لجنة الدعم

أفلام ما بعد الإنتاج المقهورة!!

لجنة الدعم أكثر من نصف أعضائها لا يقرؤون النصوص المقدمة لهم خاصة إن كانت مكتوبة باللغة العربية

عبد الإله الجوهري*

أربعة أفلام روائية طويلة منجزة بإمكانيات خاصة، حرمتها، بشكل غير مفهوم، لجنة التسبيق على المداخيل من الدعم خلال هذه الدورة، وهي عادة دأبت عليها هذه اللجنة، ورئيستها السيدة غيثة الخياط منذ تعيينها قبل سنة ونصف السنة، لجنة لا أعرف هل لها تصورا واضحا عن مسارات الإنتاج السينمائي بالمغرب، وهل تعرف كيف تنجز الأفلام المغربية؟ وما هي العراقيل التي تواجه المبدع والمنتج لحظة صنع فيلم ما على أرض المغرب، وأخيرا هل يمتلك أعضاء اللجنة قلوبا رحيمة ممن باع شقته لصنع فيلم، قبل أن يكون لهم موقف إبداعي واحد موحد، وهي تعمل للدفع بمجموعة من المغاربة، الذين قرروا الاستثمار في السينما، إلى حافة اليأس والإحباط، والهروب من كل ما هو سينمائي، أو ذكر كل ما هو ابداعي.

لقد تحدثنا في مناسبات عديدة مع المسؤولين عن ضرورة تشجيع الأفلام المنتجة من طرف الخواص، وصرخنا في وجوههم من أجل وضع حد للمقامرة بمستقبل سينمانا. لأن دعم أي مشروع يجب أن يتأسس على حجم الاستثمار فيه بدل أن يتأسس على مقياس الجودة، وقول أعجبني أو لم يعجبني. فاللجنة الموقرة لا حق لها في محاكمة أي فيلم، وإصدار حكم قيمة، أو فرض تصورها الخاصة (إن كان لها تصور) على تجارب فنية مختلفة في الرؤى، تجارب متمايزة من حيث الخلفيات والمرجعيات والأهداف.

أحذروا أيها السينمائيون المغاربة من الفخ الموضوع في طريق سينماكم، فخ إثارة الفتنة وترويج الإشاعات ومحاولة إقناعكم بأشياء زائفة، بسبب قرارات خاطئة للجنة لا تمتلك تصورا واضحا، لجنة أكثر من نصف أعضائها لا يقرؤون النصوص المقدمة لهم، خاصة إن كانت مكتوبة باللغة العربية، ويشاهدون الأفلام المقدمة لهم بعيون مصابة بداء الرمد، أعضاء يحلمون/ يريدون أفلاما مغربية تنافس الأفلام الأمريكية والأوروبية، دون منحها ولو ربع ميزانيات الأفلام الغربية. فالأفلام الوطنية، وكما يعلم الجميع، تنجز بميزانيات إنتاجية جد ضعيفة، أكثرها حظوة، لا تعادل ميزانيتها أجر ممثل امريكي أو أوروبي في دور ثان.

أيها العائشون في الأوهام. نقول لكم: السينما الوطنية، بالنظر لإمكانياتها، في حالة جيدة، سينما يجب الدفاع عنها، ومساندة مبدعيها، بدل وضع الأحجار في أحذيتهم وجعل أكثرهم عشقا للمغامرات الفنية يكرهون لذة عشق الاستثمار وصنع الأفلام.

*مخرج وناقد سينمائي

عن بيت الفن

شاهد أيضاً

كمال كمال: «وحده الحب» يكسر الحواجز ويعبر الحدود

سيمفونية سينمائية مغربية للمخرج كمال كمال تتناول قضية الحدود المغلقة بين المغرب والجزائر بمشاعر إنسانية …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *