بيت الفن المغربي فضاء للتلاقي، للتفاعل، للتآلف، للحوار، ولتبادل الأفكار بيت الفن فضاء للتلاقي، للتفاعل، للتآلف، للحوار، ولتبادل الأفكار، للانفتاح على الآخر، إنه حيز مشترك غير قابل لأن يتملكه أيا كان، الثقافة ملك مشاع، البيت بيتك، اقترب وادخل، إنه فسيح لا يضيق بأهله، ينبذ ثقافة الفكر المتزمت بكل أشكاله وسيظل منحازا للقيم الإنسانية، “بيت الفن” منبر للتعبير الحر، مستقل، مفتوح لكل التيارات الفنية والأدبية والفكرية.
معرض يعكس المعاناة من تداعيات فيروس كورونا
بيت الفن
يعرض رواق “سو آرت غاليري” بالدار البيضاء من 2 دجنبر 2021 إلى 8 يناير 2022، مجموعة من الأعمال الجديدة للفنان التشكيلي عمر بركبة، تحت عنوان “طين أثيري”.
وكشف بوركبة، المعروف بأسلوبه المتميز، الذي يمزج بين التصوير والتجريد، أن المعرض، يضم مجموعة من الأعمال التي أنجزها خلال السنتين الأخيرتين، مباشرة مع ظهور وباء كورونا، وهي أعمال تعكس بعض أوجه المعاناة من تداعيات الفيروس، والإكراهات التي فرضها على الفرد والمجتمع.
وأفاد التشكيلي بوركبة، الذي فقد زوجته جراء إصابتها بكوفيد 19، أن معاناة هذه الأخيرة “هي التي كانت وراء استعماله لبعض الألوان في لوحاته الفنية، كي تضفي عليها بعض النور “.
وقال الفنان بوركبة “رغم حالتها الصحية المتدهورة كانت متفائلة وتحب الحياة، وروحها واكبتني في أعمالي الفنية منذ ذلك الوقت إلى الآن”، مضيفا أن هذا المعرض هدية إلى روحها، الذي حرصت على افتتاحه بقصيدة شعرية باللغة الفرنسية”.
وأبرز بوركبة، الذي بدأ التشكيل في سن 13 سنة، قبل أن تنضج شخصيته الفنية في ستينيات القرن الماضي، أنه بدأ يعود إلى طفولته قائلا فعندما كنا ندرس بالمسجد كانت علاقة اليد مرتبطة بما يعرف بـ”التحنيشة” في لوحة “المسيد”، وهو ما ترسخ في أعماقه.
وأشار التشكيلي بوركبة إلى أن السواد الذي يطغى على لوحاته لا يعكس التشاؤم أو الحزن، وإنما فيه ” الجلال وروح الغيب الذي يعيشه الإنسان”.
وعن عنوان المعرض (طين أثيري)، كشف التشكيلي بوركبة أن أعماله تتضمن اتجاها صوفيا، موضحا أن كلمة “الطين“ توحي إلى الأشياء التي أصلها من طين، في حين تحيل كلمة ”أثيري“ إلى الطين عندما تنفخ فيه الحياة.
من جهتها، كشفت التشكيلية سامية فارس، أن أعمال الفنان عمر بوركبة يطغى عليها الفن التجريدي، وقالت في تصريح مماثل، إن رسوم لوحات بمركبة وخطوطها ورموزها تخفي معاني عميقة تستعصي على الفهم في المرة الأولى، مضيفة أن بعض اللوحات تعكس صورا ظلية داخل الصور والخطوط الظاهرة.
يشار إلى أن عمر بوركبة ولد عام 1945 في مراكش، حيث يعمل ويعيش فيها، وهو عضو الجمعية الوطنية للفنون الجميلة 1965، وعضو مؤسس لجمعية الفنانين التشكيليين المغاربة APM عام 1975، ونائب رئيس الجمعية المغربية للفنون التشكيلية AMAP عام 2003، وعضو مؤسس لجمعية Ambre Maroc عام 2007.
تأثر الفنان بوركبة كثيرا بشيخ المبدعين المغاربة الفنان التشكيلي المكي مورسيا، كما كانت له لقاءات إبداعية بالفنان التشكيلي التجريدي الجيلالي الغرباوي، والتشكيلي أحمد اليعقوبي، كانت حاسمة في توجهاته كرسام.
