غادر الحياة بعد صراع طويل ومرير مع المرض والوحدة
قدمه عبد النبي الجيراري للساحة الفنية وأطلق عليه لقب التلباني
من أبرز أعماله “سوق البشرية” و”الله حي”
خولة ازوويك
بعد صراع طويل ومرير مع المرض والوحدة، توفي، صباح اليوم الثلاثاء 15 دجنبر 2020، بمدينة الدارالبيضاء، الزجال المغربي، عمر التلباني عن عمر ناهز 69 سنة.
وقال شقيق الراحل عبد الحق دنون، إن عمر التلباني، واسمه الحقيقي عمر دنون، اشتكى في السنوات الأخيرة من حياته، أوضاعا صحية صعبة، إضافة إلى الإهمال، وهجران الأصدقاء، إذ لم يجد أي التفاتة، خلال أزمته الصحية، وقلة حيلته، مشيرا إلى أن قلة من الأصدقاء من كانوا يسألون عنه قيد حياته من بينهم محسن جمال، وعبد الهادي بلخياط.
ويعد التلباني من أبرز الشعراء الغنائيين المغاربة، الذين أبدعوا على مدى أربعين سنة في مختلف الأصناف الشعرية، العاطفية والوطنية، وتغنى بقصائده الزجلية أشهر الفنانين المغاربة وهو من الشعراء الذين احتفظوا ببصمة شعرية مميزة وبمفردة لغوية عميقة الدلالة، تتصل بالمعاني الفلسفية والروحية العميقة، وتتميز تجربته بوعي عميق بالحاضر.
ويملك الراحل مسيرة إبداعية مميزة، تعامل فيها مع كبار الأغنية المغربية، منهم عبد الوهاب الدكالي، وعبد الهادي بلخياط، ومحسن جمال، والراحل محمود الإدريسي، وسميرة سعيد، ونعيمة سميح، والراحلة ماجدة عبدالوهاب.
ومن أشهر الأعمال، التي كتب كلماتها الشاعر الراحل، أغنية “سوق البشرية”، التي قدمها عبد الوهاب الدكالي ونال من خلالها جائزة أفضل أغنية عربية بمهرجان القاهرة للأغنية العربية، كما كتب للدكالي أغنية “الله حي” وسلسلة من أغاني الناجحة.
يشار إلى أن الراحل من مواليد 1951 بدرب غلف في مدينة الدارالبيضاء، وفي سن الخامسة انتقل مع عائلته إلى الحي المحمدي، حيث ترعرع وشب، ومن ثانوية “المستقبل” بدأ مساره الإبداعي متأثرا بأستاذه، الذي شجعه على الاستمرار في الكتابة، تم تأثر بعد ذلك بالشاعر الراحل نزار قباني، الذي كان يحفظ معظم قصائده، كما تأثر بشاعر القضية الفلسطينية الراحل محمود درويش.
وفي سبعينيات القرن المنصرم، قدمه الراحل عبد النبي الجيراري للتلفزة المغربية من خلال برنامجه الشهير “مواهب” كنجم في مجال كتابة الكلمات ولحن من كلماته “الصحراء المغربية” لعبد الهادي بلخياط، ومن هناك انطلقت المسيرة الحقيقية للراحل، وذاع صيته من خلال ديوانه “في محراب العيون الزرق”.