بيت الفن المغربي فضاء للتلاقي، للتفاعل، للتآلف، للحوار، ولتبادل الأفكار بيت الفن فضاء للتلاقي، للتفاعل، للتآلف، للحوار، ولتبادل الأفكار، للانفتاح على الآخر، إنه حيز مشترك غير قابل لأن يتملكه أيا كان، الثقافة ملك مشاع، البيت بيتك، اقترب وادخل، إنه فسيح لا يضيق بأهله، ينبذ ثقافة الفكر المتزمت بكل أشكاله وسيظل منحازا للقيم الإنسانية، “بيت الفن” منبر للتعبير الحر، مستقل، مفتوح لكل التيارات الفنية والأدبية والفكرية.
بيت الفن
تعرض الفنانة التشكيلية لبنى لمزابي، إلى غاية 30 دجنبر الجاري، برواق السيدة الحرة التابع للقصبة الأثرية بشفشاون، مجموعة من أعمالها الإبداعية في معرض فني موسوم بـ”وجوه وأماكن”، يتطرق برؤية إبداعية لتيمة البورتريهات والفضاءات المعمارية، ويعكس شغفا أصيلا بالمدن المغربية العتيقة.
ويضم المعرض، سلسلة من اللوحات الزيتية على القماش، التي سافرت من خلالها الفنانة بالجمهور في مشاهد واقعية من التراث الثقافي المغربي، كما خلدت أيضا تقاسيم أوجه أشخاص عاديين من مختلف الأعمار، تعكس ملامح مفعمة بالعنفوان والبساطة والعفوية والجمال والدهشة.
وتحضر في المعرض بصفة خاصة ثيمة “وجه المرأة المغربية القروية”، في مظاهر متعددة من التراث الإنساني والتاريخي كترجمة لتنوع وغنى العادات والتقاليد المغربية الأصيلة بأزيائها المختلفة.
وكشفت الفنانة التشكيلية لبنى لمزابي عن شغفها بالأشياء العتيقة وبالأماكن التي قضت فيها طفولتها بين جنوب المغرب وشماله، بحكم عمل والدها كجندي في صفوف القوات المسلحة الملكية، معتبرة أنها “تشتغل على هذه المواضيع المستوحاة من طفولتها بتقنية الصباغة الزيتية على القماش، أو بتقنيات أخرى تشكل بصمتها المغايرة عن باقي الفنانين”.
وتابعت أنها بدأت الرسم منذ طفولتها، إذ حاولت صقل موهبتها بالمراس والاحتكاك بتجارب فنية مختلفة، مبرزة أن الفن يشعرها بالحرية ويولد فيها طاقة الإبداع، وأن الشغف بالألوان لم يتحقق لها إلا حينما قررت الانغماس كليا في الفن التشكيلي.
وأضافت أن موهبتها الفنية مكنتها من اقتحام عالم الفن التشكيلي، حيث شرعت منذ 2016 في المشاركة في معارض فردية وأخرى جماعية في عدة مناسبات وتظاهرات فنية بمدن مغربية عدة. ويشار إلى أن المسار الفني للتشكيلية يبرز تطورا متواصلا، حيث انتقلت من الواقعية والانطباعية إلى بعض التجريد، في سعي متواصل للتعبير عبر اللون والأشكال.
الفنانة لبنى لمزابي، من مواليد مدينة تطوان، تعود أصولها إلى منطقة ذات طبيعة جبلية خلابة معروفة تسمى “باب مرزوقة”، تقع بين فاس وتازة. بدأت تكتشف ميولها الفنية الفطرية في سن مبكرة من عمرها، حيث كانت ترسم بإتقان على باب دولاب الملابس وجدران البيت شخصيتها الكرتونية المفضلة مثل “سندريلا”.
وهي لم تنس أول ضريبة دفعتها مقابل عشقها، وكانت “فلقة” من والدها الذي لم تكن تروقه شخبطاتها. ورغم تخصصها الأكاديمي في مجال غير فني، إلا أنها التزمت منذ عام 2017 بممارسة الفن والمشاركة في معارض محلية ودولية.
