ألف موسيقى تصويرية لـ25 فيلما ومسلسلا من بينها “عازف الليل”
بيت الفن
ودع لبنان اليوم الاثنين 04 يناير 2021، أحد أهم الموسيقيين في تاريخه الحديث برحيل الموسيقار إلياس الرحباني عن عمر ناهز الـ83 عاما بعد إصابته بكوفيد – 19 منذ حوالي أسبوع.
والفنان الراحل (مولود عام 1938) هو الشقيق الأصغر للأخوين الراحلين عاصي ومنصور الرحباني اللذين شكلا تيارا فنيا مستقلا لقب بالمدرسة الرحبانية والتي ساهمت في تطوير الأغنية اللبنانية والعربية وتركت بصمتها في عالم الفن.
وعندما كان إلياس في سن الخامسة توفي حنا الرحباني والد العائلة الرحبانية فعاش الابن الأصغر في كنف الأخوين عاصي ومنصور اللذين أشرفا على تربيته ونشأته الموسيقية.
ولم يحلّق إلياس ضمن سرب الأخوين اللذين أسسا الأغنية اللبنانية الحديثة والمسرح الغنائي، إذ لم يرد أن ينال شهرة سهلة بل سعى إلى أن يرسم لنفسه شخصية فنية مستقلة، تختلف عن أخويه وتكون لها بصمة فنية مميزة تمزج بين اللحن الشرقي والغربي.
وقدم على مدى أكثر من ستين عاما ألحانا لأغان رومانسية وشعبية وساخرة وصولا إلى عالم الإعلانات الشهيرة، وإلى جانب أغانيه الشهيرة لفناني العصر الذهبي مثل فيروز وصباح ووديع الصافي، بحث إلياس عن التجديد فلحن لنجوم شباب كالفنانة هيفاء وهبي، كما اشتهر بتأليف الأغاني والموسيقى الأجنبية.
ويعتبر إلياس الرحباني من أشهر الموسيقيين في العالم العربي، كما عرف بأنه ملحن وموزع موسيقي وكاتب أغاني وقائد أوركسترا، إذ لحن أكثر من 2500 أغنية ومعزوفة، 2000 منها عربية.
وألف موسيقى تصويرية لـ25 فيلما منها أفلام مصرية، وأيضا لمسلسلات وأفلام سينمائية، ومعزوفات كلاسيكية على البيانو، ومن أشهرها موسيقى فيلم “دمي ودموعي وابتسامتي” وفيلم “حبيبتي” وفيلم “أجمل أيام حياتي” ومسلسل “عازف الليل”.
وكانت أول ألحان إلياس الرحباني “موزاييك الشرق” عام 1972، و”يللي مش عارف اسمك” لسمير حنا، و”أوضة منسية” لفيروز، و”شفتو بالقناطر” لصباح، و”قتلوني عيونا السود” و”يا قمر الدار” لوديع الصافي، و”لا تهزي كبوش التوتي” لملحم بركات، و”عم بحلمك يا حلم يا لبنان” لماجدة الرومي.
ومن أجمل الأغاني التي ألفها “حنا السكران”، التي غنتها فيروز وبعدها ملحم بركات ومجموعة “فور كاتس”، وأغنيتا “طير الوروار” و”كان عنا طاحون” لفيروز، أغنية الديو “يا بومرعي” لوديع الصافي وجورجيت صايغ، و”10 – 11 – 12″ لملحم بركات.
وفي عام 2001 قدّم نشيد الفرانكفونية كتحية لـ52 بلدا مشاركا في القمة الفرانكفونية التي عقدت في لبنان، كما أسس الموجة العالمية للموسيقى والأغاني الفرنسية والإنجليزية بأصوات فنانين لبنانيين، بإنتاجه 13 حلقة من برنامجه ” صياد الحلوين” في إذاعة “بي.بي.سي” القسم العربي.
وشارك أيضا في برامج اكتشاف المواهب الموسيقية حيث كان من أعضاء شرف الموسمين العاشر والحادي عشر من برنامج ستار أكاديمي (للتعليق على الأداء)؛ وقد كان سابقا من أعضاء لجنة تحكيم برنامج سوبر ستار.
وحصل الرحباني خلال مسيرته الفنية على جوائز كثيرة من بينها جائزة مسابقة شبابية في الموسيقى الكلاسيكية في العام 1964، وجائزة عن مقطوعة “الحرب قد انتهت” في مهرجان أثينا عام 1970، وشهادة السينما في المهرجان الدولي للفيلم الإعلاني بالبندقية عام 1977، والجائزة الثانية في مهرجان لندن الدولي للإعلان عام 1995، والجائزة الأولى في روستوك بألمانيا عن أغنية “موري”، وجوائز أخرى في البرازيل واليونان وبلغاريا. وعام 2000 كرّمته جامعتا بارينغتون في واشنطن وأستورياس في إسبانيا بنيل الدكتوراه الفخرية.
ونعى عدد كبير من الفنانين والنقاد إلياس الرحباني معبرين عن أسفهم لرحيل ثالث عمالقة الفن الرحباني وخسارتهم لذاكرة فنية عاصرت أزمات البلاد لتحوّلها إلى أعمال موسيقية وفنية تبعث المحبة في نفوس أجيال متعاقبة.
وكتب الناقد الفني جمال فياض عبر حسابه على تويتر “رحل إلياس الرحباني… رحلت الضحكة العبقرية والموسيقى الخالدة على مرّ الزمن… رحل الصديق الحبيب الذي ما تنفس إلا حبا وجمالا وطيبة وأنغاما… رحل جزء جميل من مجد لبنان”.
كما كتب الإعلامي اللبناني المخضرم ريكاردو كرم على تويتر “إلياس الرحباني يقول وداعا… وبيبقى حنا السكران ملهي وعلى الحيطان عم بيصور بنت الجيران”، في إشارة إلى أحد أشهر أعماله لفيروز وهي أغنية “حنا السكران”.
وكتب عنه الصحافي اللبناني جوزيف أبوجابر على فيسبوك “دمي دموعي وابتسامتي وأجمل أيام حياتي.. مع هالفيلمين خليتني فعلا إتأكد إنو موسيقى الفيلم هي بأهمية القصة والأبطال والإخراج”.
وتابع “مئات الأغنيات اللبنانية والفرنسية والإنجليزية، وفنانين كتار صاروا نجومْ بأعمالك. ويوم اللي تسكروا الإذاعات بسبب قانون الإعلام بالتسعينات وتشردنا، كنت أكتر فنان تضامن معنا، وقدمتلنا نشيد حرية الإعلام. بتبقى بالقلب وبالبال والأصالة رح تضل تحكي عنك.. موسيقار لبنان إلياس الرحباني”.