بيت الفن المغربي فضاء للتلاقي، للتفاعل، للتآلف، للحوار، ولتبادل الأفكار بيت الفن فضاء للتلاقي، للتفاعل، للتآلف، للحوار، ولتبادل الأفكار، للانفتاح على الآخر، إنه حيز مشترك غير قابل لأن يتملكه أيا كان، الثقافة ملك مشاع، البيت بيتك، اقترب وادخل، إنه فسيح لا يضيق بأهله، ينبذ ثقافة الفكر المتزمت بكل أشكاله وسيظل منحازا للقيم الإنسانية، “بيت الفن” منبر للتعبير الحر، مستقل، مفتوح لكل التيارات الفنية والأدبية والفكرية.
بهيجة السيمو: النسخة الأولى نجحت في كسب ود سينمائيين من 14 دولة…
بيت الفن
على إيقاعات أهازيج ورقصات جبال الأطلس المتوسط، انطلقت مساء الاثنين رابع شتنبر 2023 فعاليات الدورة التأسيسية للمهرجان الدولي سينما الجبل بأوزود بإقليم أزيلال، بتكريم 3 أسماء سينمائية بارزة، ويتعلق الأمر بالمخرج سهيل بن بركة، الذي تعذر عليه الحضور لظروف صحية طارئة، والممثل محمد خويي، والمخرج السينغالي أمادو تيور، بحضور مجموعة كبيرة من المشتغلين في مجال السينما من المغرب والخارج.
واعتبر الفنان محمد خويي في كلمة له تكريمه في المهرجان اعتراف يدفعه إلى العطاء أكثر في المجال الفني، داعيا المنتجين والمخرجين إلى العمل على تصوير أعمال فنية في منطقة أوزود من أجل تسليط الضوء على مناظرها الجميلة وتراثها الثقافي الغني بتنوعه وعراقته.
سينما الجبل بأوزود.. حلم يتحقق
عبرت رئيسة المهرجان، بهيجة السيمو، عن سعادتها بتنظيم هذا العرس السينمائي بمسقط رأسها، مشيرة إلى الأمر يتعلق بتحقيق حلم راودها طويلا، وإنها حينما عادت إلى جبال أزيلال تربة أجدادها شعرت شعور ذلك الذي يعود على بيته بعد غيبة طويلة، لذلك انخرطت بكل ما في وسعها للمساهمة في التنمية الاجتماعية والاقتصادية والثقافية بهذا الفضاء الجبلي المتميز بجهة بني ملال خنيفرة.
وأضافت السيمو ابنة آيت عتاب البارة، التي تشغل حاليا منصب مديرة مديرية الوثائق الملكية، أنها أسست من أجل ذلك مؤسسة باسم “صوت الجبل للتراث والتنمية المستدامة”، تهدف إلى جعل منطقة أوزود الجبلية في قلب دينماية الجهوية المتقدمة، والعمل على المحافظة على التراث الجبلي الطبيعي والثقافي والمادي واللامادي والتعريف به من خلال نشر مؤلفات وإنتاج أفلام سينمائية. كما تهدف إلى تكوين أطر في مجالات ثقافية مختلفة، والنهوض بالسياحة الجبلية بشكل عام والسياحة الثقافية بشكل خاص، للحد من الهجرة القروية.
واعتبرت السيمو أن بعضا من هذه الأهداف قد تحقق بتنظيم هذا المهرجان، الذي استطاع في دورته الأولى كسب ود العديد من السينمائيين واستقطاب أفلام من 14 دولة من قارات مختلفة، رغم أن الفضاءات الجبلية ظلت في أغلب الأحيان وإلى عهد قريب مغيبة عن الإنتاج السينمائي.
عروض أفلام وحضور لافت لنجوم وصناع الفن السابع
بدوره قال المندوب العام للمهرجان الباحث السوسيولجي عثمان أشقرا، “إن المهرجان يهدف بالأساس إلى الكشف عن ثروات المنطقة المادية واللامادية القابلة للتسويق والاستغلال السينمائي، عبر تنظيم لقاءات وزيارات ميدانية للفاعلين في ميدان الإنتاج السينمائي وطنيا ودوليا؟.
من جانبه قال المدير الفني للمهرجان الناقد والمخرج عبد الإله الجوهري إن من أهداف المهرجان جلب السينما للناس الذين لا يستطيعون الذهاب إلى القاعات باعتبارهم يقطنون الجبال، لذا فإن العروض هي التي ستتنقل إليهم، مشيرا إلى أن برنامج المهرجان يتضمن عروضا جماهيرية في الهواء الطلق بحضور نجومها ومخرجيها ويتعلق الأمر بـ 3 أفلام مغربية ناجحة هي “هالا مدريد فيسكا بارصا” من إخراجه، و”البحث عن زوج امرأتي” للمخرج محمد عبد الرحمان التازي، و”أندرومان” لعز العرب العلوي المحارزي.
