جوائز مهرجان خريبكة السينمائي 2023

تتويج المشاركة المغربية في مهرجان خريبكة للسينما الإفريقية بـ3 جوائز وتنويه خاص

الفيلم الكيني الحفرة للمخرجة أنجيلا وانجيكو وامي يحصد الجائزة الكبرى…

ميلاد فيدرالية المهرجانات الإفريقية برئاسة مدير مهرجان خريبكة عزالدين كريران…

تكريم مستحق للممثل البشير واكين تقديرا لمسيرته الفنية…

رئيس لجنة تحكيم الفيلم الطويل: أفلام جيدة  تبرز التطور الكبير للفن السابع في إفريقيا…

بيت الفن

أسدل الستار، مساء اليوم السبت 13 ماي 2023، على فعاليات المهرجان الدولي للسينما الإفريقية بخريبكة، بالإعلان عن جوائز الدورة الـ23، التي أسفرت عن تتويج السينما المغربية بـ3 جوائز وتنويه خاص، في حين فاز الفيلم الكيني “شيموني” (الحفرة) للمخرجة أنجيلا وانجيكو وامي بالجائزة الكبرى لمسابقة الفيلم الطويل.

تتويج المشاركة المغربية بـ3 جوائز وتنويه خاص

وفاز الفيلم المغربي “واحة المياه المتجمدة” (2022) للمخرج رؤوف الصباحي بجائزة لجنة تحكيم مسابقة الأفلام الروائية الطويلة، وجائزة النقد، كما فاز فيلم “جلال الدين” للمخرج حسن بنجلون بجائزة الجامعة الوطنية للأندية للسينمائية، إضافة إلى تنويه خاص للممثلة التونسية فاطمة ناصر.

وانفرد مهرجان خريبكة الدولي للسينما الإفريقية بالعرض المغربي الأول لفيلمي “جلال الدين” و”واحة المياه المتجمدة”، وهما شريطان لمخرجين من جيلين مختلفين (حسن بنجلون ورؤوف الصباحي قارب كل منهما تيمة التصوف بصيغتين مختلفتين تتفقان على أن التصوف هو الطريق الأمثل لمواجهة الألم وقسوة الموت.

“الحفرة” فيلم كيني يحصد الجائزة الكبرى

حصد الفيلم الكيني “الحفرة” “شيموني” (2022) للمخرجة أنجيلا وانجيكو وامي الجائزة الكبرى لمسابقة الفيلم الطويل.

ويطرح الفيلم، الذي صاغته مخرجته بحرفية عالية وبحساسية شديدة، تساؤلات عميقة حول التسامح والغفران، ومدى تقبل المجتمع لمرتكبي الخطيئة، ولماذا يقهر الرجال بعضهم البعض باسم الدين والتقاليد الاجتماعية الصارمة؟

يأخذنا فيلم “الحفرة” (2022) من خلال بطله جاستن ميريتشي إلى حكاية “جيفري” (35 سنه)، الذي خرج لتوه من السجن بسبب قتل زوجته، وانتقل للإقامة في كنيسة بقرية شيموني بكينيا، القرية التي عاش فيها طويلا مدرسا للغة الإنجليزية، لكنه يعود إليها مرغما مكسورا مهيض الجناح.

ومن خلال عمله في خدمه الكنيسة وراهبها يكتشف أن الكتاب المقدس يتحدث عن المغفرة، ولكن الممارسات اليومية التي تحيط به بعيدة كل البعد عنها (المغفرة)، وعندما يهم أهل القرية بإضرام النار في كوخه، يقرر “جيفري” التخلص من الحياة بعد يأسه من مغفرة البشر، بمن فيهم القسيس الذي يريده أن يظل خادما للكنسية وله.

عودة قوية للسينما المصرية بـ”19 ب”

نال الفيلم المصري “19 ب” (2022) ، جائزتي الإخراج لأحمد عبد الله السيد والتشخيص ذكورا للممثل سيد رجب، كما نال تنويها خاصا من لجنة تحكيم مسابقة النقد.

ينهض “19 ب” للمخرج المصري أحمد عبد الله السيد على قصة بسيطة لرجل في عقده السابع، يكافح من أجل بقاء عالمه الصغير داخل بيت قديم مهجور ظل يحرسه في غياب ورثته، رغم أنه (البيت) مهدد بالانهيار مثل عالمه.

