دار الشعر بمراكش

دار الشعر بمراكش تستضيف 4 تجارب شعرية من 3 قارات

أربعة تجارب شعرية تنتمي إلى جغرافيات ثقافية مختلفة، أوروبية وأمريكية وإفريقية، وبمرجعيات تمتح من الراهن ومفارقاته ويتعلق الأمر بالشعراء مارك ليبمان من أمريكا ولوسيل برنار من فرنسا والحبيب الواعي، ويوسف غرنيط من المغرب…

بيت الفن

التأم شعراء من ثلاث قارات في أمسية شعرية واحدة، في دار الشعر بمراكش ضمن فقرة جديدة من برنامجها الثقافي “شاعر ومترجمه”، وهي لحظة استضافة حوارية تسعى لمد جسور التواصل بين الشعراء، كما أنها استضافة رمزية لتجارب شعرية تنتمي لجغرافيات متعددة، لكنها جامعها هو القصيدة والأفق الإنساني المشترك.

أربعة تجارب شعرية تنتمي إلى جغرافيات ثقافية مختلفة، أوروبية وأمريكية وإفريقية، وبمرجعيات تمتح من الراهن ومفارقاته ويتعلق الأمر بالشاعر والكاتب والفنان الأمريكي مارك ليبمان، إلى جانب مترجمه الشاعر والمترجم والباحث الأكاديمي المغربي الحبيب الواعي، والشاعرة والروائية لوسيل برنار والشاعر والكاتب يوسف غرنيط، في استضافة شعرية وربطا لجسور الحوار والتواشج بين متون نصية إبداعية من مختلف الجنسيات.

افتتح فقرة “شاعر ومترجمه” الشاعر الأمريكي ، وهو كاتب وشاعر وفنان وناشط أمريكي، مؤسس دار “فغابوند” للنشر ومهرجان “كالفرسيتي” للكتاب بكاليفورنيا ومهرجان “إلبا” للشعر بإيطاليا، وقد سبق له أن توج بجائزة “جو هيل لابور” للشعر (2015) وجائزة الكتاب اللاتيني الدولية 2016 بإيطاليا.

وأعرب الشاعر الأمريكي مارك ليبمان عن سعادته بأن يتوج قراءاته الشعرية في دار الشعر بمراكش، وأمام جمهور عاشق لبهاء الحرف والكلمة بجميع الألسن. أما وأن يكون اللقاء في أيقونة المدن الكونية مراكش، فهذا ترسيخ لمكانة هذه المدينة التي صنفت، السنة الماضية، ضمن عشرة أفضل وجهات سياحية بالعالم و”إحدى المدن الرائعة التي يتعين زيارتها” حسب تصنيف أنجزته المجلة البريطانية المتخصصة “وندرلوست”.

من متنه الشعري اختار الشاعر أن يفتتح مختاراته بنص قصير يقول:

“في زمن الحرب

تكون الحقيقة

الضحية الأولى..”.

ليواصل قراءة نصوصه الشعرية التي تصدح بقيم البحث عن ربط الشعر بقضايا العدالة الاجتماعية المشتركة، في نقد صريح للحروب ونشدان مجتمع السلم والمحبة والصفاء الإنساني.

وحرص الأكاديمي والمترجم والفنان الموسيقي، الحبيب الواعي، على قراءة ترجمات قصائد الشاعر مارك ليبمان إلى اللغة العربية، ضمن مختارات من نصوصه التي ألقاها أمام جمهور الشعر وتفاعل معها في تناسج خلاق. المترجم المغربي الحبيب الواعي، وهو شاعر ومترجم وباحث  مغربي أصدر العديد من الترجمات والنصوص الإبداعية، خبر عن قرب تجربة ليبمان وأعد ترجمة كاملة لتجربته الشعرية، التي تتوزع بين “الحب والدعوة إلى السلم”.

وفي فقرة “محبة المكان” قدمت دار الشعر بمراكش لجمهورها تجربة شعرية من فرنسا، تقيم بين ضفتي المغرب وفرنسا، وهي الشاعرة والروائية لوسيل برنار، التي قدمت نصا بثلاثة أوجه، ضمن انتقال شعري مشهدي.

قصائد برنار قريبة من أسئلة الراهن الشعري، من خلال التقاطها التفاصيل اليومية ومن شعرية الأمكنة واستعارتها، وانتهت الى مشهد قصير عن المكان/ مراكش “حيث تبدو اليد التي تكتب وهي تلوح للباب وللغريب، عن سحر الضوء والرائحة القادم من نهاية الأفق”.

وتنفتح تجربة المبدعة لوسيل برنار على أجناس تعبيرية أخرى، كالروايات والقصص القصيرة والمقالات إلى جانب الشعر، وتدير لوسيل بمراكش مركزا للإبداع الفني كمكان للتلاقي والتبادل بين مختلف الثقافات.

وانتهى الشاعر والكاتب المغربي يوسف غرنيط، وهو مهندس معماري يقيم في مراكش وشاعر يكتب باللغة الفرنسية من مؤلفاته (“مراكش في 80 يوما”، و”السعادة أربعة فصول”)، ومولع بشعر عمر الخيام، إلى روائح المكان ومجازاته من خلال قراءة نصوص شعرية قصيرة تلتقط (الشخوص، الأمكنة، والمحكيات التراثية الصغرى، والتفاصيل البسيطة..) لينسج منها قصائد ظلت تسافر بين “أرابسيك” وهندسات المعمار واللغة الشعرية.

الشاعر يوسف غرنيط، الذي يدين بتجربته الشعرية لوالده، الشاعر الذي ظل يكتب ويخزن مخطوطاته، قدم ضمن “معارضات” لبعض النصوص الشعرية العربية المشهورة (م. درويش) لوحة شعرية بحس فني مسرحي. ليختتم المبدع والفنان الحبيب الواعي فقرة “شاعر ومترجمه” بتقديم مقامات موسيقية، على آلة الساكسوفون، في لقاء شعري التئم نسيج التعدد شعريا في مكان واحد: بدار الشعر مراكش.

فقرة “شاعر ومترجمه”، هي الفقرة التي سبق للدار أن افتتحتها سنة 2020 باستضافة الشاعر الكولومبي خورخي توريس ميدينا الى جانب مترجمه المغربي خالد الريسوني. وتشكل إلى جانب فقرة “شعراء بيننا”، نوافذ دار الشعر بمراكش على شعريات كونية مقيمة بيننا، في سفر بين نصوص شعرية وفي تناغم خلاق بين متون الشعر بجميع الألسن، وفي انتقال واعي للمزيد من إبداع وتنويع برامج وفقرات الدار وانفتاحها على المنجز الشعري المغربي والعربي والكوني، ضمن برمجتها العادية للموسم السادس.

عن بيت الفن

شاهد أيضاً

الدرس الافتتاحي لدار الشعر بمراكش يستقصي العلاقة بين الشاعر والمترجم

نورالدين الزويتني وثريا إقبال وسعيد العوادي يستقصون سؤالا يتعلق بموضوع “الشاعر والمترجم: النص والآخر“… بيت …