الساحة الثقافية المغربية تودع ثلة من رموزها في 2021

بيت الفن

ودع المغرب في 2021 ثلة من أبرز مثقفيه، الذين أغنوا المثهد الثقافي بإبداعاتهم كل في مجال اشتغاله..ورغم تنوع أسباب الوفاة، إلا أن فيروس كورونا المستجد كان له النصيب الأكبر في حصد أرواحهم.

وفي السطور التالية، تستعرض “بيت الفن” الأسماء التي فارقت الحياة في 2021..

محمد سبيلا

ودعت الساحة الثقافية المغربية والعربية المفكر الحداثي محمد سبيلا، عن عمر ناهز 79 سنة، بعد دخوله العناية المركزة بمستشفى الشيخ زايد بالرباط، يوم الأحد 18 يوليوز 2021.

وكان الراحل الذي ازداد بمدينة الدار البيضاء سنة 1942، قد تدهورت حالته الصحية جراء إصابته بفيروس كورونا المستجد، بعد أن كان يتلقى العلاج داخل بيته، قبل أن يتم نقله في حالة حرجة، إلى المستشفى، حيث سلم روحه إلى بارئها.

خلال مساره الدراسي، كان الفقيد يتابع دراسته بكلية العلوم والآداب بجامعة محمد الخامس بالرباط، ثم جامعة السوربون بباريس، حصل على الإجازة في الفلسفة سنة 1967، وهي السنة نفسها التي التحق فيها باتحاد كتاب المغرب، وفي سنة 1974 حصل على دبلوم الدراسات العليا، ونال دكتوراه الدولة سنة 1992 بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط.

اشتغل محمد سبيلا قيد حياته، أستاذا جامعيا بكلية الآداب بالرباط، وشغل منصب رئيس شعبة الفلسفة وعلم الاجتماع وعلم النفس بكلية الآداب بفاس ما بين 1972 و1980، ثم رئيسا للجمعية الفلسفية المغربية من سنة 1994 إلى سنة 2006.

صدرت له كتب كثيرة منها: “الأصول والحداثة”، و”الحداثة ما بعد الحداثة”، و”المغرب في مواجهة الحداثة”، كما صدر له “الشرط الحداثي”.

وبالإضافة إلى غزارة انتاجاته الفكرية والفلسفية، ساهم في تحرير مجلة “المشروع”. كما اشتغل مديرا لمجلة مدارات فلسفية من العدد1 إلى العدد 18.

أما بخصوص الترجمة، فقد صدرت له “الفلسفة بين العلم والإيديولوجيا، ألتوسير”، منشورات مجلة أقلام، الرباط، 1974. “التقنية-الحقيقة-الوجود لمارتن هايدغر” سنة 1984. “التحليل النفسي لبول، بول لوران أسون”، دار الأمان، الرباط، 1985. “نظام الخطاب، ميشيل فوكو”، دار التنوير، بيروت، 1986. “تساؤلات الفكر المعاصر”، مجموعة من الكتاب، دار الأمان، الرباط، 1987. “حوارات الفكر المعاصر”، مجموعة من الكتاب، سوبيادر، الرباط، 1989. “التحليل النفسي لكاترين كليمان” 2000. “الفلسفة الحديثة من خلال النصوص”، ترجمة واختيار محمد سبيلا وعبد الله بنعبد العالي، دار الأمان، الرباط، 1990.

وساهم الراحل محمد سبيلا، في التأليف المدرسي والجامعي في مجموعة من الكتب المدرسية، منها: مباهج الفلسفة للسنة الثانية بكالوريا، والفلسفة الحديثة وسلسلة دفاتر فلسفية، كما اشتغل على مجموعة من المواضيع السوسيولوجية والسيكولوجية الأنثروبولوجية والفلسفية. ويعد محمد سبيلا أحد أبرز المفكرين والباحثين والفلاسفة المغاربة.

“ابن عربي المغرب”..أحمد الصادقي

غيب الموت اليوم الأحد 15 غشت 2021 المفكر المغربي أحمد الصادقي، المعروف لدى فلاسفة الأديان بـ”ابن عربي المغرب”، وهو صاحب كتاب “إشكالية العقل والوجود في فكر ابن عربي، بحث في فينومينولوجية الغياب”.

والراحل أحمد الصادقي حاصل على الدكتوراه في محي الدين ابن عربي تحت عنوان “إشكالية العقل والوجود في فكر ابن عربي، بحث في فينومينولوجية الغياب”، ومنها تحصل على جائزة المغرب سنة 2012، حيث قدمها له الأمير مولاي رشيد، مع ثلة من العلماء والباحثين الذين يبحثون وديدنهم الحقيقي هو البحث في عالم الفكر والثقافة.

كما حصل الصادقي على الدكتوراه من جامعة محمد الخامس بالرباط بإشراف الدكتور عبد المجيد الصغير، ودرس الفلسفة ومناهج البحث بدار الحديث الحسنية، كما قدم دروسا في الفسلفة بمعهد محمد السادس لتكوين الأئمة المرشدين والمرشدات، ودروسا في الفلسفة الغربية، لاسيما في فلسفة الدين في كلية الاداب بن مسيك سيدي عثمان بالدار البيضاء.

كتب الصادقي كتابين، أولهما في التأليف الذي نال من خلاله جائزة المغرب للكتاب 2012، فيما الآخر الذي يدخل في الترجمة فقد حاز من خلاله أيضا على جائزة الشيخ حمد في الترجمة والتفاهم الدولي بالعاصمة القطرية الدوحة.

وفي سابقة على مستوى المؤلفين والفلاسفة المغاربة، نال، الصادقي سنة 2017 بالعاصمة القطرية الدوحة، جائزة الشيخ حمد للترجمة والتفاهم الدولي، من خلال ترجمة كتاب “ابن عربي: سيرته وفكره” لكلود عداس من اللغة الفرنسية إلى اللغة العربية.

بشير القمري..مبدع شعرية النص الروائي

بعد معاناة مع المرض، انتقل إلى عفو الله يوم الخميس 24 يونيو 2021 بالرباط، الكاتب المغربي بشير القمري.

وترك رحيل القمري أسى وحزنا شديدين في الأوساط الثقافية المغربية والعربية.

اشتغل الراحل قيد حياته أستاذا جامعيا بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بالقنيطرة وكذا بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط.

وانضم بشير القمري إلى اتحاد كتاب المغرب سنة 1976، كما شغل عضو المكتب المركزي لهذه المؤسسة لعدة فترات.

ويتوزع إنتاج الراحل، الذي بدأ النشر سنة 1972 بجريدة العلم، بين النقد الأدبي، والنقد السينمائي، والكتابة القصصية والمسرحية والترجمة.

وحصل الراحل على شهادتي الباكالوريا في الآداب العربية سنة 1968، والإجازة في الأدب العربي (سنة 1975)، ثم شهادة الدروس الجامعية العليا (سنة 1982)، ودكتوراه السلك الثالث (سنة 1987).

ومن أبرز مؤلفات الراحل القمري، كتاب”شعرية النص الروائي”، الصادر سنة 1991.

”قمر الريف”.. سمية البوغافرية

بعد مسار إبداعي غني وحافل بالأعمال الأدبية، رحلت عن عالمنا الأديبة والكاتبة المغربية سمية البوغافرية، واسمها الحقيقي تميمونت بنموساتي، عن سن ناهزت سنتها 52.

ومن أعمال سمية البوغافرية في مجال الرواية “عاشقة اللبن”، “زليخة”، و”قمر الريف” و”خلخال تيهيا”، وفي مجال القصة القصيرة أصدرت الراحلة “أجنحة صغيرة” و”رقص على الجمر”، أما في مجال القصة القصيرة جدا فكتبت “أقواس” و”عصيان أبيض”، ومن بين قصص الأطفال التي وقعتها “صوصو يهجر القفص”.

ورافقت التجربة الأدبية للراحلة الملقبة بـ”شهرزاد الريف” أبحاث جامعية زادت عن الخمسين، في أسلاك الإجازة والماستر والدكتوراه، بجامعات الرباط وبني ملال والناظور ووجدة، وجامعتين بالجزائر هما مستغانم وبرج بوعريريج، كما يجري حاليا إعداد أبحاث حول أعمالها في جامعات الجزائر، وتطوان، وأنقرة التركية.

وسبق أن برمجت جامعة محمد الخامس، وفق السيرة الذاتية للكاتبة سمية البوغافرية، روايتها “نهر الصبايا” ضمن الفصل الثالث، كما أدرجت روايتها “عاشقة اللبن”، سنةَ 2016، في أحد أسلاكها.

عبد الوهاب التازي سعود

العلامة والباحث عبد الوهاب التازي سعود، عالم لغوي وافته المنية يوم الاثنين 18 يناير 2021 بفاس.

الراحل يعتبر أحد قيدومي اتحاد كتاب المغرب، حاصل على دكتوراه الدولة سنة 1989، واشتغل أستاذا للتعليم العالي، فضلا عن كونه “أحد أعمدة الجامعة المغربية، وشيخ عمداء كلية الآداب بفاس منذ تأسيسها، ورئيسا لجامعة القرويين بعد النظام الإداري الجديد، وهو إلى جانب ذلك سليل عائلة ثقافة وعلم ببلادنا”.

إبراهيم الحجري

توفي يوم الأربعاء 07 يوليوز 2021 الكاتب والناقد إبراهيم الحجري، بعد معاناة مع المرض، بعدما دخل في غيبوبة قسرية، خضع على إثرها لعدة فحوصات طبية بمستشفى الشيخ خليفة بالدارالبيضاء، حيث لفظ فيها أنفاسه الأخيرة.

وكان الراحل يعمل قيد حياته مشرفا تربويا بأكاديمية الدارالبيضاء الكبرى، وهو من مواليد مدينة الجديدة بمنطقة أولاد افرج سنة 1972، حاصل على الدكتوراه في اللغة العربية وآدابها، تخصص السرديات الأنثروبولوجية من جامعة محمد الخامس- الرباط سنة 2013.

وسبق للكاتب إبراهيم الحجري أن فاز بعدة جوائز، منها جائزة الشارقة للبحث النقدي التشكيلي سنة 2018، وجائزة الألوكة للقيم بالرّياض سنة 2015، وجائزة الأدب المكتبي- الشارقة سنة 2014، وجائزة الطيب صالح في النقد الأدبي- الخرطوم سنة 2013، وغيرها من الجوائز المهمة، كما ترشح مرتين للّائحة الطويلة لجائزة الشيخ زايد في الدراسات النقدية- أبو ظبي (2013- 2015).

عن بيت الفن

شاهد أيضاً

(الثقافة المغربية) تقارب “سوسيولوجيا التراكم الثقافي في المغرب”

صدر حديثا عن وزارة الثقافة والشباب والرياضة، صدر العدد الثاني والأربعون (غشت 2021) من مجلة (الثقافة المغربية...

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *