بيت الفن
تعزز المشهد الفني والثقافي بمدينة أبي الجعد بتأسيس إطار ( اللمة الشرقاوية وأهل أبي الجعد) يجمع بين كل صنوف الأدب والفكر، ورغم بروزه على الساحة المحلية فقد غزا قلوب أبناء هذه الحاضرة ونواحيها، وتعد اللمة في الأصل فكرة خلاقة تجمع بين مختلف الشرائح المتحدرة من هذه المدينة ذات العبق الروحي.
وقال مؤسسو هذا الإطار الثقافي والفني والاجتماعي، وعلى رأسهم الأستاذ محمد زهير، إنهم لم يخطر ببالهم ان يتحول هذا الفعل الأدبي إلى منتدى فكري يستقطب العديد من الأطر والباحثين والفنانين، واستغلوا أيام الحجر الصحي، وجعلوها بيتا افتراضيا عائليا كبيرا يتسع للجميع، وأتاح فرصة التواصل عن بعد، عوض اللقاء المحذور بين الأفراد، وكذا طرد الضجر والملل أثناء الحجر الصحي.
وأضاف المؤسسون في بلاغ توصلت “الصحراء المغربية” بنسخة منه، ان هذا الإطار أو اللمة كما يحلو القول، يمكن ملامسة آليات اشتغاله وفق مقاربة ثلاثية الابعاد، حيث البرامج تتمحور بين ما هو تاريخي موضوعين وفكري وادبي وفني. وأبرزوا ان التاريخي يتجلى في الدرس وتحليل ظروف تأسيس الزاوية المدينة بعمقها التاريخي وإشعاعها الديني ودورها في ترسيخ ثقافة الحوار والتعايش والاستقرار.
ومن بين اللحظات القوية التي عاشتها اللمة، مجموعة من اللقاءات الفكرية الافتراضية قدمتها شخصيات معروفة على مستوى المحلي والجهوي، نذكر من مجملها ندوات موضوعاتية وفكرية، وطبية، حيث شارك في هذا العمل الهادف ثلة من الأساتذة الباحثين المختصين في حقل الدراسات التي تعنى بقضايا الفكر والتاريخ والأدب في شموليته، إذ توزعت بين لقاءات أطرها كل من الأستاذ الحاج محمد الحسني، عضو المجلس العلمي المحلي لإقليم خريبكة، والدكتور عزيز خمريش، أستاذ القانون العام بكلية سطات والدكتور عز الدين خمريش، أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية بكلية الحقوق بجامعة الحسن الثاني الدار البيضاء، والدكتور الطبيب عبد العزيز بوطيب.
وعلى مستوى تنشيط الندوات ساهم الأستاذ المقتدر عبد الرحيم قماش في فعاليات هذه الملتقيات الافتراضية التي ناقشت قضايا الفكر والأدب.
وكان للجانب الفني والثقافي حضور بارز في لقاءات اللمة، من خلال تنظيم ندوات حول الفن التشكيلي من طرف الفنانة التشكيلية أمينة الشناني الطنجي، وأمسيات شعرية تألقت فيها الشاعرة المتميزة رشيدة بوزفور، والشاعر محمد نجيب الشرقاوي، وخواطر من تأليف وتقديم العقيد الصالح الغزواني، إلى جانب ندوات اهتمت بالتراث المغربي الأصيل، ولم يفت القائمون على اللمة الاستئناس بالطرب المغربي في شقه الغنائي، ونخص بالذكر فن العيطة الذي قدم فيه المغني الحسين السطاتي باكورة هذا الفن العريق، إلى جانب اعمال ترفيهية قدمها الفنان بياض المهدي الصمراوي، بطل سلسلة “ولد مو”.
وكبنية جمعوية تعتمد اللمة بالأساس سياسة الاستقطاب المفتوح، إذ ليس هناك شروط مسبقة، بمعنى ان الانضمام لهذا الإطار تلقائي، لكن على مستوى فكر خلية التواصل لا بد من التوفر على بعض الضوابط الأخلاقية منها ان اللمة مستقلة ولها أهداف إنسانية واخلاقية نبيلة تتوخى تشبيك العلائق بين مختلف أبناء المدينة، سواء الذين يقطنون بها أو خارجها.
من جهة أخرى اكد البلاغ ان اللمة تصر على احترام مبدأ الاختلاف في وجهات النظر بين الأعضاء في التعبير عن موقف معين أو قضية مطروحة للنقاش بأسلوب مهذب بعيدا عن لغة التجريح او عبارات خادشة للحياء أو نشر صور أو تدوينات مخلة بالحياء العام.
وقالت الفنانة التشكيلية أمينة الشناني الطنجي، المتحدرة من أصول شرقاوية بجعدية، إن الإطار الفني والثقافي يعد جسرا بين المهتمين بالحركة الإبداعية في المغرب وخارجه، والشناني واحدة من المؤسسين وتهتم بالمجال التشكيلي انطلاقا من تجربتها التي راكمتها منذ سنوات، وتسهر على تنظيم لقاءات شعرية وفنية وموائد مستديرة حول قضايا الفنون البصرية بشكل خاص وقضايا الإبداع بشكل عام.