رابع فيلم سينمائي للمخرج عبد الحي العراقي بعد 3 أفلام روائية طويلة
جناح الهوى.. ريح البحر.. منى صابر
بيت الفن
في رابع تجربة سينمائية يعود المخرج المغربي عبدالحي العراقي إلى خمسينات القرن الماضي وما شهدته من أحداث مؤثرة في تاريخ المغرب، ليوثق وفق مقاربة سينمائية تاريخية بعضا من الوقائع العصيبة التي عاشها المغاربة ومنها نفي المغفور له الملك محمد الخامس إلى مدغشقر.
ويتطرق الفيلم التاريخي، الذي صورت أغلب مشاهده في مدينة فاس، إلى الظروف القاسية التي عاشها المغاربة في فترة الاستعمار بعد نفي الملك الراحل وبعد رجوعه، من خلال تسليط الضوء على أحاسيس المغاربة وتشبثهم بملك البلاد وبالوحدة الترابية.
ويسترجع الفيلم ذكرى الملك محمد الخامس الذي قاد المغرب في فترة حساسة من تاريخه، وترك بصمات خالدة، إذ قاد المقاومة الوطنية لانتزاع استقلال البلاد وحرية شعبها فنال لقب “أب الأمة” و”بطل التحرير”.
ويحافظ الفيلم على الأزياء المنتشرة في تلك الفترة الزمنية ومن بينها اللباس التقليدي الأنيق، الذي كان يرتديه الملك أيضا، وهو عبارة عن جلباب مغربي طويل، وطربوش يستمد تصميمه من التراث المغربي العريق.
ويسلط المخرج الضوء على الوضع الاجتماعي والاقتصادي الذي عاشه المغاربة خلال تلك الحقبة الزمنية، وكذلك عاداتهم وتقاليدهم، والعلاقات الاجتماعية التي يطبعها التلاحم الأسري، كما يرصد ملامح من الحضارة المغربية خاصة على مستوى المعمار والزي وفن الطبخ وغيرها.
ويشارك في الفيلم كل من نبيل عاطف، طارق البخاري، مجيدة بنكيران، محمد نعيمان، مونية لمكيمل، والفنانة القديرة الشعبية العدراوي…
وتجسد الممثلة لمكيمل في الفيلم دور ربة بيت تدعى زهرة، تسهر على رعاية أطفالها وزوجها، وتعيل أسرتها من خلال حرفة “طرز الصم”، وتنقل من خلال هذا الدور نموذجا عن حياة المرأة المغربية في فترة الخمسينات والدور الذي لعبته النساء آنذاك في الدفاع عن القضية الوطنية.
وبعد نفي الملك الراحل محمد الخامس تثور زهرة على العادات والتقاليد، لتدافع بشدة عن حق ابنتها في التعلم والخروج في مظاهرات للدفاع عن الوحدة الترابية للبلد، رغم أن التقاليد والأعراف الاجتماعية آنذاك لم تكن تسمح للمرأة بالخروج والتجول إلا في الحالات الضرورية شريطة ارتداء النقاب.
يذكر أن عبدالحي العراقي مخرج مغربي من مواليد سنة 1949 بمدينة فاس، تخرج في كلية لويس لوميير في باريس، ودرس ثالث دورة للسينما في السوربون مع جان روش، بعد أن عمل في مجال الإعلانات والراديو والتلفزيون المغربي.
وحظي فيلم “أو مالو لو” بدعم المركز السينمائي المغربي، وهو تجربة فنية جديدة تعزز فيلموغرافية العراقي السينمائية المتضمنة 3 أفلام روائية طويلة هي“جناح الهوى” و”ريح البحر” و”منى صابر”.