المخرج المغربي جواد بابيلي ضمن الفائزين الأربعة بدعم تطوير السيناريو…
بيت الفن
حظيت 4 مشاريع سينمائية من حوض البحر الأبيض المتوسط بدعم تطوير السيناريو، الذي تمنحه “محترفات تطوان”، بعد أن اختارتها لجنة التحكيم المكونة من الصحافية وكاتبة السيناريو المغربية بهاء الطرابلسي، والمنتج الألماني كريستوف ثوكي، والمخرجة المصرية كاملة أبو ذكرى، والخبير السينمائي الإيطالي أنطونيو بوزيتوم.
ونالت الجائزة الأولى (70 ألف درهم) إلى المخرجة الإيطالية إرين ديونيزيو عن مشروع فيلمها “نفس إيدا” الذي يحكي قصة صديقتان من الطفولة في الثلاثينيات من عمرهما، يجدان نفسيهما في رحلة تسلق إلى جبل إتنا، لكنها تنتهي بحادث مأساوي.
تقول المخرجة إن فيلمها مهدى لصديقتها العزيزة، التي فارقت الحياة بشكل مفاجئ قبل سنوات قليلة، مشيرة إلى أن أحداث الفيلم تتبع أثار صداقة سعيدة، وفي الوقت نفسه فقدانا مأساويا مصحوبا بالندم، لهذا السبب تنهج المخرجة خطا زمنيا مزدوجا، الماضي للرحلة التي قامت بها “أديل” و”صوفيا”، والحاضر، حيث تعود “أديل” إلى “إتنا” لتسامح نفسها متخيلة نهاية مختلفة لرحلة إلى نفس البركان الأسطوري، صوت يجمع بين الحياة والموت.
وفاز بالجائزة الثانية (50 ألف درهم) مشروع المخرج المغربي جواد بابيلي “زهرة الرمال”، ويتمحور حول امرأة تتحدى الظروف في بيئة تهيمن عليها الغالبية الذكورية.
عندما قررت السلطات حرق مراكب الصيد، ضمن حملة لتنظيم القطاع بسبب غياب الوثائق القانونية، اتخذت “أم زهرة” سيدة في الخمسينيات من عمرها قرارا بإنشاء مقهى صغيرا، في قرية الصيادين “لاسركا” قرب مدينة الداخلة، المقهى وحياة “أم زهرة” نقطتان محوريتان للقصص والروابط الاجتماعية، حيث تتقاطع مختلف المهن المرتبطة بالبحر، كما تبرز شخصية “أم زهرة” كامرأة تتحدى الظروف في بيئة يهيمن عليها الرجال، مما يضفي على السياق، أبعادا اجتماعية معقدة.
وقال جواد بابيلي “منذ سنوات الصبا المبكر، كنت قريبا جدا من عالم البحر وحياة الصيادين بفضل عمل والدي، هذا الارتباط شجعني على خوض هذه التجربة السينمائية، يهمني أن يكون الفيلم مع الصيادين لا عنهم، إذ أعتبر نفسي جزءا من هذا الوسط، وأرغب في خلق تجربة سينمائية فريدة، تعكس عمق العواطف الإنسانية مع الالتزام بالأسلوب الشعري، الذي اعتدته في فيلمي السابق العزيب”.
وفاز مشروع المخرج التونسي أنس الأسود عنوان “طريق جميلة” بالجائزة الثالثة (30 ألف درهم) ويتناول قصة شائكة بطلتها “جميلة” فتاة شابة (21 سنة)، معلمة لغة عربية تعيش حياة هادئة بمدينة توزر جنوب تونس، في بيئة تقليدية محافظة صحبة والديها (عبد الحميد) و(آمنة) زوجان متقدمان في السن، وخطيبها الشاب (خليل) زميلها في المدرسة عاشق متيم معلم رياضيات وفنان. بغثة تكتشف (جميلة) أنها حامل، فتنقلب حياتها رأسا على عقب، تقرر الإبقاء على الجنين وهي على يقين أنه لم يمسسها بشر، ينبذها الكثيرون ممن حولها، ولكن البعض يقررون مساندتها. الطريق أمام (جميلة) وعرة وشائكة، سيما بعد أن اكتشفت إثر وفاة والدها، أنها ابنة بالتبني، عجزها على فهم معجزة الطفل، الذي تحمله في أحشائها، وبحثها في الوقت نفسه عن أمها البيولوجية يقودها حتى الأرض المقدسة.