بطل الفيلم (سيد رجب)، الذي تعمد المخرج عدم منحه اسما في الفيلم شأنه شأن المبنى القديم المسمى”ب 19″، يسكن البيت الواقع في حي راق في القاهرة، لوحده مع ذكريات يستعيدها بهدوء على أنغام أغان من الزمن الجميل، تصدح من راديو مسجل قديم في شرفة تطل على حديقة تؤوي قططا وكلابا، يرعاها كأفراد من عائلته التي لا يظهر منها سوى ابنته “يارا” (ناهد السباعي) المتزوجة التي تحاول اجتذابه لعالمها، إضافة إلى جاره بواب البيت المجاور “سكر” ودكتورة تتقاسم معه شغف الاعتناء بالحيوانات الضالة.

حياة هادئة يعكر صفوها حارس سيارات شاب خرج للتو من السجن يدعى “نصر” (أحمد خالد صالح) يقرر استغلال الفيلا، وجعلها مخزنا لبضاعته المهربة، مستغلا كبر سن الحارس، الذي يجد نفسه مضطرا لمجابهة المعتدي بكل الوسائل المتاحة وبكل ما أوتي من قوة دفاعا عن عالمه الخاص.

وكأن المخرج والمؤلف أحمد عبد الله السيد، يذكرنا بأن دفاع الإنسان عن خصوصيته بات أصعب صراع يخوضه في وقتنا الراهن.

ضيفة المهرجان “السينما الكاميرونية” تحصد جائزتين ومصر  

تمكنت السينما الكاميرونية (ضيفة المهرجان) من الظفر بجائزتين هما جائزة التشخيص إناثا نالتها الممثلة الكاميرونية نيمو لوفلين عن دورها في فيلم “نبات المزارعين” (2022) للمخرج إيستين يونغ دينغا، كما ذهبت جائزة السيناريو لفيلم كاميروني آخر هو “سادراك” (2023) للمخرج نرسيس واندجي.

وشهدت فعاليات الدورة الـ 23 للمهرجان الدولي للسينما الإفريقية بخريبكة، حفل تكريم للسينما الكاميرونية، التي تعد مصدر اعتزاز وطني ورمزا للمثابرة.

وبهذه المناسبة، أكد المخرج الكاميروني نارسيس واندي أن “هذا التكريم دليل على أن إنتاجاتنا السينمائية لها صدى وأن المغرب يدرك أهمية الصناعة السينمائية الكاميرونية”، مضيفا “أنها أيضا فرصة بالنسبة لي كمخرج لمعرفة أن المجهودات التي نبذلها لا تذهب هباء، وأننا ننجز أعمالا ستدخل تاريخ السينما في القارة”.

من جانبها، أبرزت الممثلة الكاميرونية نيمو لوفلين أن “هذا التكريم للفن السابع والثقافة الكاميرونية تكتسي رمزية كبيرة لأن ذلك يعني أن السينما الإفريقية ككل يتم دمجها تدريجيا كما ينبغي”.

وأضافت نيمو لوفلين، الفائزة بجائزة أفضل ممثلة عن دور البطولة في الفيلم الطويل “نبات المزارعين”، أن هذه المناسبة تسمح “لنا أيضا بتعزيز وتقاسم تقاليدنا ومعارفنا وثقافاتنا وقوة صناعتنا السينمائية”.

جوائز الفيلم القصير

وبخصوص الجائزتين الرسميتين لمسابقة الأفلام القصيرة، فقد حصل الفيلم المصري “عزيزتي ورد” للمخرجة مروة الشرقاوي على جائزة لجنة التحكيم الخاصة، ونال الفيلم الأوغاندي “زيوا” للمخرج صاموييل تيبانديك جائزة أفضل فيلم قصير.

ميلاد فيدرالية المهرجانات الإفريقية برئاسة مدير مهرجان خريبكة

تميز الحفل الختامي لهذه التظاهرة، المنظمة من طرف مؤسسة المهرجان الدولي للسينما الإفريقية بخريبكة، في الفترة من 6 إلى 13 ماي الجاري، تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، بالإعلان عن ميلاد فيدرالية المهرجانات الإفريقية برئاسة مدير مهرجان خريبكة عز الدين كريران.

ويهدف هذا الاتحاد، الذي تم الإعلان عنه بحضور ممثلي 16 تظاهرة سينمائية من بينها قرطاج وفيسباكو والشاشات السوداء…، إلى التنسيق بين التظاهرات لتبادل الأفلام وتنسيق مواعيد إقامتها، العمل على تبادل الخبرات والمساعدة في الندوات وورش العمل، والمساهمة في تطوير المهرجانات، بما يخدم الارتقاء بالسينما الإفريقية، والعمل على تشجيع الإنتاج المشترك ونشر الفيلم الإفريقي.

