بيت الفن
تلقى الوسط الفني صباح اليوم الجمعة رابع فبراير 2022، خبرا حزينا، بوفاة المخرج المسرحي جلال الشرقاوي بعد صراع مع المرض متأثرا بفيروس كورونا.
ويعد الفنان جلال الشرقاوي واحدا من كبار القامات الفنية في مصر والوطن العربي، فهو صاحب مدرسة خاصة في المسرح، سواء بالتمثيل أو الإخراج، وقدم خلال مساره الفني، الذي بدأه منذ ستينيات القرن الماضي العديد من الأعمال الفنية التي جمعته بكبار الفنانين، كما كان له دور كبير في اكتشاف عدد من النجوم.
وكان جلال الشرقاوي، الذي عشق المسرح منذ نعومة أظافره، فقرر احترافه وقضى عمره بين جدرانه مخرجا وفنانا ومنتجا، معلما لأجيال من الفنانين أشهرهم الممثل عادل إمام. وهو من أبرز مخرجي المسرح المصري في الستينات والسبعينات، إذ قدم العديد من الأعمال التي حققت نجاحا لافتا أهمها على الإطلاق مسرحية “مدرسة المشاغبين” التي قام ببطولتها عادل إمام والممثل المصري الراحل سعيد صالح والفنانة المصرية الراحلة سهير البابلي.
والمخرج الراحل حاصل على بكالوريوس العلوم من جامعة القاهرة عام 1954، ودبلوم خاص تربية وعلم النفس من جامعة عين شمس عام 1955 وبكالوريوس المعهد العالي للفنون المسرحية بتقدير امتياز عام 1958 ودبلوم إخراج من معهد “جوليان برتو” للدراما في فرنسا عام 1960 ودبلوم إخراج من المعهد العالي للدراسات السينمائية من فرنسا عام 1962 قسم إخراج.
وعمل الشرقاوي، الذي رحل عن عمر ناهز 88 عاما، في أول حياته مدرسا للعلوم وشغل عدة وظائف منها مدرس التمثيل والإخراج بالمعهد العالي للفنون المسرحية أكتوبر 1962، ومدير مسرح توفيق الحكيم 1967، وأستاذ التمثيل والإخراج بالمعهد العالي للفنون المسرحية ورئيس قسم التمثيل والإخراج 1975 وعميد المعهد العالي للفنون المسرحية عامي 1975 و1979. وهو أستاذ متفرغ بالمعهد منذ عام 2006.
وشارك خلال حياته المسرحية في عدة فعاليات ومهرجانات مسرحية عربية منها “مهرجان دمشق المسرحي” عامي 1968 و1969 و”مهرجان بابل المسرحي” عام 1987 وغيرها. كما ألف عدة كتب في مجال المسرح والسينما يذكر منها “مدخل إلى دراسة الجمهور في المسرح المصري”، “السينما في الوطن العربي” و”حياتي في المسرح”.
وأنتج الشرقاوي عملا واحدا فقط هو فيلم “موعد مع القدر” عام 1987 الذي كان من بطولة نبيلة عبيد، محمود ياسين، يسرا.
وعمل أيضا كممثل في بعض الأعمال منها أفلام “أمهات في المنفى”، “خلي بالك من عقلك”. لكنه ركز بشكل كبير في الإخراج. وكان العمل الأول له كمخرج من خلال فيلم “أرملة وثلاث بنات” عام 1965.
وعرف المخرج باقتناعه التام بأن الممثل تقع على عاتقه مسؤولية كبيرة وسط مجتمعه لأن أي ممثل بحكم جماهيريته يكون أكثر تأثيرا في المجتمع من أي فئة أخرى، لذلك لا بد أن يؤمن أنه يؤدي رسالة.
ومن أشهر المسرحيات التي أخرجها الراحل، مسرحية “دنيا حبيتى”، “دنيا أراجوزات”، “كوتش”، “أنا متفاءل تصور”، “حودة كرامه”، “قشطة وعسل”، “الجنزير”، “بحبك يا مجرم”.
والمخرج الراحل صاحب “مسرح الفن”، ويعد رائدا في المسرح السياسي الذي توجه بمسرحيته الشهيرة “مدرسة المشاغبين” التي أخرجها في عام 1973 ولا تزال تعرض على الشاشات العربية إلى اليوم.
كما قدم مسرحيتين عن حرب أكتوبر هما “شهرزاد” و”عيون بهية”، بالإضافة إلى مسرحية “ع الرصيف” التي تطرقت إلى الأوضاع في مصر خلال فترات حكم كل من جمال عبدالناصر ومحمد أنور السادات ومحمد حسني مبارك، كما تحدث عن المخابرات من خلال مسرحية “عفاريت مصر الجديدة”، وتطرق إلى قصة الصراع السياسي بين السلطة العسكرية والسياسية في مسرحية “ملك الشحاتين”.
وفي رصيد المخرج الراحل العديد من التكريمات، فقد حصل على جائزة الدولة التقديرية في الفنون، وشهادات تقدير من جهات رسمية في مصر، مثل الجيش ووزارة الداخلية، وتكريم من أكاديمية الفنون، وتم تكريمه في مهرجان الإسكندرية للمسرح عام 2019 وهو التكريم الأخير له.