باب بونام لوبي يقدم نظرة ثاقبة على التقاليد والتحديات الاقتصادية والاجتماعية بالسنغال…
فيلم استفاد من دعم ورشات أطلس مراكش يتنافس على جوائز المهرجان الدولي للفيلم بخريبكة…
بيت الفن
ونحن على بعد أسابيع قليلة عن عيد الأضحى، الذي يثير في الآونة الأخيرة الكثير من الجدل، بسبب التحولات الاجتماعية والاقتصادية وارتفاع أسعار الأضاحي ، يقدم المخرج السنغالي الشاب، باب بونام لوبي، فيلما روائيا طويلا حول علاقة الإنسان السنغالي بالعيد والخروف، بعنوان Le Mouton de Sada (خروف سادا)، ضمن المسابقة الرسمية المنظمة للدورة ال24 المهرجان الدولي للفيلم الإفريقي بخريبكة، التي تختتم مساء اليوم السبت 18 ماي الجاري.
الفيلم، الذي استفاد من دعم ورشات أطلس بالمهرجان الدولي للفيلم بمراكش، ينقل المشاهدين إلى السنغال الغنية بتقاليدها، عبر الأجواء التي تسبق الاحتفال بعيد الأضحى «تاباسكي»، والمودة الخاصة التي يكنها الإنسان الإفريقي للحيوان من خلال الطفل «سادا» (9 سنوات)، الذي تربطه بخروفه علاقة خاصة، إلى درجة أنه أجبر والديه على عدم ذبحه في العيد!!
أحداث الفيلم تدور حول «بابو ديوب» وزوجته «كومبا»، يعيشان مع ابنهما الوحيد «سادا»، الذي طور صداقة قوية للغاية مع خروف يربونه في المنزل.
عندما يسمع الطفل «سادا» بأن والده «بابو» ينوي ذبح الخروف في العيد، تأخذ القصة منعطفا غير متوقع، حيث يهرب «سادا» مع رفيقه العزيز (الخروف)، مما يصيب والديه بالقلق. خلال رحلة الهروب يواجه الطفل مشاكل كثيرة، فيقرر اللجوء إلى جده، لكن هذا الأخير يحاول إقناعه بضرورة ذبح الخروف في العيد، من خلال سرد قصة النبي إبراهيم مع ابنه إسماعيل عليهما السلام، لكن العلاقة التي تربط الطفل بالخروف أقوى من أي شيء آخر.
أمام اختفاء ابنهما، يأخذ الأب زمام المبادرة للذهاب إلى الراديو للإعلان عن الحدث، بينما تلجأ الأم إلى أحد المشعوذين، مما يوضح الارتباط الروحي والتقليدي العميق داخل المجتمع السنغالي.
وبصفته الابن الوحيد، يتمتع «سادا» بالقدرة على جعل والديه يخضعان لأهوائه. ويصبح الوضع معقدًا عندما يقرر الأب، في محاولة للحفاظ على صداقة ابنه مع الخروف، شراء خروف جديد. ورغم مجهودات الأب والأم، فإن ارتفاع الأسعار يعقد خططه، ويمنعه في النهاية من الاحتفال بعيد «تاباسكي».
عن هذا الفيلم، الذي يقدم نظرة ثاقبة على الحياة السنغالية والتقاليد المتشابكة والأسرة والتحديات الاقتصادية المعاصرة، يقول المخرج السنغالي الشاب، باب بونام لوبي «عندما كان عمري 17 عاما، طلبت مني أمي أن أقوم بذبح ديك عشية عيد الميلاد. منذ ذلك اليوم، أدركت أنني غير قادر على إيذاء أي حيوان، فبالأحرى ذبحه. وبعد عشر سنوات، دعاني صديق إلى منزله للاحتفال بعيد الأضحى. في ذلك اليوم، كان جميع أفراد عائلته سعداء باستثناء شقيقه الأصغر. لقد لاحظت حزن هذا الطفل. وأخبرني صديقي أن الطفل أصبح مقربا جدا من الخروف (الذي ذبح من أجل الأضحية). عندما وصلت إلى المنزل، كنت لا أزال متأثرا بهذه الحادثة، وأدركت أن أتقاسم الشعور نفسه مع ذلك الطفل الصغير المسكين. وبهذه الطريقة عبرت ذهني فكرة إخراج هذا الفيلم».
يشار إلى أن الفيلم من بطولة أمادو ديوب، أليو ديوف، وفاطوماتا سي، وهو الأول لمخرجه، باب بونام لوبي، شاب سنغالي عصامي، خريج سينما الضواحي، مدرسة أفلام كان يديرها سابقا الراحل عبد العزيز بوي. في عام 2011، شارك باب لوبي في مسابقة لكتابة السيناريو حصل فيها على جائزة مكنته من إنتاج فيلمه القصير الأول عام 2012 Larme تم اختياره في المهرجان الإفريقي للسينما والتلفزيون في واغادوغو في 2013. كما تم بث هذا الفيلم القصير على قناة Canal+. في 2017، شارك باب في إخراج الفيلم القصير Dem Dem مع كريستوف رولين ومارك ريكيا. حصل الفيلم على التانيت الفضي في أيام قرطاج السينمائية.