فاطمة عاطف

فاطمة عاطف .. الفارسة المدهشة!!

أحمد ردسي

الحقيقة لم أتعرف على الممثلة فاطمة عاطف سينمائيا إلا في “مباركة” لمحمد زين الدين ذات أمسية من أمسيات المهرجان الوطني للفيلم بطنجة وهذا تقصير مني.

مشاهدة الفيلم في الأمسية بعد كثير مشاهدات لأفلام قصيرة وطويلة كان يلزمها بعض الصبر خاصة مع فيلم له إيقاع خاص, لكن شيئا فشيئا بدأت القصة تستحوذ على العين وعلى الأحاسيس مع أداء أبطال فاطمة عاطف والمهدي العروبي و أحمد المستفيد .. في ختام المهرجان توج الفيلم بأربع جوائز وهي جائزة الإخراج لمحمد زين الدين وجائزة لجنة التحكيم الخاصة وجائزة أحسن دور رجالي للمهدي العروبي و جائزة أحسن دور نسائي لفاطمة عاطف ..ولو كانت هناك جائزة لأحسن ممثل صاعد لفاز بها أحمد المستفيد.

بعد سنوات على فيلم “امباركة” وبعد أشهر من إغلاق القاعات والمهرجانات سوف تتاح لي فرصة مشاهدة فاطمة عاطف على الشاشة الفضية مرة أخرى من خلال نافذة “زنقة كونطاكت” لاسماعيل العراقي فيلم سبقه كثير من التنويه بدءا من البندقية التي توجت فيه بطلته خنساء باطما بجائزة أحسن ممثلة في مسابقة آفاق ثم فوزه بجائزة أحسن فيلم في مهرجان الأقصر للسينما الإفريقية .. و كذا حسن الاستقبال من طرف الجمهور الفرنسي لدى بداية عرضه في القاعات هناك ..

لنتترك الفيلم جانبا بما فيه من تجربة و مجهود ورؤية و أداء و من نقط قوة ونقط ضعف و لنقصر الحديث على مشاهد منه ودور فيه, جزء قصير ودور صغير لكن فيه جمال الاكتشاف والدهشة ومتعة المشاهدة والتخيل كذلك.

إنها المشاهد التي تلجأ فيها خنساء باطما أو رجاء مع لارسن سنايك إلى صديقتها القديمة فاطمة عاطف أورقية في عزلتها ..هربا من سعيد ( سعيد باي ) و مراد ( مراد الزاوي ).

تسهل رقية هرب رجاء و لارسن سنايك لتبقى وجها لوجه مع سعيد ومراد وهنا تظهر رقية في مشهد مدهش مصوبة بندقيتها صوب سعيد ومراد .. مشهد يذكرنا بشخصيات الويسترن وفارسات قصص و أفلام المحاربات و البطلات ..القويات ,العنيدات, و الشجاعات والمتحديات ..

تلتقى رقية طلقة غادرة وميتة من مراد وهي تحتضر تسأل عن ابنها من سعيد وتطلب منه أن يحرق كل شيء في معزلها .

ينتهي المشهد لكن يبقى أثره لايبرح الأحاسيس ويبقى الوجه وتبقى النظرة وطريقة تصويب البندقية , وتفتح الباب لصور ومشاهد أخرى متخيلة أو منتظرة لهذه الفنانة المغربية ,في قصص مغربية أخرى , قصص نساء فارسات , بطلات , قائدات , محاربات من تاريخنا الغني ومن جغرافيتنا المتنوعة و أيضا من تخييلنا في زمن مضى وفي زمن آت.

برافو فاطمة وشكرا على روعة ومتعة الأداء و إلى اللقاء في دور آخر.

عن بيت الفن

شاهد أيضاً

المركز السينمائي المغربي

فضائح المركز السينمائي.. الشجرة التي تخفي الغابة

في وقت قصير جدا، راكمت إدارة المركز السينمائي المغربي الأخطاء وأبانت عن ارتجال هاو غير …