جاء الكتاب، في بابين كبيرين.. يبحث الأول أصول السيرة الذاتية ومقولاتها وسؤالها الأنواعي، ويعنى الثاني بمقاربة الفضاء السيرذاتي من خلال مجموعة من الأعمال السردية والشعرية لكتاب عرب وأجانب مثل رولان بارث، ميشيل ليريس، مو يان، عبدالمجيد بن جلون…
بيت الفن
عن منشورات سليكي أخوين بطنجة 2023، صدر للكاتب عبداللطيف الوراري كتاب نقدي جديد يسلط الضوء على أجناس الكتابة السيرذاتية وقضاياها الفنية تحت عنوان “السيرة الذاتية: النوع وأسئلة الكتابة”.
جاء الكتاب، في بابين كبيرين: يبحث الأول أصول السيرة الذاتية ومقولاتها وسؤالها الأنواعي، ويعنى الثاني بمقاربة الفضاء السيرذاتي من خلال مجموعة من الأعمال السردية والشعرية لكتاب عرب وأجانب مثل رولان بارث، ميشيل ليريس، مو يان، عبدالمجيد بن جلون، إيمان مرسال، رشيد يحياوي، عبدالإله بن عرفة، عبدالمنعم رمضان، إدريس بلبصير، مبارك وساط، وغيرهم، ممن تتوزع أطروحاتهم الجمالية بين الذاتي والغيري، وبين المرجعي والتخييلي.
وتنوع الأطروحات جعل أفق الدراسة متوترا بين أسئلة النظرية ومنجز الكتابة الأدبية، مثلما جعل رهانها مضاعفا: ضبط التأويلات المتنوعة لنوع السيرة الذاتية من خلال النصوص النظرية والفلسفية والشعرية المختلفة لمؤرخي الأدب ومنظري الأنواع الأدبية من جهة، والسعي إلى الإمساك بالغنى النصي والتخييلي الذي أتاحه تطور السيرة الذاتية في ضوء مفاهيم الذات والمرجعية والتخييل والكتابة، سواء في علاقتها بالأنواع القريبة أو المجاورة لها (السيرة، الرواية، التاريخ، الأرشيف الشخصي، التخييل الذاتي..)، أو في عبورها إلى الشعر باعتباره خطابا مخصوصا، من جهة أخرى.
ومما جاء على غلاف الكتاب “يسمح لنا المسار النظري المتشعب الذي صاحب تأمل الخطاب السيرذاتي وبحثه، بالتعرف على أهم المشكلات والقضايا التي طرحها خلال العقود الأربعة الأخيرة. وبما أن الأطر الإبستيمولوجية، الصريحة أو المضمرة، المعتمدة في قراءة النصوص السيرذاتية كانت مختلفة ومتنوعة، فقد انعكس ذلك على جهود المقاربات النظرية والنقدية التي تفاعلت في ما بينها معرفيا، وتباينت من حيث طرق تحليلها وأجهزة تلقيها إلى درجة تكشف عن أننا إزاء “نوع ذي اعتبار” لقي اهتماما متزايدا في الوسطين الجامعي والثقافي، بل تطور بعد أن تحطم “الإبستيمي”، الذي تحكم فيه منذ نشأته، وظهرت أنماط من كتابات الذات”.
تجدر الإشارة إلى أن الكاتب عبداللطيف الوراري الذي عرف بدراساته النقدية التي تهتم بقضايا الشعر والشعرية العربية، وبراهن الشعر المغربي، قد توجه كذلك في العقد الأخير إلى الاهتمام بأدب السيرة الذاتية في مختلف تشكلاتها النوعية (الذاتية، الحوارية، الرسائلية، الشعرية)، وصدر له في هذا المضمار: “علي جعفر العلاق: حياة في القصيدة” 2015، و”عبدالكريم الطبال ناسك الجبل: حوار في الحياة والشعر”، و”ضوء ودخان: شذرات من سيرة ذاتية” 2016، و”رسائل فدوى طوقان مع ثريا حداد: أضواء جديدة على حياتها وشعرها” 2018، و”ترجمة النفس: السيرة الذاتية عند العرب”، و”الذات، الكتابة، الهوية: حوارات في الشعر المغربي” 2019، و”سِير الشعر: من بحث المعنى إلى ابتكار الهوية” 2022.