شكل موضوع الوثائقي..سينما مغايرة محور مائدة مستديرة نظمت يوم الأربعاء 28 دجنبر 2022 بالمعهد العالي لمهن السمعي البصري والسينما بالرباط…
بيت الفن
شكل موضوع “الوثائقي.. سينما مغايرة” محور مائدة مستديرة نظمت يوم الأربعاء 28 دجنبر 2022 بالمعهد العالي لمهن السمعي البصري والسينما بالرباط، شارك فيها عدد من المهتمين بالفيلم الوثائقي والمختصين في النقد السينمائي، بهدف مناقشة الرهانات المطروحة على إنتاج الأفلام الوثائقية بما في ذلك مصداقية المعطيات التي تقدمها هذه الأفلام ومدى توفر الحس الإبداعي فيها.
وتوقف الناقد عادل السمار، خلال هذا اللقاء المنظم في إطار الدورة الأولى لأسبوع الفيلم الوثائقي بالرباط، عند خصائص الفيلم الوثائقي الإبداعي التي تمكن المخرج من التوفر على حرية أكبر في التعبير، وتدعوه إلى “الجرأة على الحديث بصيغة المتكلم”، مع إمكانية التعبير عن رأيه الشخصي وعكس حقيقة الوقائع في آن.
وأضاف السمار أن الفيلم الوثائقي على شبكة الإنترنيت يوفر إمكانية كبيرة للتعبير باعتباره يحرر المخرج من العديد من القيود ويوفر مساحة إبداعية أوسع بكثير، بالإضافة إلى إمكانية وصول وتفاعل أكبر مع المشاهدين.
من جانبه، أكد الباحث في مجال السينما، عبد الله السرداوي، على ضرورة التحلي بالموضوعية والمصداقية في الأفلام الوثائقية، داعيا المهنيين إلى دعم هذا النوع من الأفلام وفتح حوار مع النقاد.
وقال السرداوي إن قوة هذا الصنف السينمائي تكمن في ترسخها في الواقع وفي قدرتها على الابتكار على مستوى التوثيق، داعيا في الوقت ذاته المخرجين إلى قبول تنوع الآراء التي قد تكون لدى الجمهور حول موضوع الفيلم أو زاوية النظر المختارة على اعتبار أن الكاميرا لا يمكن أن تنقل كل شيء.
وفي تدخله شدد رشيد القاسمي على أن مفهوم الوثائقي يتغير من حين لحين، متسائلا عن مقياس المصداقية في كل فيلم على حدة، مؤكدا أن الفيصل يبقى هو الشاشة والإبداع والجمهور، وان لكل صانع فيلم حريته، لان المهم عنده هي وجهة النظر، في ظل صعوبة الحديث عن المصداقية المطلقة في كل عمل وثائقي.
وشكلت الندوة مشتلا خصبا ومفيدا لطرح فيض من الإشكالات والأسئلة الحارقة، ما يبرز قيمة محور الندوة، التي تفاعل معها الحاضرون، للخروج بخلاصة مفادها أن الفيلم الوثائقي عالم مليء بالأسرار، وان صناعته تحتاج إلى جهد كبير ودعم مهم، ومواكبة مستمرة، بحثا عن سحر الإبداع الذي يختزنه من خلال تناوله لعدة مواضيع ذات بعد أنساني ومجتمعي وتاريخي وكوني وجمالي.
يشار إلى أن الدورة الأولى لأسبوع الفيلم الوثائقي بالرباط تنظم إلى غاية 30 دجنبر 2022، بمبادرة من الغرفة المغربية لصناع الفيلم الوثائقي، وبتعاون مع المعهد العالي لمهن السمعي البصري والسينما، والمعهد العالي للسينما والسمعي البصري.
وتسعى هذه التظاهرة إلى أن تكون موعدا للتبادل والتقاسم والتكوين، ومناسبة للاحتفاء بالفيلم الوثائقي. كما تهدف، بحسب المنظمين، إلى التعريف بهذا النوع السينمائي الذي يتمتع بخصائص جمالية فريدة لدى جمهور عريض، وتعزيز إرساء ثقافة الفيلم الوثائقي بالمعاهد ولدى العموم.
ويتضمن برنامج هذه الدورة ورشات ولقاءات مفتوحة (ماستر- كلاس)، يتم تنشيطها من طرف مهنيين، علاوة على عرض أفلام وثائقية بسينما “النهضة” بالرباط.