مهرجان الدارالبيضاء الدولي لفيلم الطالب ينطلق بتكريم 3 أسماء سينمائية وازنة

بيت الفن

تحت شعار “الحرية”، انطلقت، مساء اليوم الثلاثاء 12 دجنبر 2023، بمسرح محمد السادس بالدارالبيضاء، فعاليات الدورة الـ 12 للمهرجان الدولي لفيلم الطالب، الذي تنظمه جمعية “فنون ومهن” إلى غاية 15 دجنبر الجاري، بتكريم 3 أسماء سينمائية وازنة من المغرب وتونس، ويتعلق الأمر بروح الممثل المغربي الراحل عزيز الفاضلي، والمخرجة التونسية ميرفت مديني، والأكاديمي والناقد السينمائي المغربي المتميز محمد كلاوي.

وتم الاحتفاء بمسار الراحل عزيز الفاضلي، بحضور ابنته الفنانة حنان وابنه المخرج عادل الفاضلي، الذي أعد شريطا استيعاديا لوالده بهذه المناسبة، تضمن شهادات في حقه تعاقب على تقديمها ثلة من زملائه من بينهم مصطفى الزعري، ومحمد التسولي، بالإضافة إلى شهادة من الناقد محمد اشويكة.

وتضمنت فقرة تكريم الراحل عزيز الفاضلي كلمة مؤثرة ألقاها في حقه الممثل محمد مفتاح، الذي استعاد المسار المهني والإنساني للراحل، مستعرضا العلاقة الفنية التي ربطته بالمكرم منذ ستينيات القرن المنصرم، حيث عملا معا بفرقة “الهلال الذهبي” بالحي المحمدي، قبل انضمامهما إلى فرقة الراحل الطيب الصديقي، حيث وجد الفاضلي ضالته في مشغل المسرح البلدي، وصولا إلى تجربة “صندوق العجب”، التي أسعدت آلاف الأطفال.

وختم مفتاح كلمته بالقول “عزيز الفاضلي مشخص رائع، تميل روحه إلى الدعابة والنكتة وخفة الظل”، دون أن يغفل الحديث عن شريكة حياة الفاضلي الحاجة فاطمة، التي كان الراحل يعتبرها سنده وعموده الفقري.

وخلال استلامها ذرع تكريم والدها، إضافة إلى بورتريه من إبداع الطالب المثالي بمعهد الفنون الجميلة بالدارالبيضاء، عبرت الفنانة حنان الفاضلي عن سعادتها بهذا التكريم الذي أتى من مهرجان خاص بالشباب الذين أحبهم ولم يتردد يوما في مد يد العون لهم، مشيرة إلى تعطش هؤلاء الشباب للفن والسينما، إشارة إلى أن بلادنا بخير، كون الثقافة هي المرآة التي تعكس رقي الشعوب.

وختمت كلمتها بقولها إن هذا الاحتفاء يؤكد بالفعل أن والدها الذي ضحى من أجل الفن والوطن لم يمت، لأن بصمته الفنية مازالت مستمرة. مشيرة إلى أنه لو كان حاضرا اليوم سيكون سعيدا وفخورا بهذا التكريم.

وفضلا عن تكريم الفاضلي تم الاحتفاء بالمخرجة والروائية التونسية ميرفت مديني، التي قدم الصحافي والسيناريست المغربي حميد داداس شهادة في حقها أبرز من خلالها المسار المهني للمكرمة ورئيسة لجنة تحكيم الدورة الحالية، مشيرا إلى أنها أصدرت كتابها الأول، “يوسف شاهين.. كاميرا جميع المعارك” عام 2010، وفي عام 2014 أخرجت أول فيلم قصير بعنوان “نجمة”، وفي عام 2017 أطلقت فيلمها القصير الثاني “عرس الشوك”، ثم فيلم “حياة” الذي نال العديد من الجوائز الدولية.

كما تم تكريم اسم كبير في عالم النقد السينمائي، ويتعلق الأمر بالناقد والأكاديمي المغربي محمد كلاوي، الذي حظي بشهادة من الناقد مصطفى العلواني، أبرز من خلالها علاقته بالمحتفى من خلال النادي السينمائي “العزائم” بسينما “الكواكب”، ثم نادي “العمل السينمائي” بسينما “الصحراء” ثم “الحرية”، كما عرج العلواني على المنجز النقدي والأكاديمي لصاحب كتاب “النقد بصيغة الجمع”، ومساهمته الفعالة في مجلة “فيزيون” رفقة محمد سكري وإدريس اشويكة، وانخراطه في تظاهرة السينما وحقوق الإنسان في ثمانينيات القرن المنصرم، حيث استضاف المخرج المصري الشهير توفيق صالح، ورئيس منظمة العفو الدولية “أمنستي”، كما عرج العلواني على تجربة المحتفى به في الهيأة العليا للسمعي البصري، ومساره الأكاديمي كأستاذ للعلوم السياسية بالجامعة، مؤكدا نزاهة المحتفى به في كل المهام التي أسندت إليه بشهادة الجميع.

