وصفها بـ”الجميلة والقوية للغاية” وقال إن أغنيته المفضلة هي “لبيروت”
بيت الفن
منح الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، فيروز، أول أمس الإثنين، وسام جوقة الشرف الفرنسي، وهو أعلى تكريم رسمي في فرنسا أنشأه نابليون بونابرت عام 1802.
وكان ماكرون وصل إلى منزل فيروز في الرابية يرافقه السفير الفرنسي برونو فوشيه، مستهلا زيارته الثانية للبنان في الذكرى المئوية الأولى لإعلان دولة لبنان.
وعقد ماكرون اللقاء بعيدا عن الإعلام، نزولا على رغبة فيروز وعائلتها.
وكانت بلدية الرابية زينت المنطقة بالأعلام الفرنسية واللبنانية ورفعت اللافتات المرحبة بالرئيس الضيف باللغة الفرنسية.
ووصف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون المطربة اللبنانية فيروز بأنها “جميلة وقوية للغاية”، بعد لقاء بينهما جاء بعد وصوله إلى بيروت.
وقال ماكرون، في بث تلفزيوني عقب اللقاء: “قطعت التزاما لفيروز، مثلما أقطع التزاما لكم هنا الليلة بأن أبذل كل شيء حتى تطبق إصلاحات ويحصل لبنان على ما هو أفضل، أعدكم بأنني لن أترككم”.
وأضاف: “تحدثت معها عن كل ما تمثله بالنسبة لي عن لبنان نحبه وينتظره الكثير منا.. عن الحنين الذي ينتابنا”.
وعندما سئل عن أغنيته المفضلة لفيروز أجاب بأنها “لبيروت” التي كانت تذيعها القنوات المحلية، بينما كانت تعرض صورا للانفجار وتبعاته.
وأكد أنه “قضى وقتا رائعا معها وتحدث لها عما تمثله بالنسبة له”، مضيفا أنه “يعتقد أن فيروز تشكل أملا للجيل الجديد بكل ما تحمله من لبنان الحب والحلم”، ورفض ماكرون الحديث عما نقلته فيروز له بشأن ما يحدث للبنان حاليا، معقبا أنه يستطيع التعبير عن مشاعره وانطباعاته، لكنه لا يستطيع أن ينقل ما قالته له فيروز لأن هذا يعود لها.
ومنح الرئيس الفرنسي الفنانة اللبنانية الكبيرة، وسام “جوقة الشرف” الفرنسي، وهو أعلى تكريم رسمي في فرنسا، بينما أهدت فيروز الرئيس الفرنسي لوحة فنية، قيل إنها عبارة عن مجسم من خشب الأرز محفور عليه اسم الرئيس الفرنسي.
ورافق ماكرون في زيارته إلى منزل فيروز السفير الفرنسي في لبنان، برونو فوشيه، حيث وصلا إلى باحة المنزل ليتفاجآ بتواجد العديد من المواطنين اللبنانيين الذين تجمهروا حول المنزل، رغم محاولات الجیش اللبناني إبعادهم عن المكان.
وتعرف الفرنسيون على فيروز باكرا، حتى قبل أن تغني للمرة الأولى في باريس عام 1975. وغالبا ما كرمها الرؤساء الفرنسيون، وأحب فنها حد الشغف وزراء ثقافة ومدمنو موسيقات العالم.
وكان أول الوزراء الفرنسيين المتيمين بغناء فيروز جاك لانغ الذي بدأ حياته بتأليف فرقة مسرحية، جاءت إلى لبنان نهاية الخمسينيات، من مارسيليا عن طريق البحر، لتوفير ثمن تذاكر الطائرة، وشاركت الفرقة في مهرجان راشانا الذي كان ينظمه الفنان التشكيلي ميشال بصبوص، بمسرحية لإسخيليوس، وكان يلعب فيها لانغ دورا تمثيليا.
وجاك لانغ الذي سيصبح من بين أشهر وزراء الثقافة في فرنسا كان في ذلك الوقت في الـ20 من عمره، وتشاء الصدف أن يأتي إلى مهرجان راشانا لحضور المسرحيات، في البترون الشمالية، ويلتقي عاصي وفيروز، ويسعد الشاب الفرنسي بلقائهما، وكان سمع عنهما، ثم يذهب إلى بعلبك، لحضور حفلهما الذي أشعره كما يقول “وكأنه في الجنة”، ويصف لانغ فيروز بأنها ذات “صوت ذهبي، وصاحبة سحر يحلق بنا، بفضل المعجزة الربانية التي تجسدها”.
وفي عام 1988، كان جاك لانغ قد أصبح وزيرا للثقافة، وأحد أقرب المقربين للرئيس فرنسوا ميتران الذي سيمنح فيروز وسام الآداب الفرنسي، ويسلمها إياه لانغ في حفل مهيب بالقصر الملكي الباريسي، معربا عن سعادته الغامرة وتشرفه بهذا التكريم.
وتعود الإطلالة الأولى لفيروز في فرنسا إلى اللقاء التلفزيوني الذي دعتها إليه المغنية الفرنسية ميراي ماتيو عام 1975 في برنامج كانت تقدمه، أما أول وقوف لها على مسرح فرنسي فكان عام 1979 في الأولمبياد، بعد 4 سنوات على اندلاع الحرب الأهلية.