وفي هذا الصدد يقول أنس الأسود “كنت دائما منشغلا في أفلامي الروائية بعالم الأطفال والمراهقين، وهم غالبا من الأولاد، في مشروع فيلمي الجديد الشخصية الرئيسية (جميلة) فتاة متميزة، تكتشف أنها حامل، لكن كيف تكون حاملا ولم يمسسها بشر؟”. مشيرا إلى أن حكاية (جميلة) حكاية مثيرة ومحيرة تلقي بنا منذ البداية وحتى النهاية، بين الواقع والخيال، العادي والخارق للعادة، الجنون والعقيدة، لنكتشف أن طريقها هو طريق الإيمان في عالم متأزم قائم على المادة.
أما الجائزة الرابعة (30 ألف درهم) فحظي بها مشروع المخرجة اللبنانية ديما الجندي “بيني وبينك مارسيليا”، وتدور أحداثه حول شقيقتين وامرأتين بين ضفتي المتوسط، بين بيروت اللبنانية ومارسيايا الفرنسية، ديما مجبرة من جديد على الرحيل بعيدا عن لبنانها الذي لا ينفك يتدهور، مخلفة وراءها والدتها المسنة وشقيقتها، لتجد ملجأ في مرسيليا، فهل سيكون هذا نهاية نفيها؟
تقول ديما الجندي فرنسية لبنانية ولدت في بيروت ونالت شهادتها من المعهد العالي للفنون في بروكسيل، إنها أخرجت سنة 1993 أول أفلامها الوثائقية “بيني وبينك بيروت”، وأتبعته بأعمال أخرى، بعد أن عملت في سيريلانكا لمدة عامين، ثم عادت إلى لبنان سنة 1999، لتأسيس شركة “كريستال فيلم” بالتعاون مع “سيني آرت” بلجيكا من موقع رائدة برنامج سينما أوروبا في الشرق الأوسط.
وزعت أزيد من 25 فيلما أوروبيا متوسطيا، وراكمت في رصيدها 10 أفلام وثائقية كمخرجة، و5 أفلام روائية طويلة كمنتجة في أوروبا والشرق الأوسط، انتقلت للعيش في مرسيليا بفرنسا سنة 2022.
وتنافس 12 شابا مخرجا على جوائز الدورة الثانية من محترفات تطوان للصناعة السينمائية، وهي ورشات ينظمها للعام الثاني مهرجان تطوان لسينما البحر الأبيض المتوسط.
تروم هذه الورشات دعم تطوير سيناريوهات أفلام مستقبلية لمخرجين شباب. وتقول كوثر تازروشي منسقة المحترفات إن الدورة الثانية، شهدت ترشيحات كثيرة وصلت إلى 150 ترشيحا جرى اختيار 12 منها، ويتعلق الأمر بمشاريع أفلام وثائقية لكل من جواد بابيلي، محمد علي الصغراوي، وحسن معناني من المغارب، واللبنانية ديما الجندي، والمخرجين أنطوني ميزي وأنجليك مولر من مالطا. ومشاريع أفلام روائية طويلة للفلسطينية ديما حمدان، والإيطاليين أندريا مغناني وإرين ديونيزيو، والمغربي توفيق بابا، والتونسيين مفيدة فضيلة وأنيس الأسود، والمصري أحمد الهواري.