محمد بنعزيز
“ياقوت وعنبر” مسلسل مغربي بنفس طويل، على صعيد السرد فقد ترك كتاب السيناريو ما يكفي من الخيوط تمتد لجمعها في الحلقتين الأخيرتين… معاقبة الأشرار وإسعاد الطيبين حتى لو أخطؤوا بنية حسنة.
كان بالإمكان ذكر أن المسلسل مقتبس من قصة عبد السلام البقالي منذ البداية في الجنريك لمنع كل تعليق سلبي.
بغض النظر عن هذا فقصة قصيرة لا تصبح مسلسلا من ثلاثين حلقة بدون جهد كبير وبحث دام وقتا طويلا…
أداء عزيز الحطاب ونورة الصقلي مؤثر. ظهر عزيز الحطاب في أكثر من عمل وهو يتلون تبعا للدور.
أداء فاطمة الزهراء قنبوع مذهل، مرونة في الانتقال بين مختلف المشاعر. وجه حيوي لا يتجمد كقناع…
مهدي فولان ممثل واعد وسيحقق إنجازا حين يحصل على مساحة أكبر مكتوبة جيدا…
ربيع الصقلي وسيم لكن يحتاج تمرينا طويلا لليلعب بملامحه… عندما يبكي يبدو كأنه يضحك أو أن المشاهد الشاب يشعر بشيء ما ينقص…
ماكياج هدى صدقي ونورة الصقلي مناسب دائما، يبدو أن ذلك من تدخل الممثلتين في ذلك… أما ماكياج باقي الممثلات فعجيب مثل ساندية تاج الدين.
على صعيد الأداء فقد كانت البطولة لشخصيات أصغر سنا عاملا مهما أثار اهتمام الجمهور الشاب… وقد تحدثت إلى متفرجين أصغر سنا حريصون على متابعة كل الحلقات وهذه نتيجة جيدة بغض النظر عن ذوقي شخصيا.
في الحلقة الأخير كانت المصائر مقنعة والنهاية تخدم الفكرة المركزية، فالنساء يتعرضن لعنف نفسي بالتهديد باستبدالهن لأنهن لا ينجبن الذكور ولأنهن تابعات اقتصاديا ويتعرضن لعنف بدني يقتلن فعليا أو رمزيا.
“العنف جرح كبير في الجسد الاجتماعي” وحسب ميشيل فوكو “العنف يستهدف إنتاج أجساد خانعة”. لكن النتيجة سيئة.
وكل من يعنف النساء ينتهي مقعدا سواء فعليا أو رمزيا لأن من يمارس العنف يتضرر بنفس الطريقة التي تتضرر بها ضحيته.
على صعيد الإخراج يؤدي التصوير الداخلي للحوارات إلى جعل المسلسل أشبه بسيتكوم. أين المجتمع الذي يبرر العنف الرمزي والمادي ضد النساء؟