد الزايري، و”تلمزون ذاكرة الصحراء” لأحمد بوشلكة.

كما تتضمن القائمة، فيلم “باتر” لكمال أورحو، و”مول الماء” لفؤاد سويبة، و”دجوك الأخير من الملاح” لحسن بنجلون، و”كوبارايون” لعزيز خوادير، و”سكين على قماش” لأميمة العاشي، و”حراس لكصر” لعيدة بوي، و”ثلاثة أقمار وراء التل” لعبد اللطيف افضيل، و”خيمة الرك” لفاضل الجماني، و”الشايعة” لزينب توبالي.

أما مسابقة الأفلام القصيرة، فيشارك فيها “ذاكرة للنسيان” للهواري غباري، و”تحت أقدام أم” لإلياس سهيل، و”أخوة الرضاعة” لكنزة التازي، و”لي” لانتصار الأزهري، و”الأيام الرمادية” لعبير فتحوني، و”ابن الأمازونيات” لعثمان سليل.

كما يشارك فيلم “الأخ” ليونس بواب، و”بياض” لمحمد أمين الأحمر، و”نجمة” لعبد الله المقدم، و”خروف وعربان” لأمين حمو، و”رشيد” لرشيدة الكراني، و”أنين صامت” لمريم جبور، و”صحوة” لسعد بنيدر، والفيلمان القصيران الوثائقيان “يينا… طرف الخبز” لأيوب آيت بيهي، و”اليوم الأخير” للخضر الحمداوي.

أما أفلام مسابقة سينما المدارس فتضم 12 فيلما تمثل مختلف معاهد السينما في المغرب.

وفي فقرة أفلام البانورما، ستشارك في المهرجان 7 أفلام روائية ووثائقية طويلة، وهي “آخر اختيار” لرشيدة السعدي، و”خمسة وخمسين” لعبدالحي العراقي، و”جوج هما لي بقاو” لربيع شجيد، و”أمينة” لنورة الحرش، و “جكَوار” لزاكي رشيد، و”سيدة الكارة” لمليكة ماء العينين، و”حراس موكادور” عبدالحكيم اجعواني.

أربع موائد مستديرة حول السينما

ينظم المهرجان الوطني للفيلم، أربع موائد مستديرة حول السينما، من قبيل «كتابة سيناريوهات أفلام الأطفال»، و”الذكاء الاصطناعي ومستقبل السينما: ظهور فاعل أساسي”، و”تمويل الصناعة السينمائية”، و”سينما الرسوم المتحركة في المغرب: سبل الاعتراف”.

وستوفر هذه اللقاءات منصة أساسية لجميع الفاعلين في القطاع السينمائي بالمغرب، بغية مناقشة رهانات وفرص السينما المغربية، مما يمهد الطريق لحلول ملموسة لتطويرها.

عن بيت الفن

شاهد أيضاً

الحسم في منصب مدير المركز السينمائي إعلاميا قبل صدور قرار رسمي

الحسم في منصب مدير المركز السينمائي إعلاميا قبل صدور قرار رسمي عن اللجنة المعنية… بيت …