من جانبه، قال المنتج والمخرج البوركينابي، إيسياكا كومباوري، إن ” فيدرالية المهرجانات الإفريقية تهدف إلى المساهمة في إنشاء إطار لتمويل المهرجانات، وتعزيز تنمية الصناعة السينمائية، وتعزيز التنوع والتمثيل في السينما الإفريقية، وتعزيز الوعي لدى الرأي العام الإفريقي تجاه السينما الإفريقية وفهمها”.

تكريم مستحق للممثل البشير واكين تقديرا لمسيرته الفنية

تكريسا لثقافة الاعتراف بأبناء عاصمة السينما الإفريقية خريبكة، شهد حفل الاختتام تكريم الفنان والممثل المغربي المتعدد المواهب، والحاضر على خشبة المسرح وشاشتي السينما والتلفزيون، البشير واكين، تقديرا لمسيرته الفنية الطويلة والحافلة.

وعبر ابن مدينة خريبكة، الفنان البشير واكين، الذي تسلم درع تكريمه من رئيس المهرجان الحبيب المالكي، عن سعادته بهذا الاحتفاء في المدينة التي رأى فيها النور، موجها الشكر للممثل محمد خيي الذي ألقى شهادة في حقه، ولمنظمي المهرجان، ولوالديه اللذين أهداهما درع التكريم.

واعتبر واكين تكريمه في خريبكة نقطة انطلاق لمزيد من الأعمال المميزة، وحافزا مهما من أجل الإبداع واستمرار الجهد والعمل أكثر، من أجل أن يكون عند حسن ظن الجمهور، مشيرا إلى أن المهرجان الدولي للسينما الإفريقية بخريبكة تظاهرة فنية وثقافية يعتز بها كثيرا، لأنه عايشها منذ بداياتها الأولى، إلى أن أصبحت تظاهرة سينمائية دولية كبيرة تسهر على تسييرها مؤسسة متمرسة.

أفلام جيدة تبرز التطور الكبير للفن السابع في إفريقيا

قال رئيس لجنة تحكيم المسابقة الرسمية للفيلم الطويل، المخرج البوركينابي ميدا ستانيلساس بيميل، إن “جميع الأفلام التي شاهدناها خلال المهرجان كانت جيدة”، مبرزا التطور الكبير للفن السابع في إفريقيا من خلال هذه الإنتاجات، كما اعتبر المغرب حاليا نموذجا للنجاح والتميز في صناعة السينما بإفريقيا.

وعبر الأمين العام السابق لوزارة الثقافة والفنون والسياحة في بوركينا فاسو عن اعتزازه بترأس لجنة تحكيم المسابقة الرسمية للفيلم الطويل، في دورة هذه السنة من المهرجان الدولي للسينما الإفريقية بخريبكة “أحد المهرجانات السينمائية الرائدة في القارة”، معربا عن أمله في أن تكون “وجهة نظر لجنة التحكيم حول الأفلام منسجمة مع وجهة نظر الجمهور”.

وتنافست على جوائز المسابقة الرسمية للفيلم الطويل 12 فيلما من 10 بلدان إفريقية، أمام لجنة تشكلت من البوركينابي ميدا ستانيسلاس بيميل (رئيسا) والمصرية فايزة هنداوي، والمغربي نوفل براوي، والأنغولي بيدرو سيماو كلوديو، والإيفواري ديزيري بيكرو.

كما تنافست الأفلام الطويلة على جائزة دون كيشوط، وتمنحها الجامعة الوطنية للأندية السينمائية بالمغرب من خلال لجنة تكونت من عبد الرحمان لوس من القنيطرة (رئيسا) وميلود بوعمامة من وجدة، وصلاح الدين البيضاني من خريبكة. وجائزة النقد وتمنحها لجنة تتكون من ثلاثة نقاد سينمائيين أفارقة هم المغربي عبد النبي دشين (رئيسا) والغينية فاتوماتا سانيان والبوركينابية سيتا باري.

أما المسابقة الرسمية للفيلم القصير لهذه الدورة من المهرجان، فشهدت مشاركة 15 فيلما قصيرا من 13 بلدا إفريقيا، تنافست على “الجائزة الكبرى”، التي تحمل اسم المنتج التونسي نجيب عياد، و”جائزة لجنة التحكيم”، التي تحمل اسم المخرج البينيني بولان صومانوفييرا، أمام لجنة تحكيم مكونة من الممثلة المغربية سليمة بنمومن (رئيسة) والبينيني فادونوكوبو أولو سفيندودجي والفرنسية من أصل إفريقي برزيبيل كاثرين سيلفيمونيك.

عن بيت الفن

شاهد أيضاً

تتويج وتكريم وجوه فنية مغربية بمهرجان مينا السينمائي بهولندا

تتويج المشاركة المغربية في المسابقة الرسمية بـ4 جوائز مهمة وتكريم 3 وجوه بارزة في المجال …