هشام أمل

هشام أمل: “ميلوديا المورفين” رحلة إلى أعماق البطل

تم عرض الفيلم المغربي «ميلوديا المورفين»، ضمن مسابقة «آفاق السينما العربية» بمهرجان القاهرة السينمائي الدولي، وهو الفيلم الروائي الأول للمخرج هشام أمل ويحكى قصة سعيد الطاير (قام به هشام بهلول) مؤلف موسيقى لامع، يفقد الذاكرة إثر التعرض لحادث سير، مع الوقت يبدأ باستعادة ذاكرته تدريجيا، وتهدأ الأوضاع لتعود حياته لطبيعتها، بعد بضعة أيام، يُدرك أنه لم تعد إليه موهبة التأليف الموسيقى، لتبدأ رحلة استعادتها عبر حث الذاكرة بشتى الوسائل، خاصة بعد تخلى زوجته التي أحبته لشهرته عنه وإنكارها لموهبته ولفضله الموسيقى عليها.

ويكتشف أن الإلهام ينبع من الألم المتمثل في صرخات الأب المصاب (بالسرطان) غير أنه بموت الأب، وإثر إقدامه على محاولة انتحار يكتشف أن الإلهام ينبع من ألمه الخاص.

حاوره: عبدالله محمد

* كيف ترى أول عمل سينمائي لك في مهرجان القاهرة السينمائي؟

ــ الحقيقة وجودي في مهرجان القاهرة بالنسبة لي تجربة مميزة حتى مقارنة بتجارب مغربية من قبل لأنني كشخص نشأت على مشاهدة الدراما والأفلام المصرية وحتى اكتشافي للسينما كان من خلال السينما المصرية.

والشيء الآخر أنني منذ فترة التسعينيات وأنا متابع جيد لمهرجان القاهرة السينمائي وسعيد بالمنافسة به.

 

* السينما المغربية شاركت بفيلمي «ميلوديا المورفين» لك و«خريف التفاح» لمحمد مفتكر بمهرجان القاهرة، كيف ترى ذلك؟

ــ العديد من الأفلام المغربية كان لها تواجدها بمهرجان القاهرة وفازت بجوائز «نجيب محفوظ وسعدالدين وهبة»، والسينما المغربية تمر حاليا بمرحلة جديدة وهناك جيل يعوض الجيل القديم بتجارب مختلفة، فأنا سعيد بوجود المخرج الكبير محمد مفتكر بجانب سينما جديدة جديرة بالمنافسة.

 

* لماذا اخترت هذا الشكل لسيناريو الفيلم على هيئة فصول؟

ــ الفيلم هو رحلة إلى داخل أعماق البطل، بطبيعة الحال بنية الكتابة لأي عمل فني ترتبط بطبيعة العمل، من الممكن ان اعتمد بناية أدبية في عمل معين أو بناية سينمائية بنوع حوارات في عمل آخر، فكل شيء مبنى على الفكرة الأصلية.

بالنسبة لي استعملت فى الفيلم البنية الأدبية لسبب بسيط لأن الفيلم رحلة سفر داخل الأعماق، فشخصية البطل بطبيعته منعزل في اغلب الأحداث.

والفكرة هي انه كيف يبحث داخل ذاته عن الذكريات المفقودة، من هذا المنطلق جاءت فكرة أن نعتمد السرد الروائي من خلال التعليق الصوتي أو الرواية.

حين شرعت بالعمل لم يكن لدى هذا التصور لكي نصل إلى استخدام التعليق الصوتي V.O، أكثر من 80 % بالعمل وتم العمل على الفيلم للنهاية بهذا الشكل.

وهذا واضح في آخر مشهد بعد «النهاية»، مشهد سعيد الطاير (هشام بهلول) مع بائع الخردوات الذي جاء إليه، ومن هنا ستكون نقطة البداية.

 

* هل هناك تشابه أو تأثر لما حدث لموزارت، وبتهوفن؟

ــ هناك الكثير من التأثرات التي استلهمتها من أعمال الموسيقى الكلاسيكية، بالنسبة لموزارت هو عنصر جوهري في الفيلم، فقد عاش آخر سنواته في حالة مادية سيئة، قرأت مذكراته وهى خطابات بينه وبين والده، ومع النبلاء والأغنياء في النمسا وغيرها

كذلك بيتهوفن شخص كان يعانى كثيرا بمشاكل جسدية ونفسية، وهذه المعاناة كان يعتمد عليها لخلق الميلوديا الخاصة به.

 

* هناك صورة ليوهان برامس بالغرفة التي يسكن فيها البطل سعيد الطاير ما سببها؟

ــ نعم برامس يعتبر من أفضل خمسة موسيقيين بالعالم، وكان يعيش في غرفة سيئة جدا وفى هذه الغرفة قام بكتابة السيمفونية الخامسة، التي أضفتها لأحد مشاهد الفيلم، تلك القصص الواقعية للموسيقيين العظماء تلقى بظلالها على بعض مشاهد الفيلم.

 

* كيف استلهمت فكرة الإبداع من الألم الجسدي؟

ــ ليس بالضرورة أن تعاني أو تتألم كي تكون فنانا جيدا، ولكن في الحقيقة الإنسان بكامل تجاربه الصعبة بالحياة، تزيد وعيه وإدراكه، وتلك المسألة متواجدة بشكل كبير في حياة الكثير من المبدعين في سن صغيرة مثل بوب مارلي او توباك شاكور وغيرهم، فتلك المشاكل في الحياة هي التي تعطيك النضج والتصور لفهم الحياة، الذي لا يعانى هو من الممكن أن يفهم الحياة بطريقة لكن لن تفهم الألم إلا إذا تألمت ولن تفهم العجز إلا إذا عجزت، في نهاية الأمر أفضل مؤلفين مثل ديستوفسكي أو مثل بوكوفسكي وغيرهم وفى المغرب مثل محمد شكري هم مروا بتجارب أليمة، هي التي سمحت لهم أن يصلوا لهذا المستوى من الإبداع.

عن بيت الفن

شاهد أيضاً

عرض الفيلم المغربي “أنا ماشي أنا” مدبلجا باللهجة المصرية في القاهرة

لـ”ضمان فهم الفيلم بطريقة أسهل من قبل الجمهور المصري“ حسب تصريح للمنظمين… بيت الفن تشهد …