أدباء

يوميات العزلة في زمن “كورونا” بأعين الأدباء

بيت الفن

فرضت الإجراءات التي اتخذت الدول للحد من انتشار فيروس كورونا الجديد حظرا على الجميع، وأبقت غالبية الناس في منازلهم، على أمل التخلص من هذا الكابوس.

ثلة من الأدباء المغاربة والعرب تحدثوا عن يومياتهم في ظل هذه العزلة، وعما يفعلونه خلال الحجر الصحي.

سلمى مختار أمانة الله: فرصة لأتخلص من روايتي المقبلة

قالت الروائية المغربية سلمى مختار أمانة الله “عمر اسم بطل روايتي المقبلة، إذا بقي في العمر عمر طبعا، قلت لنفسي ليس أحسن من هذا الظرف لأتخلص من فصلها الأخير. ذهبت لعمر أجر حماسا لم يساير رغبتي. بقي خلفي ينعتني بالجنون مخرجا لسانه أكاد أسمعه يوشوش العالم مقلوب وهذه الحمقاء تفكر في روايتها امقبلة! لم أعره اهتماما وواصلت مرغمتا إياه على الزحف خلفي. لكن المفاجأة التي أذهلتني ولم أتوقعها بتاتا هي أن أجد عمر نفسه منعزلا مذعنا بدوره لقرار الحجر حتى دون أن يرجع إلي. طرقت الباب بقوة لكنه رفض أن يفتح لي رغم إلحاحي وإصراري عليه . تذكرت بعد أن كاد اليأس أن يعيدني أدراجي أني أملك مفتاح الباب. فتحت بقوة لأجده مذعورا ملثما بكمامة خضراء يمد ذراعه من بعيد يأمرني أن أنزع حذائي بالعتبة وأترك مسافة الأمان بيننا. جن جنوني قلت له أيها المعتوه أتخشى العدوى ممن تملك بجرة قلم أن تقتلعك من وجودك. أنت ابن خيالي وكما أوجدتك من بياض أنا أملك أن أعيدك إلى رحم العدم. ضحك طويلا في تحدي سافر، قال بغطرسة: افعليها إن استطعت”.

عبدالرحيم الخصار: خصصت هذه الفترة للعودة إلى أفلام تاركوفسكي وبيرغمان

أما الشاعر المغربي عبدالرحيم الخصار فقال “لدي عمل تطوعي مستمر، وبصفتي أستاذا أصور عددا من الدروس للتلاميذ في إطار الدراسة عن بعد، وبالتالي لا أعيش عزلة حقيقية”.

وأضاف “بعد تصوير الدروس أعود إلى بيتي وأخرج إلى الحقول القريبة مني، وباقي الوقت أقضيه في القراءة والكتابة وخصصت هذه الفترة للعودة إلى أفلام تاركوفسكي وبيرغمان، بعضها شاهدته من قبل وبعضها أشاهده لأول مرة”.

نزار كربوط: أمام هذه الجائحة ندرك كم هي عظيمة الحياة

أشار الروائي المغربي نزار كربوط إلى أنه يشاهد العالم بعين القلب لا بقلب العين، فالإنسانية الآن أمام مشهد واقعي في الظاهر، سينمائي في خلفيته الوجودية.

وأضاف “أمام هذه الجائحة ندرك كم هي عظيمة الحياة، فرح الأطفال الذين يلعبون في ساحات المدارس، صوت الشاعر عندما يقرأ على أصدقائه ما كتبه في ليلة أرق، إيقاع الخطوات في الشوارع والمقاهي والساحات، صيحات المشجعين في ملاعب الكرة، صراخ بائع النعناع في الأزقة، كم هي عظيمة ضحكات فتاة في الثامنة وهي تلاعب ظلها.. وغيرها”.

عائشة المحمود: نغالب ثقل الزمن بالقراءة ونتداوى بالكتابة

تساءلت القاصة الكويتية عائشة المحمود “هل أكون متشائمة أو سوداوية عندما أقر أن هذه العزلة التي يعيشها العالم اليوم بكل جبروتها جاءت في وقتها؟ وربما أكون قد تمنيتها فيما مضى”.

وأضافت “نحن كبشر بحاجة لالتقاط أنفاسنا قليلا، لندرك حجمنا الطبيعي في هذا الكون، وربما هو رد فعل الأرض على أفعال الإنسان تجاهها.. علينا أن نغالب ثقل الزمن بالقراءة، وأن نتداوى بالكتابة، وأن ندون كل ما نعايشه بكل غرابته وبؤسه”. لقد كنا بحاجة إلى هذه الوقفة وهي فرصة لتغذية أرواحنا.

عن بيت الفن

شاهد أيضاً

تأهل 9 كتاب مغاربة لقوائم جائزة الشيخ زايد للكتاب الطويلة

كشفت جائزة الشيخ زايد للكتاب في مركز أبوظبي للغة العربية التابع لدائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي، عن القوائم الطويلة...

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *