أموكا

“أموكا”..صرخة الفلاحين الكونغوليين بمهرجان الرباط للفيلم الوثائقي

تتنقل كاميرا المخرج الإيطالي أنطونيو سبانو بين الحقول الخضراء والجبال ومزارع الأرز والنخيل، متتبعة دروب فلاحين معوزين يكسبون قوت يومهم بعرق الجبين…

بيت الفن

نقل المخرج الإيطالي أنطونيو سبانو، المعركة التي يخوضها الفلاحون الكونغوليون من أجل كسب لقمة العيش، في فيلم “أموكا، صحوة الفلاحين الكونغوليين” الذي تم عرضه تم اليوم الأربعاء 26 أبريل الجاري بالرباط، في إطار الدورة الأولى للمهرجان الدولي للفيلم الوثائقي.

ويسافر الفيلم على مدى (71 د)، بالمشاهدين إلى البادية الكونغولية ليتابعوا عن كثب حياة فلاحين صغار في أربع مناطق تتقاطع مصائرهم، وهم أوجيني، منتجة البن، وبيابا، فلاح أرز، وأوغستين، مربي ماشية، وشانتال وكوليت، منتجتي زيت النخيل.

تتنقل كاميرا المخرج بين الحقول الخضراء والجبال ومزارع الأرز والنخيل، متتبعة دروب فلاحين معوزين يكسبون قوت يومهم بعرق الجبين ويبذلون كل ما في وسعهم من أجل استدامة تقليد الفلاحة العائلية التي أضحت أكثر إتعابا وأقل مردودية.

وفي مشاهد تجمع بين نقيضين، تعرض الكاميرا بشكل رائع جمال الطبيعة والمناظر الخلابة، ثم بؤس هؤلاء الفلاحين الفقراء ووجوههم الحبلى بالتجاعيد وقد أحرقتها الشمس الحارقة التي يقضون تحتها أيامهم.

وفي نهاية واحد من أيام العمل الشاقة هذه، لن يكون تعبهم قد انتهى، ذلك أنه بعد جني محصولهم تبدأ مشكلة أخرى تتمثل في الذهاب إلى المدينة لبيع الأرز أو الحليب أو القهوة أو زيت النخيل ذي الجودة الرفيع، لكن غالبا بسعر منخفض أو حتى بخسارة، لأنه يندر إيجاد مشترين على اعتبار أن السوق قد غزتها المواد الغذائية المستوردة.

وأمام هذا الوضع الذي ترك فيه هؤلاء الفلاحون لمواجهة مصيرهم يتأرجحون بين صعوبة تسويق محصولهم والضرائب الباهظة التي تفرضها الحكومة، يقرر بعض هؤلاء الفلاحين البؤساء أن ينظموا أنفسهم في إطار جمعيات أو تعاونيات للبحث عن منافذ أفضل وجعل إنتاجهم مربحا.

وينتهي الفيلم بنقطة الأمل هذه، حيث يكشف عن بذور “صحوة” لهؤلاء الفلاحين الذين يدعمون الفلاحة العائلية التي يعتمد عليها 70 في المائة من الكونغوليين، لتولي زمام أمورهم وتحسين ظروفهم المعيشية.

وحسب عادل السمار، الناقد الفني وعضو الفريق المنظم للمهرجان، يتناول الفيلم موضوعا ذا أهمية كبيرة للعالم اليوم حيث يستفحل الجوع وسوء التغذية وانعدام الأمن الغذائي.

وأضاف السمار خلال تقديم الفيلم إن “هذا الوثائقي يجيب عن سؤال لماذا لم تتمكن الكونغو التي تتوفر على ثروات طبيعية غنية يمكنها توفير الغذاء لنصف ساكنة العالم، من الاضطلاع بهذه المهمة؟”.

وقال السمار إن هذا المهرجان يأتي ليسد ثغرة ندرة تظاهرات مخصصة بالكامل للفيلم الوثائقي الإفريقي في العالم.

وأضاف أن هذه النسخة الأولى التي تتزامن مع الاحتفال بـ “الرباط عاصمة الثقافة الإفريقية” تهدف إلى تعزيز التعريف بالفيلم الإفريقي في المغرب، من خلال عرض مجموعة مختارة من الأفلام الوثائقية من عدة دول تركز على مختلف الثقافات والوقائع.

وإلى جانب فيلم “أموكا” يشارك في المسابقة الرسمية للمهرجان الدولي للفيلم الوثائقي الإفريقي كل من “ميت حي” لليلى الشعيبي، و”سأظل مصورا” لأنانياس ليكي داغو، و”أميكا” لأنطونيو سبانو، و “الملاذ الأخير” لعثمان ساماسيكو، و”العبور” لجويل أكافو، و”بعد مرور 20 سنة” لموسى توريه، و”صرة الصيف” لسالم بلال، و”التاكسي والسينما وأنا” لسلام زامباليغري.

وتتنافس الأفلام الوثائقية الثمانية المذكورة على جوائز المهرجان الثلاث: وهي “الجائزة الكبرى”، المقدمة برعاية “الجزيرة الوثائقية”، و”جائزة لجنة التحكيم”، و”جائزة الجامعة للإبداع”.

ويندرج مهرجان الرباط الدلي للفيلم الوثائقي الإفريقي، الذي ينظمه مركز سجلماسة للدراسات والأبحاث السمعية البصرية ورئاسة جامعة محمد الخامس، تحت شعار “الفيلم الوثائقي الإفريقي رافعة للإبداع والتنمية”، في إطار فعاليات الرباط عاصمة الأنوار وعاصمة الثقافة الإفريقية 2022/2023.

ويسعى المهرجان الذي تتواصل فعالياته إلى غاية 29 أبريل الجاري، إلى إغناء الحركة الثقافية بمدينة الأنوار، وإرساء محفل جديد للتبادل والتلاقح الإفريقي على أرض المملكة، من بوابة السينما الوثائقية.

عن بيت الفن

شاهد أيضاً

أحمد المعنوني

انطلاق مهرجان الرباط الأول للفيلم الوثائقي الإفريقي بتكريم المعنوني

عز العرب العلوي: التظاهرة تعتبر فرصة لتعزيز تواجد الفيلم الوثائقي على خارطة المعارف الجامعية والمجال …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *