بيت الفن
وهب الأكاديمي المغربي، محمد مفتاح، أخيرا، خزانته التي تضم مئات الكتب التي جمعها على مدار خمسة عقود باللغات الثلاث العربية والإنجليزية والفرنسية، للمركب الثقافي ابن أحمد بجهة الدارالبيضاء-سطات، لتكون قريبة من الباحثين والطلبة والمهتمين.
وقال الباحث المغربي محمد حركات عبر صفحته الرسمية على «فايسبوك» (قمنا بزيارة الأستاذ سي محمد مفتاح بمنزله لتسلم الكنز الثمين وترحيله إلى المركب الثقافي بمدينة ابن احمد جهة البيضاء-سطات. وبجانبي أعضاء البعثة التي حضرت وأعدت شاحنة لنقل الكتب بكامل العناية والكياسة اللازمتين للكتب النفيسة وبيدها تحمل باقة ورد جميلة للكاتب المتبرع عربون اعتراف وحب وتقدير).
وقد عرف عن الناقد محمد مفتاح احترامه للنص، ومعرفته الدقيقة في التعامل معه. فهو يفتش عن مكنوناته وأصوله وأبعاده وارتباطاته، ويحاول ألا يقع في مزالق التعامل مع المفاهيم الجاهزة، بل يتبع أكثر الأساليب والطرق وعورة للوصول إلى الحقائق والأبعاد التي تبرر هذه الدراسة وتقف إلى جانب نظرياته النقدية.
ومشروعه النقدي، بوجه عام، يصب في صلب الواقع الثقافي العربي، ويبرز إشكالياته في اللاحدود، وهو يتخطى العصرنة للعودة إلى عمق التاريخ مع الدعوة لتوظيف المنطق والرياضيات.
وقد أوجد هذا المشروع تساؤلات كثيرة طرحها عدد من الباحثين المغاربة تحددت بينما كان مفتاح يسعى إلى تأسيس نظرية لمقاربة النص بعيدا عن الجنس أو الزمن، بمعنى علم مخصص للنص. ويرى بعض الباحثين أن هذا السعي يقود مفتاح إلى مغامرة غير محسوبة على حد قولهم. ويرد مفتاح على بعض هذه التساؤلات بالقول: «لماذا اتجهت إلى الشعر الحديث؟ إن الإشكالية التي تشغلني هي كيف نقرأ النصوص، وكيف نفهمها من أجل تأويلها؟ أما مرحلة النقد، فلا أعتقد أنني أصل إليها. أنا أبحث عن الميكانيزمات التي تمكن من قراءة النص بطريقة أقرب إلى الصواب من أجل تأويله وتحديد دلالاته. ولا ينبغي للناقد أن يقتصر على النصوص القديمة، ولا الحديثة، ولا على جنس أدبي دون آخر».
وحسب الناقد الجزائري، علي مصباحي، فقد شكلت كتابات محمد مفتاح حدثا ثقافيا وفكريا في الساحة النقدية المعاصرة جعلتها رائدة لاعتبارات عدة لعل أهمها إسهامها في بلورة مشروع ثقافي نقدي يروم مسألة التراث العربي المهموم بالذات والهوية العربيتين، وكذلك سعيها في تمثيل النظريات العلمية الحديثة كالذكاء الصناعي وعلم النفس المعرفي، في دراسة التراث العربي بأدوات إجرائية غربية واستنطاقها واكتشاف خفاياها.
يذكر أن محمد الغزواني مفتاح (من مواليد 1942 بالدار البيضاء) عمل أستاذا جامعيا منذ عام 1981، كما عمل أستاذا زائرا في جامعات عربية وأجنبية عدة منها جامعة برنستون بالولايات المتحدة الأمريكية. ومن مؤلفاته: في سيمياء الشعر القديم (1982)، وتحليل الخطاب الشعري / استراتيجية التناص (1985)، ودينامية النص/ تنظير وإنجاز (1987) والتلقي والتأويل/ مقاربة نسقية (1994)، والنص من القراءة إلى التنظير (2000)، والشعر وتناغم الكون (2002) ورؤيا التماثل (2005).
حصل على البكالوريا عام 1963، ثم الإجازة في الآداب 1966، وشهادة الدروس الأدبية واللغوية المقارنة ودبلوم الدراسات العليا عام 1974، ثم دكتوراه الدولة في الآداب عام 1981.
وحظي مفتاح بتقدير كبير تمثل في فوزه بعشرات الجوائز الدولية المهمة من بينها جائزة الملك فيصل العالمية عام 2016 (اللغة العربية والأدب)، وجائزة الشيخ زايد للكتاب عام 2011. «عن كتاب «مفاهيم موسعة لنظرية شعرية (اللغة-الموسيقى-الحركة)». وجائزة الشبكة العربية للتسامح عام 2010. وجائزة سلطان بن علي العويس عام 2004. وجائزة المغرب للكتاب عام 1995. وجائزة صدام حسين للعلوم والآداب والفنون عام 1989. وجائزة المغرب الكبرى للكتاب في الآداب والفنون عام 1987.
تضم مئات الكتب التي جمعها على مدار خمسة عقود باللغات الثلاث العربية والإنجليزية والفرنسية.