بيت الفن
أعلنت الهيئة التنفيذية لبيت الشعر في المغرب عن استنكارها التطبيع الإماراتي مع الكيان الصهيوني، داعية، عبر بيان أصدرته بالمناسبة، كافة المثقفين والكتاب والشعراء المغاربة والعرب إلى المزيد من التضامن والالتحام مع القضية الفلسطينية وأفقها النضالي والشعري والإنساني، وكذا الانخراط في كل المبادرات التي تجعل من فلسطين، ومن السردية الفلسطينية أساسا، خطا أحمر لا ينبغي تخطيه أو الإساءة إليه بأي شكل من الأشكال.
ومما ورد في البيان الصادر اليوم الأحد 16 غشت 2020 أن “بيت الشعر في المغرب تلقى ببالغ الألم وباستنكار شديد، خبر اتفاق التطبيع بين دولة الإمارات العربية والكيان الصهيوني، الذي أطلق عليه، على نحو مستفز، اتفاق السلام”.
وانطلاقا “من اقتناعه الراسخ بعدالة القضية الفلسطينية وبحقوق الشعب الفلسطيني في استعادة أراضيه المحتلة وعودة لاجئيه ومنفييه، وبناء دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف” اعتبر إن بيت الشعر في المغرب، “الاتفاق المذكور خيانة ليس لقضية العرب الأولى فحسب، بما هي واحدة من أنبل قضايا العصر، بل لعدالة كافة القضايا الإنسانية، التي لطالما انبرى الشعر للانتصار لها والدفاع عنها من أجل عيش حر وكريم تتحقق فيه كرامة الإنسان وحقه في الحياة والحلم والجمال”.
كما اعتبر أن الاتفاق المذكور الموقع بحبر الاستسلام للإرادة الرسمية الأمريكية، علاوة على أنه لن يحقق السلام كما يتوهم دعاته، جاء ليعمق الجرح الفلسطيني ويكرس سياسة الاستسلام ومباركة النزوع الاستيطاني الذي ينهجه الكيان الصهيوني، كما أنه جاء في زمن تحتاج فيه القضية الفلسطينية لا إلى نكء جراحها، بل إلى تقوية الدعم العربي والعالمي لها بعد أن أصيب، في العقدين الأخيرين، بالتراخي وبنوع من الانتكاس واللامبالاة، وبعد أن تقوى الجشع الاستعماري الصهيوني، الذي ما انفكت أطماعه تتوسع مع كل خطوة يقبل عليها، على نحو ما أفصحت عنه المهزلة المسماة “صفقة القرن”، أو ما أعرب عنه التحدي السافر بالإعلان عن نية فرض السيادة الإسرائيلية على الجزء الغربي من غور الأردن بضم أجزاء من الضفة الغربية.
واستحضر بيت الشعر في المغرب وهو يدين قرار التطبيع الذي غامرت به دولة الإمارات العربية، دقة المرحلة والوضع النفسي المقلق الذي قد يجتازه عدد من المثقفين والكتاب والشعراء الإماراتيين الشرفاء، ويؤكد، في السياق ذاته، تضامنه اللامشروط مع شاعرات وشعراء فلسطين مستحضرا الدور الكبير الذي نهضت به الشعرية الفلسطينية في توطين القضية في الوجدان العربي والإنساني وفي التصدي لكل خنوع واستسلام وتطبيع.
وتوجه البيت إلى كافة المثقفين والكتاب والشعراء المغاربة والعرب داعيا إياهم إلى المزيد من التضامن والالتحام مع القضية الفلسطينية وأفقها النضالي والشعري والإنساني، وكذا الانخراط في كل المبادرات التي تجعل من فلسطين، ومن السردية الفلسطينية أساسا، خطا أحمر لا ينبغي تخطيه أو الإساءة إليه بأي شكل من الأشكال. كما يناشد، من جهة أخرى، كافة القوى الحية والضمائر الإنسانية في العالم، وكذا عموم الهيآت الثقافية والأكاديمية إلى المزيد من الدعم لفلسطين وتعزيز حركة مقاطعة الكيان الصهيوني لرفع الظلم عن الشعب الفلسطيني، وذلك في أفق تحقيق الدولة الفلسطينية بالسيادة الكاملة فوق أراضيها المحتلة.