سناء راكيع: الكتابة ليست مجرد كلمات تسطر في أوراق، إنما هي فيض من المشاعر التي تختلط بالأفراح والأحزان…
بيت الفن
أصدرت الشاعرة والكاتبة المغربية سناء راكيع، باكورة أعمالها الروائية بعنوان “الشمس لا تعرف الظلام”، تسرد في 207 صفحات من الحجم المتوسط، الكثير مما عاشته في حياتها، بلغة جميلة صور إبداعية معبرة.
“الشمس لا تعرف الظلام”، هو ثالث عمل أدبي للقاضية والكاتبة سناء راكيع، حيث سبق أن صدر لها ديوانان شعريان، ويتعلق الأمر بكل من “ذرية الكلمات” سنة 2019، و”مجرد وقت” سنة 2021.
ورغم انشغالاتها اليومية، وعملها قاضية بالمحكمة الابتدائية بالجديدة، تصر سناء راكيع أن تكون واحدة من المبدعات والكاتبات اللواتي يبصمن حضورهن في بالساحة الأدبية والثقافية بطموح كبير، حيث عاشت تمزج بين دراسة القانونية لتصبح قاضية وبين قراءة الأدب لتبدأ مشروعها الشعري والروائي.
وأوضحت سناء راكيع أن “الكتابة ليست مجرد كلمات تسطر في أوراق، إنما هي فيض من المشاعر التي تختلط بالأفراح والأحزان، كما إنها أيضا تضم بوادر الحظ والأمل؟…”، مشيرة إلى أن “هواجس نسجت مختلطة ومنسجمة ومبعثرة أحيانا لتحيك رواية مكتملة الأحداث والأشخاص، كي تفك لغز رواية لكاتبة وهاوية للقراءة وعاشقة لسحر الكتابة، هذا الميول الذي اختلط بحب وظيفتها في القضاء، بحب التعامل مع قضايا الناس برحمة وعدل وتسامح”.
ومن أجواء الرواية نقتطف “أخيرا حطت قدماي بمدينة الأفكار الخفية، فنزلت بفندق صغير، وضعت أغراضي ورتبتها بشكل مؤقت بغرفة أنيقة، ومنذ هذا الليل المتأخر الذي بدأ يلامس ساعات الصباح الأولى، والأول بعيدا عن أسرتي بمسافة كبيرة، أحسست أنني سأعيش بنفسيتين وعقليتين وبمنطقين، منطق القرب والبعد، منطق السفر والاستقرار، وشعرت يقينا أنني سأبدأ رحلة اللاهوية واللاستقرار، رحلة يختلط فيها الحلو بالمر، فالاغتراب لا يعني أن ترحل إلى ديار ما وراء البحار، الاغتراب في أساسه، أن تحمل كل أحاسيسك وانفعالاتك إلى حدود جغرافية بعيدة عن حدود ولادتك وجذورك وعن وجوه آنست رؤيتها، وأماكن اعتدت زيارتها أو المرور منها، فتتشكل بينك وبينها علاقات حب ضمنية وحنين صنعته الأيام والسنون”.