فتيحة النوحو

“الوغودية” متن سردي جديد للكاتبة فتيحة النوحو

موسوم بلوحة من توقيع الفنانة التشكيلية نعيمة الملكاوي

بيت الفن

عن دار الوطن للنشر، صدرت أخيرا، للكاتبة والإعلامية فتيحة النوحو الطبعة الأولى لنص سردي جدد بعنوان “الوغودية”.

نص موسوم بلوحة من توقيع الفنانة التشكيلية نعيمة الملكاوي، التي تقول عن هذا المتن “أول ما تشرع في قراءة كتاب الوغودية للكاتبة فتيحة النوحو يثيرك بداية  العنوان المشتق من الأوغاد  والذي قد نعتبره قياسا على عقيدة أومذهب اختلقته لتعبر عن  جبروت البشرية، كما يلفتك الصوت المتحدث والمهيمن على مساحة السرد،  الذي تبدأ ملامحه في التشكل  كلما توغلت في الصفحات، الشخصية المحورية  غير اعتيادية شكلا ومضمونا، تعيش تضادا صارخا تجعل منها  كائنا سورياليا إن شئنا، يعيش إبهاما بيولوجيا والتباسا نفسيا فهو لا يرتكن لجنس ما، خير النوايا شرير الهدف، هذه الثنائية  المتناحرة المتأرجحة بين هذا الكائن وغريمه الذي ليس هو إلا نصفه الأخر، التي  لم ترسم ملامحها الكاتبة اعتباطا، بل اختلقتها من عملية غصب  كان هو عصب  المأزق الوجودي لشخصية مفلس، الذي يرى أن الحياة مفلسة من قيمها، وجبارة في جعل من يعيش فوق رقعتها ذليلا،  لذا كان يشعر بثقل المسؤولية تجاه كل من أتت به الصدفة أو الأقدار مثله أن يكون وافدا على هذا العالم الشرير،  فتخيل نفسه ذاك المخلص الذي سيحرر الناس من الظلم الذي يشرعه الأوغاد.

فيما أشار الشاعر والناقد المختص في الأدب الحديث أحمد العمراوي إلى أن كتاب “الوغودية” للمبدعة فتيحة النوحو يأتي بمثابة تتمة لمشروعها السابق، الذي ابتدأته في هذا النوع من الكتابة بكتابها “غبن أن نهوي”.

وقد يصعب تصنيف عملها هذا لجنس معين، فهو يأتي بين السرد والتأمل الشعري. ولعل الكاتبة قد قصدت ذلك قصدا للدعوة للتحرر من الأجناس الأدبية، بما أن الكتابة في الأصل حسب رأيها تأتي استجابة لحاجة نفسية دفينة أكثر من كونها عملية تواصلية تراعي المتلقي.

كتابة الكهوف، أو سبر الأغوار بمونولوغ داخلي تارة وبحوارات مفترضة مع شخصية أخرى تارة أخرى. هي لعبة جلاء وتخفي حارقة تنعكس على الورق كتابة لتثير انتباه القارئ. وكأن الكاتبة تقول لنا: أنا هنا، نحن هنا، وإن بشكل ضمني.

رغم ميل جانب السرد على عمل فتيحة النوحو فإن متعة الخيال من خلال لغة تختلقها الكاتبة اختلاقا تضفي بعدا إبداعيا على مكتوبها، والدليل على ذلك العنوان الذي اختارته ” الوغودية” على غير قياس، وكأنما لتنبهنا لزمن الخيبات الذي يعيشه الإنسان المعاصر عامة والكاتب خاصة.

“فمتى سيُطلق سراح الهواء؟ وتُكسر أصفاد التراب؟ ويُخلى سبيل الماء؟ متى سنحرر الله من الأوغاد ؟” هكذا تتساءل فتيحة النوحو، لتختم عملها بمقطع شعري تقول فيه:

أنيروا الموت

و أطفئوا الحياة

فالروح حق

والجسد زلة

كتاب “الوغودية” يدخل ضمن الكتابة المختلفة التي تستحق القراءة وإعادة القراءة.

عن بيت الفن