وأكد الجوهري أن منطقة أوزود الغنية بمواردها الطبيعية والثقافية تستحق تنظيم مهرجانات دولية وليس مهرجانا واحدا، وأن من حق سكانها وزوارها الاستمتاع بعروض الأفلام ولقاء نجوم الفن السابع.
سينمائيون من إفريقيا وأوروبا وآسيا
تتواصل فعاليات الدورة الأولى للمهرجان الدولي إلى 8 شتنبر الجاري بقلب الأطلس المتوسط، عند شلالات أوزود، بمشاركة سينمائيين يمثلون 14 دولة من إفريقيا وأوروبا وآسيا.
ويتضمن البرنامج العام للدورة عرض 15 فيلما، 3 أفلام مغربية طويلة مغربية خارج المسابقة و6 أفلام في المسابقة الرسمية للفيلم الطويل، و6 في المسابقة الفيلم القصير.
وتضم قائمة الأفلام الطويلة “سفاح نابل” لكريم بنرحومة (تونس)، “رعاة صغار” ليوهان غينيارد (فرنسا)، “الجبال الثمانية” لفليكس فان كرونينن وشارلوت فانديرميرش (إيطاليا/بلجيكا)، “جبل موسى” لإدريس المريني (المغرب)، ، “أيام الرصاص” لأيمن زيدان (سوريا)، “نارتائي” لغولنارا سارسينوفا (كازاخستان).
أما قائمة الأفلام القصيرة فتضم “نشيد الخطيئة” لخالد مغدور (المغرب)، المحاكمة” لكمال بنوناس (تونس)، “الإختيار” لعبد المولى الهادي (البرتغال)، “لقاء الروح” لكوثر بنجلون (المغرب)، “ذاكرة للنسيان” للهواري غباري (المغرب)، “اركسترا الطبيعة” لتيو ريلكوف (هولاندا).
وتتبارى أفلام المسابقتين الطويلة القصيرة، أمام لجنة تحكيم يترأسها المخرج المغربي محمد عبد الرحمان التازي، وتضم إلى جانبه الجيبوتية سعاد حسين (خبيرة مؤسسة المرص السمعي البصري) والممثلة السينغالية زينة ديوب والممثل الإيطالي إغنازيو أوليفا والناقد السينمائي العراقي ليث عبد الأمير.
أنشطة ثقافية وفنية موازية وورشات تكوينية
إلى جانب العروض السينمائية يتضمن البرنامج العام للدورة الأولى التأسيسية للمهرجان مجموعة من الأنشطة الثقافية والفنية الموازية والورشات.
الأمر يتعلق بورشة تكوينية في تقنيات كتابة السيناريو، لفائدة شباب المنطقة، يؤطرها الروائي والسيناريست المغربي عبد الإله الحمدوشي.
ثانيا، مائدة مستديرة حول موضوع “الجبل والسينما: علاقة الفضاء بالإبداع السينمائي” يسيرها الباحث والناقد السينمائي محمد طروس ويشارك فيها بمداخلات الأساتذة مولاي إدريس الجعايدي (باحث وناقد سينمائي) والحبيب ناصري (باحث وكاتب ومدير مهرجان سينمائي).
ثالثا، لقاء حول موضوع “إقليم أزيلال فضاء للتصوير السينمائي أو إمكانيات الجهة والاستغلال السينمائي والتلفزي”، يسيرها المنتج والمخرج جمال السويسي، ويشارك فيها الفاعل الجمعوي سعيد مرغادي والمنتج السينمائي والتلفزيوني عبد السلام المفتاحي والمندوب الإقليمي للسياحة مصطفى إيشو.
كما يتضمن البرنامج معرضا لصور ولوحات تعكس جمال المنطقة وسهرات فنية تحييها يوميا فرق شعبية محلية، وزيارات ميدانية للمنطقة ولمتحف ومكتبة مؤسسة صوت الجبل للتراث والتنمية المستدامة…
وتجدر الإشارة إلى أن المهرجان الدولي لسينما الجبل تترأسه المؤرخة والباحثة الأكاديمية ومديرة مديرية الوثائق الملكية بهيجة السيمو، رئيسة مؤسسة صوت الجبل للتراث والتنمية المستدامة بإقليم أزيلال، الجهة المنظمة للمهرجان، وإلى جانبها المخرج والناقد السينمائي عبد الإله الجوهري، مديرا فنيا، والباحث والسيناريست والروائي عثمان أشقرا، مندوبا عاما للمهرجان.
وتراهن أوزود على”السياحة الثقافية” كرافد للتنمية المحلية، إذ تم خلق فضاء ثقافي كبير، يضم متحف “دار المعرفة” ومكتبة تضم 11 ألف مجلد تبرعت بها بهيجة السيمو رئيسة مؤسسة صوت الجبل ومتحفا “إيثنوغرافيا” يبرز نمط العيش في هذه المنطقة الجبلية، وقيم التعايش بين الديانات…
