ضمن الأنشطة الثقافية لأصدقاء السينما ومؤسسة مهرجان تطوان سينما البحر الأبيض المتوسط…
بيت الفن
بتنظيم من أصدقاء السينما بتطوان ومؤسسة مهرجان تطوان لسينما البحر الأبيض المتوسط، وبتعاون مع معهد يونس إمراه والسفارة التركية بالمغرب، تستضيف مدينة تطوان من 5 إلى 7 يناير2023، أيام السينما التركية.
وسوف تفتتح هذه التظاهرة الفنية يوم الخميس 5 يناير 2023 بالمركز الثقافي بتطوان بعرض فيلم “حدث ذات مرة في الأناضول” (2011) للمخرج نوري بيلجي جيلان الحائز سنة 2011 على جائزة التحكيم الكبرى لمهرجان كان، وهو فيلم درامي يحكي عن جريمة غامضة في أجواء من الواقعية الساحرة والأجواء الريفية البسيطة.
وسيشهد اليوم الثاني عرض فيلم “عسل” للمخرج التركي سميح كابلان أوغلو الفائز بجائزة الدب الذهبي في مهرجان برلين لعام 2010، وهو عمل سينمائي قوي يتناول قصة طفل يعاني من مرض التأتأة الذي يجعله يعيش في حالة من العزلة.
ويوم 7 يناير سيتم عرض فيلم “معجزة في الزنزانة 7” من إخراج محمد أدا أوزتكين، وهو الفيلم الذي لقي حفاوة كبيرة بتركيا سنة 2019، وهو يصور الظلم الذي يتعرض له الناس البسطاء وكيف تصبح العدالة سرابا.
وتنظم هذه الفعالية السينمائية للمساهمة في استعادة تطوان لحيويتها الثقافية وللتعريف بغنى السينما المتوسطية بصفة عامة والسينما التركية على وجه الخصوص. وسيتم عرض الأفلام بالمركز الثقافي لتطوان ابتداء من الساعة الخامسة مساء.
وتعد السينما التركية جزءا لا يتجزأ من الثقافة الشعبية التركية، فتركيا كانت في الستينيات والسبعينيات خامس أكبر منتج للأفلام في العالم بـ225 فيلما في السنة.
وفي عام 1972 وصل الإنتاج إلى 300 فيلم، وحينها احتلت تركيا المركز الثالث عالميا في إنتاج الأفلام.
وأطلق على الفترة من 1963 إلى 1975 “العصر الذهبي” للسينما التركية، فخلالها تجاورت السينما الشعبية أو التجارية مع ما أطلق عليه سينما “كلاسيكية”، لكن مع غلبة النوع الأول، حيث طغت الأفلام الكوميدية والعاطفية الاجتماعية على معظم إنتاجات تلك الفترة.
كان الإنتاج يتم في أستوديو “يشيلتشام” (الصنوبر الأخضر) في إسطنبول، ثم بدأ انحسار السينما مع ظهور التلفزيون في تركيا عام 1974، وتزايد في نهاية ذلك العقد لعوامل سياسية، وتراجع الإنتاج إلى عشرة أفلام في السنة.
وبنيل فيلم “يول” ليلماز غوني السعفة الذهبية في مهرجان كان السينمائي عام 1982، انطلقت السينما التركية بين سينما مؤلف معترف بها دوليا، وسينما تجارية شعبية ناجحة ترى بشكل رئيسي في تركيا، وهي إلى اليوم في تطور ثابت وإن كان بطيئا.
ومنذ عام 2018 تعيش السينما في تركيا حركة مهمة مع مخرجين جدد يقدمون سينما مستقلة بميزانيات محدودة وبأساليب متعددة ومواضيع متنوعة وغنية تحرك مشاعر عميقة.
وتلقى السينما التركية المستقلة دعما من بعض بلدان الاتحاد الأوروبي، لا سيما ألمانيا التي شاركت في إنتاج عدة أفلام، وجدت لها مكانا في المهرجانات الكبرى، حيث حصدت جوائز عالمية، قالمخرج التركي نوري بيلجي جيلان مثلا نال الجائزة الكبرى في كان عن فيلميه “أوزاك” (2003)، و”حدث ذات مرة في الأناضول” (2011)، والسعفة الذهبية عن “سبات شتوي” (2014).