مسك الختام شعر فصيح وزجل وطرب وإنشاد صوفي…
بيت الفن
تختتم دار الشعر بتطوان فعاليات الدورة الجديدة من «ليالي رمضان»، يوم الأحد 7 أبريل 2024، ابتداء من التاسعة والنصف ليلا، في فضاء مدرسة الصنائع والفنون الوطنية.
ويشارك في الليلة الأخيرة من ليالي رمضان الشاعر أحمد لمسيح والشاعرة خديجة الإدريسي توغارتي والشاعرة فاطمة مرغيش والشاعر سعيد بنعياد، بينما يحيي الفنان محمد الزمراني الحفل الفني لهذه الليلة.
ويسدل الستار على برنامج ليالي رمضان بحفل توقيع ديوان «جزيرة ف السما» للشاعر أحمد لمسيح، الفائز، أخيرا، بجائزة المغرب للكتاب في صنف «الشعر».
الليلة الأخيرة من ليالي رمضان تجمع بين الشعر الفصيح والزجل والطرب الصوفي، إذ يستهلها أحد مؤسسي الكتابة الزجلية في المغرب منذ منتصف السبعينيات، الشاعر أحمد لمسيح، الذي أصدر عشرات الدواوين، قبل وبعد صدور أعماله الزجلية الكاملة في أربعة مجلدات.
وإلى جانبه، تشارك شاعرة زجالة لمع اسمها من بين الأسماء الزجلية الجديدة، ويتعلق الأمر بالشاعرة خديجة الإدريسي توراغتي، صاحبة ديوان «الكلام الموروث»، وهي تستلهم في أعمالها الزجلية من روح التراث المغربي، كما تكتب قصائد الملحون بأفق لغوي وتخييلي جديد. وتمثل الشاعرة فاطمة مرغيش صوتا شعريا متميزا ومتفردا في كتابة قصيدة النثر في المغرب، بينما يكتب الشاعر سعيد بنعياد قصيدته على إيقاعات عروض الشعر العربي.
أما الفنان محمد الزمراني فيقترح في هذه الليلة الرمضانية تقديم مواويل وابتهالات شعرية وأغنيات صوفية من التراث المغربي تستحضر جمال وجلال الأجواء الروحانية الخاصة خلال شهر رمضان.
وتمثل «ليالي رمضان» تقليدا ثقافيا وشعريا دأبت دار الشعر على تنظيمه منذ تأسيسها سنة 2016، حيث استضافت أهم الأصوات الشعرية المغربية والعربية، كما وقعت مجموعة من الإصدارات الشعرية والنقدية ضمن هذه التظاهرة. في حين أقيمت ليالي رمضان في عدد من الفضاءات الثقافية بمدينة تطوان، وفي مقدمتها مدرسة الصنائع والفنون الوطنية والمركز الثقافي لتطوان والمكتبة العامة والمحفوظات ونادي تطوان الثقافي، ومقهى الغرسة الثقافي، في فضاء المدينة العتيقة لتطوان.
وانطلقت تظاهرة «ليالي رمضان»، يوم 25 مارس المنصرم، بالاحتفاء باليوم العالمي للشعر في مدرسة الصنائع والفنون الوطنية، بمشاركة الشاعر عبد اللطيف شهبون والشاعرة لطيفة الوزاني الطيبي والشاعر عثمان الهيشو، مع حفل فني أحيته مجموعة «صحبة الفلاح»، برئاسة الأستاذة أمينة الإدريسي، في مدائح وابتهالات ومقامات روحية.
وشهدت هذه الليلة تلاوة كلمة المديرة العامة لليونسكو، بمناسبة اليوم العالمي للشعر، وكلمة الشاعر الإيطالي جوسيبي كونتي، مع قصيدة للشاعر والإعلامي اليمني رعد أمان.
وأكدت رسالة أودري أزولاي، المديرة العامة لليونسكو، أن الشعر لا يزال «يتمتع بأشكاله المتنوعة، من قصيدة النثر والشعر المقفى العمودي والشعر الرمزي والملتزم والموضوعي، بقدرة فريدة من نوعها تجعلنا ندرك كنه العالم والوجود من حولنا بصور مختلفة». وختمت المديرة العامة رسالتها وهي تعتبر «اليوم العالمي للشعر فرصة لنا جميعا تمكننا من التغلغل في القلب النابض بالحياة لذواتنا وللعالم نفسه»، معتبرة أن الشاعر هو «الشخصية الوسط التي تقف عند ملتقى الماضي الذي ولى والمستقبل الذي يتعين بناؤه».
أما الشاعر الإيطالي جوسيبي كونتي فتساءل في كلمته بمناسبة اليوم العالمي للشعر: «ماذا يمكن للشعراء أن يفعلوا في عالم يبدو سائرا نحو الكارثة، في حين تتواصل حرب دامية في قلب أوروبا، وبينما يتم افتراض استخدام قنابل ذرية في ظلّ هذيان التهديدات القيامية؛ وفي قطاع غزة يستمر ارتكاب مجازر وجرائم ضد الإنسانية كتلك التي نشهدها كل يوم، والتي تزداد وحشية وتدميرا؟». جوابا عن ذلك، يرى كونتي أنه لا ينبغي للشعراء أن يستسلموا ويرضخوا، أو يعتقدوا أنه لا فائدة من رفع أصواتهم وأناشيدهم في وجه المُعاناة والفظائع. على العكس، يقول الشاعر الإيطالي «عليهم الغناء بصوت أعلى، والانتصار للكرامة والجمال، والرحمة والسلام، والتأكيد على أن الشر والعنف يترسخان في المجتمع كلما تم تهميش الثقافة الإنسانية والشعر»، على أساس أن الشعر هو جوهر الإنساني، وجوهر الأخوة بين جميع البشر.