لا أحد قرأ محضر الاجتماع التحضيري، للغرف السينمائية الأربع، والجامعة الوطنية للأندية السينمائية، والجمعية المغربية لنقاد السينما، وإدارة المركز السينمائي المغربي…
بيت الفن
لا أحد قرأ محضر الاجتماع التحضيري، للغرف السينمائية الأربع، والجامعة الوطنية للأندية السينمائية، والجمعية المغربية لنقاد السينما، وإدارة المركز السينمائي المغربي.
محضر وضع الخطوط العريضة لتنظيم المهرجان، وتضمن الغرف التي قبلت، أو لم تقبل، عملية حشر كل الأفلام في المسابقات دون انتقاء أو غربلة، كما كان معمولا به في دورات سابقة.
لا أحد أشار إلى أن الغرف لم تعين لجان المسابقات، وإنما رشحت، نعم رشحت أكثر من ثلاثين اسما، لكي ترفع هذه الأسماء للوزارة الوصية، وأن الوزارة هي التي اختارت من هذه الأسماء المقترحة الأعضاء 12 الذين كان لهم حظ أن يكونوا في اللجان دون أن يعرف أحدا من سيكون في هذه اللجنة أو تلك.
لا أحد استمع لكل أعضاء اللجان وما دار من نقاشات بينهم، وبالتالي غابت الحقائق والوقائع، اللهم بيان للمخرج لحسن زينون، وردود من طرف الناقد بلال مرميد، بيان وردود تخص وجهة نظر كل واحد منهما، بينما لم يتم معرفة حقيقة ما جرى ضمن لجنة الفيلم الروائي الطويل، ولم يتم الاستماع لباقي الأعضاء كأنهم لا علاقة لهم بما جرى.
لا أحد أشار إلى أن لجنة الفيلم الوثائقي شهدت نقاشات قوية واصطدامات لفظية لاختيار الأفلام المتوجة، اصطدامات ونقاشات ترجمت أن اللجنة لم يكن بين أعضائها تفاهم أو تواطؤ، بل حضر اختلاف والخلاف في اختيار الأفلام نظرا لتقارب مستويات العديد منها الشيء الذي جعل عملية الاختيار صعبة ونسبية.
لا أحد شاهد كل الأفلام، نعم كل الأفلام، التي كانت موزعة على ثلاث قاعات وتعرض في نفس التوقيت، وتتطلب جهدا ذهنيا وبدنيا لا يمكن أن يتوفرا في أي فرد من الأفراد ومع ذلك منح كل واحد لنفسه الحق في الحكم والتنديد بالنتائج واعتبار جلها مجانبة للصواب دون أدنى احترام للأسماء التي كانت في تلك اللجان.
لا أحد منح لنفسه مهلة للتفكير وجمع المعطيات والاتصال بكل الأطراف قبل إصدار حكم أو الخروج بخلاصات، وتقديم تحليلات وقراءات للأفلام الفائزة أو الأفلام “المظلومة”.
لا أحد، نعم لا أحد ركب صهوة الحق، وسلك سبيل المنطق، ومع ذلك تعددت التخمينات والأقاويل والاتهامات لتضيع الحقيقة ويتخذها أعداء السينما كدليل على أن السينما في المغرب يجب أن تخنق ويرفع عنها الدعم وتغلق المهرجانات والقاعات أبوابها.
لا أحد، نعم لا أحد، والخاسر الأكبر، طبعا، السينما والحقيقة.
يشار إلى أن مهرجان الفيلم الوطني الثاني بطنجة شهد تتويج فيلم «زنقة كونتاكت» للمخرج المغربي إسماعيل العراقي بالجائزة الكبرى. أما باقي الجوائز فقد توزعت بين جائزة لجنة تحكيم مسابقة الأفلام الروائية الطويلة ومنحت مناصفة لفيلم «ميكا» لإسماعيل فروخي، وفيلم «لو كان يطيحو لحيوط” لحكيم بلعباس الذي فاز أيضا بجائزة التوضيب.
في حين آلت جائزة أحسن دور رجالي للممثل يونس بواب عن دوره في فيلم «جبل موسى» للمخرج إدريس مريني، فيما كانت جائزة أحسن دور نسائي من نصيب الممثلة جليلة التلمسي عن دورها في فيلم “أسماك حمراء” لعبد السلام كلاعي الذي فاز بدوره بجائزة أحسن سيناريو.
وبالنسبة لجائزة ثاني أفضل دور رجالي فقد منحت للممثل عز العرب الكغاط عن دوره في فيلم “ميكا” لإسماعيل فروخي، كما نالت جائزة ثاني أحسن دور نسائي الممثلة فاطمة عاطف عن دورها في فيلم «زنقة كونتاكت» لإسماعيل العراقي.
جائزة العمل الأول منحت مناصفة لكل من فيلم «بين الأمواج» للهادي ولد امحند، و»جرادة مالحة» لإدريس الروخ، أما المخرج نبيل عيوش فقد فاز بجائزة أحسن إخراج عن فيلمه «علي صوتك».
باقي جوائز المهرجان منحت تتويجها في الصوت لحمزة فاكر عن فيلم «أناطو» لمخرجته فاطمة بوبكدي، وجائزة الإنتاج لحسن الشاوي عن فيلم “السلعة”، وجائزة التصوير لعلي بنجلون عن فيلم «حبيبة» لمخرجه حسن بنجلون، وجائزة الموسيقى الأصلية لإدريس المالومي في فيلم «فاطمة المرنيسي السلطانة التي لا تنسى» للمخرج محمد عبد الرحمان التازي.
كما نوهت اللجنة بشكل خاص، بالطفل زكرياء عنان عن دوره في فيلم “ميكا” للمخرج إسماعيل فروخي.
لم يتوقف سيل الجوائز عند الأفلام الروائية الطويلة، بل شمل كما هي العادة نظيرتها القصيرة، فتم تتويج فيلم «حكاية» للمخرج محمد بحاري بالجائزة الكبرى، أما جائزة أحسن سيناريو في الصنف نفسه، فقد عادت لفيلم «زياد» للمخرج يونس المجاهد، بينما منحت لجنة التحكيم جائزتها مناصفة لفيلم «أيام الربيع» لعماد بادي وفيلم «صمت عايدة» لكمال المسعودي، فيما نال فيلم «نجمة مارس 2020» لليلى مسفر تنويها خاصا من اللجنة.
الأفلام الوثائقية بدورها كان لها نـــــصيبها من التتويج، حيث فاز فيلم «مدرسة الأمل» لمــــحمد العبودي بالجائزة الكبرى، فيما منحت جائزة لــــجنة التحكيم، مناصفة، لفيلم “الشيخ ماء العينين الإمام المجاهد والعالم الرباني” لعز العرب العلوي، وفيلم “بوليود المغرب” لعبد الإله الجوهري. وحصل فيلم «لمعلقات» لمريم عدو على تنويه خاص إلى جانب «لعزيب» لجواد بابيلي.
المهرجان خصص حيزا لجوائز الجمـــعية المغربية لنقاد السينما، والجمعية الوطنية للأندية السينمائية، وتم تتويج عدد من الأفلام.