بيت الفن
استقبل وزير الشباب والثقافة والتواصل محمد المهدي بنسعيد مساء الجمعة 14 يناير 2022 الإخوان محمود ويونس ميگري، لتدارس حكم قضائي يقضي بإفراغ مسكن بقصبة الأوداية الأثرية بالرباط،، قضت فيه العائلة ما يناهز خمسة عقود.
وفي أفق إيجاد حل باتفاق مع الطرف الآخر وفي احترام تام للقانون، عبر بنسعيد عن تعاطفه مع عائلة ميگري، مؤكدا أنها قدمت الشيء الكثير للفن المغربي ولا يمكن قبول الوضعية التي وصل إليها الفنان محمود ميگري وعائلته.
وفي ختام اللقاء، وعد الوزير بتدارس الملف من جميع جوانبه لإيجاد حل لتجاوز المشكل، مؤكدا أن مؤسسة الأعمال الاجتماعية للفنانين سترى النور قريبا وستمكن من حل نهائي لمثل هذه المشاكل، التي لا تليق بصورة الفنان المغربي.
وفي السياق ذاته، واصل فنانون وإعلاميون ونشطاء مغاربة حملتهم التضامنية الواسعة مع عائلة ميكري بسبب الحكم القضائي، الذي وصفوه بـ”الجائر”.
وعبر المتضامنون عبر بيانات وعرائض جرى نشرها في مختلف وسائل الإعلام عن استيائهم مما وصفوه بـ“الاعتداء الذي لم يطل عائلة ميكري، فحسب وإنما مس كذلك الذاكرة الثقافية والفنية للمغاربة ولعائلة مبدعة أعطت الكثير للفن المغربي لأغنية وتشكيلا، حيث اعتبرت إبداعاتها التي سكنت وجدان المغاربة سابقة لعصرها.
وطالب أغلب المتضامنين بتدخل وزارة الثقافية التي يفترض أنها راعية للفنانين، بحماية البيت الذي اعتبره عدد منهم متحفا وتراثا ثقافيا وفنيا، كونه كان شاهدا على إخراج العديد من الأغاني الجميلة التي ما يزال المغاربة يتغنون بها، معربين عن امتعاضهم من قرار قضائي اعتبروه غير منصف.
واستحضر عدد من النشطاء لحظات جمعتهم بالإخوان ميكري بالبيت موضوع الإفراغ، معتبرين أنها كانت لحظات فارقة في حياتهم، حين حلوا ضيوفا على أسرة متجذرة في المجال الفني، وكانت تفتح بيتها في وجه جميع المغاربة على اختلاف انتماءاتهم وتوجهاتهم.
وصرح الفنان محمود ميكري (82 سنة) أن البيت الذي صدر فيه حكم بالإفراغ مكترى، منذ 1974، وأن واجبات الكراء تسلم في وقتها دون تماطل أو نقصان، مؤكدا أن هذا البيت شكل على امتداد سنوات مزارا للعديد من الفنانين والكتاب والإعلاميين من داخل وخارج المغرب، مؤكدا أن قيمته الرمزية لا تقدر بثمن، سيما أنه كان شاهدا على أعمال الإخوان ميكري، سواء تعلق الأمر بكتابة الكلمات أو الألحان أو التداريب وغيرها.
وأضاف الفنان ميكري بتأثر شديد أن ثلاثة عناصر اقتحموا البيت بالقوة، ووجدوا أرملة شقيقه الراحل حسن ميكري الزميلة الصحافية وفاء بناني وابنها الفنان ناصر ميكري دون مراعاة للخصوصية.
وأكد ميكري أن مالكي البيت لم يعرضوا عليهم شراءه من قبل، وقاموا ببيعه لابنة أحد الوزراء السابقين، التي سبق ودخلوا معها في نزاع قضائي قبل ذلك وربحوا الدعوى، لكنها رفعت دعوى الإفراغ من جديد، لتحكم المحكمة في المرة الثانية لفائدتها، ويتم منحهم بضعة أيام فقط لمغادرة البيت الذي شهد ميلاد العديد من التحف الفنية.
وأبرز ميكري رغم أنه اضطر للعيش بعيدا عن هذا البيت، الذي مازال يحتضن مرسمه، بسبب نصائح طبية بالابتعاد عن البحر، إلا أن ابنه، الذي قدم من بلجيكا يعيش فيه، فيما يحتل الطابق العلوي منه أسرة شقيقه الراحل حسن ميكري المكونة من أرملته وابنه.
وأضاف أن البيت، عندما اكتراه، كان مجرد “خربة“، حيث لم يكن الناس يولون أهمية للسكن بقصبة الوداية، إلى أن تم إصلاحه على مدى خمسة عقود وأصبح بالشكل الذي يوجد عليه اليوم.