الفنانة سعاد بياض

الفنانة سعاد بياض ترفع التحدي بتجربة فنية مباشرة

قدمتها بحضور صحافيين ونقاد وفنانين ومهتمين بالفن

بيت الفن

وسط احترام تام للإجراءات الوقائية ضد فيروس”كوفيد19″، قدمت الفنانة التشكيلية المغربية سعاد بياض، أخيرا تجربة، صباغية جديدة، ويتعلق الأمر بإنجاز لوحة أمام صحافيين ونقاد وفنانين ومهتمين انبهروا بدقة وتقنية اللوحة المنجزة.

في هذه التجربة التي احتضنتها المجازر القديمة للدارالبيضاء، وهي في الواقع مبادرة من جمعية “الفن للجميع”، كانت بياض أمام تحد جديد وهي الرسم خارج مدارات مرسمها، مصحوبة بمقطوعات من الموسيقى الكلاسيكية، وموسيقى كناوة الروحية، التي أدخلت الجذبة في كيان بياض، بل امتدت إلى أدواتها الصباغية من فرشة وألوان.

اللون في هذا العمل الذي انفلت من عقال المرسم يتداخل في بعضه البعض يتلاقح، وفجأة يتدفق على بشرة القماش، لأن سعاد بياض المفتونة حد الهوس باللون وأجساد النساء لا ترضى أن يكون عملها ثابتا لأنها مهووسة بالتحول، وكأن اللون مفرد بصيغة الجمع، وجسد ولج القماش.

بألوان مقتربها الفني سافرت الفنانة بياض إلى برزخ جمع بين موسيقى كناوة التي حملت بين أوتارها مسحة الجذبة وبين مقاطع موسيقية كلاسيكية، وجاء العمل موسوما بهذه الثنائية الحالمة.

في أعمالها تميل بياض إلى الاستجابة لندائها الداخلي وما تمليه عليها اللحظة الإبداعية بكل جرأة وبمطلق الحرية. وكانت نقطة نهاية اللوحة/الجذبة، بمثابة مفاجأة حيث تبدى للجمهور النوعي الذي تابع أولى اللطخات اللونية، جسدا أنثويا يحمل جسدا آخر.

وفي هذا الشأن قالت التشكيلية بياض “أشعر بالارتياح حقا بعد هذا الأداء. أشكر كل من كان حاضرا. ليس سهلا تحقيق مثل هذا المنجز. إنه مثل ألم المخاض. لكنها كانت لحظة حقيقية من السعادة والمشاركة”. وأضافت في الواقع، كان الجو ودودا.

من جانبه أكد الفنان التشكيلي والنحات، عبد العزيز عبدوس، أنه عبر جمعية (الفن من أجل الجميع) “نحاول تأسيس لغة فنية أخرى في مدينة الدار البيضاء، من خلال دعوة فنان معروف على الصعيد الوطني في كل مرة لمشاركتنا تجربته ورسالته في الفن. كل هذه المعرفة التي يحتاجها الجمهور كي يلم بثقافة الألوان والفرشاة بهدف تكوين ثقافة فنية”، مضيفا أن سعاد بياض تمكنت من اختراق عمق ما يعتمل في وجدانها لإضفاء مظهر خارجي على ما تشعر به في الأشكال والألوان.

وأبرز عبدوس أن جمعية الفن من أجل الجميع تحتاج إلى فنانين مثلها يتمتعون بخبرة كبيرة ويتقنون هذا المجال من الفنون البصرية ليكشفوا للمتتبعين كيف يمكن للفنانة أن تصبح حرة في مرسمها الخاص. والهدف هو جعل الفنان يدخل في نشوة حتى يتمكن من إخراج الطاقة السلبية لتحرير نفسه”.

من جهة أخرى أوضح عبدوس أن الموسيقى والألوان يكملان بعضهما البعض، وهما يشكلان معادلين طبيعيين من أدوات الفنان، مبرزا أن الرسم له ألوان، بيد أن لمسة القماش تعطي بدورها الموسيقى، وهذا الكل يندرج في دائرة الإيقاع الذي يحتاجه الفنان بصفة خاصة لتنفيذ عملية الإبداع.

وأضاف النحات عبدوس أن هناك اختلافا في رسم اللوحة داخل المرسم وخارجه، فالطاقة الحيوية تكون كبيرة في العمل مباشرة أمام الجمهور.

وعلى مستوى ذائقتها الفنية يرى نفاد جماليون أن التشكيل من منظور الفنانة بياض حقل بصري لإنتاج مقولات الحياة ولصياغة قيمها النبيلة من جديد. فكل صورة بيان إنساني يمنح معنى جديدا للكائنات والأشياء عبر ثنائية الشكل/ الحركة، والفضاء/ الزمن. هذا هو المعمار الجمالي الذي أقامته الفنانة والمهندسة الروحية في معالجتها للظاهرة الوجودية بشكل بليغ ومقنع لا حشو فيه ولا إطراء. إنه المنطق البصري الذي تفوقت في رسمه بتريث وتؤدة وحكمة وتبصر.

من خلال منجزها البصري الذي دشنته في بدايات تعاطيها للصباغة، بالبورتريه، والأعمال التشخيصية، والتعبيرية الغنائية، صارت بياض اليوم تأسرنا بصنيعها الصباغي، فكل فضاءاتها تخشى الفراغ في تجلياته المعنوية والمادية، مما يغذي الطاقات التأويلية للمشاهدين، الرائين، ويضفي على كل منجز تشكيلي نسمة إبداع حقيقية. أصبح فعل الإبداع بالنسبة للفنانة ضرورة حتمية لإشباع الذات كمرجع مؤسس لمبدأ الحياة.

عن بيت الفن

شاهد أيضاً

وفاء رواح تكشف “ما بين السطور” برواق “فن الملهمة” بالدارالبيضاء

لم يأت اختيار ما بين السطور  عنوانا للمعرض من فراغ وإنما إدراكا لقوة العمل الذي …