من جانبه أعرب كلاوي عن شكره وامتنانه للمنظمين عن هذه الالتفاتة، التي تؤكد للشباب أهمية النقد قائلا “إذا كانت السينما هي التي خلقت النقد، فالنقد صنع جودتها”.

وتميز حفل الافتتاح، الذي جرى برحاب مسرح محمد السادس، بحضور عدد من الفنانين والممثلين والمخرجين والنقاد السينمائيين، فضلا عن ممثلي وسائل الإعلام، بلوحات موسيقية من تراث فن كناوة.

وتم خلال الحفل، الذي أشرف على تقديم فقراته الناقد الفني عبد الله الشيخ، مدير المهرجان، إلقاء كلمتين قيمتين، لكل من رئيسة المهرجان، وفاء البورقادي، والمدير الفني لهذه التظاهرة، الكاتب والإعلامي حسن نرايس، أبرزا من خلالها أهمية هذه التظاهرة السينمائية الفريدة، ودورها في تعزيز مزيد من الحوار والتواصل واكتشاف المواهب، وجعل سينما الطلاب في العالم، جسرا للمحبة والتسامح، والاستمتاع بسحر السينما.

كما تم بالمناسبة الإشادة بدور الشركاء، وبخصوبة الفقرات، التي خصصتها هذه الدورة، ترسيخا لحرية الإبداع السينمائي، وتكريما لرموز السينما الوطنية والدولية، الذين لعبوا دورا أساسيا في تطوير الفن السابع، وإخصابه وترك بصمة إبداعية لا تنسى.

وشهد حفل الافتتاح، أيضا، عرض الفيلم المصري “ابن البلد” لأحمد سعيد شعبان المتوج في الدورة السابقة.

ويتضمن برنامج الدورة الحالية، تنظيم مسابقات للأفلام الروائية الوثائقية وأفلام “الموبايل” وأفلام التحريك، ولقاء سيسيره الناقد والمدير الفني للمهرجان حسن نرايس، مع المخرجة والمنتجة مريم أيت بلحسين، حول موضوع “الإنتاج السينمائي بالمغرب” بمعهد “إ.ش.ب” للفن والإعلام.

وتتكون لجنة تحكيم الأفلام الروائية، التي تترأسها المخرجة التونسية ميرفت مديني من الكاتب والصحافي والسيناريست عزيز الساطوري، والممثلة سناء بحاج من المغرب، فيما تتشكل لجنة تحكيم الأفلام الوثائقية التي يترأسها المخرج المغربي عبد القادر كريم، من الفنان الفوتوغرافي الفرنسي جان مارك ديلتومب، والمخرجة المغربية وداد تافكي. أما لجنة تحكيم أفلام التحريك برئاسة المخرجة صوفيا خياري من فرنسا، فتضم المخرجين المغربيين نبيل مروش وعلي الركيك.

وتشهد الدورة الجديدة من المهرجان تقديم كتابين هما “السينما المغربية من التراكم إلى الحساسية الجمالية” للدكتور محمد اشويكة، و”السينما العربية” لعبد الكريم واكريم، بتسيير من الفنان التشكيلي والناقد شفيق الزكاري بالمدرسة العليا للفنون الجميلة، فضلا عن تنظيم ورشة حول التصوير الفوتوغرافي بين الواقع والخيال يؤطرها الفنان الفوتوغرافي الفرنسي جون مارك ديلتومب، ومائدة مستديرة تكريما لمسار الراحلين نور الدين الصايل وعمر سليم يسيرها الناقد السينمائي حسن نرايس مع تدشين رسمي لبلاطو نور الدين الصايل واستوديو عمر سليم بالمعهد المذكور.

وتحتضن المدرسة العليا للفنون الجميلة لقاء دراسيا (ماستر كلاس) مع الطلبة والجمهور حول “لغة الفيلم”  للدكتورة مرفت مديني، وهو اللقاء الذي سيؤطره الدكتور والباحث الجمالي عبد الله الشيخ مدير المهرجان.

وسيسدل الستار يوم الجمعة 15 دجنبر 2023، بتوزيع الجوائز، فضلا عن تكريم كل من الممثلة المغربية فاطمة الزهراء الجوهري، والمخرج عبد القادر كريم، والباحث والمدير السابق للمعهد العالي لمهن السمعي البصري والسينما بالرباط محمد بلغوات.

يشار إلى أن فعاليات الدورة تقام بفضاءات مسرح محمد السادس والمدرسة العليا للفنون الجميلة ومعهد إ.ش.ب للفن والإعلام بالدارالبيضاء.

عن بيت الفن

شاهد أيضاً

مهرجان السينما والهجرة بأكادير يمنح جائزته الكبرى لفيلم بولندي عن لاجئين عرب

تميز حفل ختام الدورة 20 بتكريم الكاتب والمخرج أحمد المعنوني والممثلة هدى الريحاني… بيت الفن …