لطيفة السرغيني

لطيفة السرغيني تقتفي أثر الجيلالي الغرباوي..

سيرة ذاتية لفنان أسس للتجريد وصنع الحداثة المغربية

بيت الفن

أصدرت الكاتبة المغربية لطيفة السرغيني، أخيرا، مؤلفا جديدا يحمل عنوان “الجبلالي الغرباوي: رسالة المنفى”، وهو سيرة ذاتية حول مسار الفنان التشكيلي المغربي الذي غادر الحياة وحيدا في باريس.

تقول السرغيني إن “ما نسب للغرباوي ليس عيبا. في عمر الـ41 ترك أعمالا غزيرة وقوية تجعله، مع أحمد الشرقاوي وأحمد اليعقوبي شخصية رمزية للفن التجريدي في المغرب. وتضيف الكاتبة كانت وفاته المبكرة في باريس في عز الوحدة والبؤس، على مقعد عمومي في الشان دو مارس سنة 1971، وهو لم يتجاوز الواحد والأربعين عاما، قبيل افتتاح معرض تشكيلي كان يعد له في المدينة نفسها، تعلن عن جروحه الداخلية التي حملها معه من صباه.

إذ لم يكن هذا الرسام الشاعر الذي تسلق مدارج المجد بعد وفاته يعرف ذلك، وهو الشخصية الرمزية التي أسست للتجريد وصنعت الحداثة المغربية.

بعد 50 سنة من غيابه، تحمل الكاتبة لطيفة السرغيني نظرة ورؤية جديدة حول الفنان التشكيلي وأعماله. من خلال مجموعة من الشهادات والتفاصيل الدقيقة والوثائق، إلى جانب الأخبار المنبثة هنا وهناك، جمعتها الكاتبة، واستطاعت ان تقدم منتوجا فنيا وأدبيا معا يرصد تجاربه ومسار حياته تقول سرغيني “كان الرسم شغفه الوحيد. لم تحظ أعماله باهتمام الجمهور في الخمسينيات، الذي اعتاد على اللوحة الفوتوغرافية. ومن هذا المنطلق أدين الغرباوي لتفرده”.

ويتمتع الغرباوي اليوم بمجد يبرر ظاهرة الغرباوي”، وبالنسبة للكاتبة، فإن الغرباوي غادرنا في صمت وركب المنفى وترك وراءه اضطرابا في المعنى والمبنى.

في هذا المنجز الفني والأدبي معا، الذي يتوزع على 236 صفحة، أكدت السرغيني أن الجيلالي الغرباوي، حامل لرسائل المنفى، أو بعبارة أدق ساعي بريد المنفى، وما يلفت النظر في تجربة الكاتبة الفرنكوفونية أن لها مؤلفين في السيرة الذاتية، ويتعلق الأمر بـ”الحياة قبل التفكير” على خطى الفنان التشكيلي احمد اليعقوبي، الصادر في 2015، و”محمد حمري، رسام وبهلوان” الصادر في 2017، ويعد هذان الإصداران أساسيان لمعرفة تاريخ الفن التشكيلي المغربي، ويعدان أيضا عملا في الذاكرة، إذ يميطان اللثام عن شخصيتين منسيتين من أعمدة الحداثة المغربية.

“تأليف من مداد جمال مؤلم” هو رواية السرغيني التي تعيدنا فيها إلى عالم الفنان العاطفي المعذب، تعطينا صورة جذابة وجاذبة عن قلمها الخفي والمرهف، تماما كهدوئه فهو قلم جريء أيضا. عمل السرغيني حول الجيلالي الغرباوي حمال أوجه، فهو سيرة ذاتية، وكتاب فني، وكتاب في التاريخ، أو عمل في الذاكرة. عمل تخللته نظرات فن النقد من قبيل الناقد غاستون ديهل، أو بيير رستاني. وفي تصورنا فالكتاب سيعزز ثقافة التشكيل في المغرب، حيث يعد مرجعا أساسيا لهؤلاء المتحمسين لتاريخ الفن بشكل عام والمعجبين به. مؤلف ثري عن فنان وسم الفن التجريدي الحداثي في مغرب الخمسينيات..

عن بيت الفن

شاهد أيضاً

“الجذور السامقات”.. معرض يستعيد مسيرة الجيلالي الغرباوي

يحتضن متحف محمد السادس للفن الحديث والمعاصر، معرضا تكريميا للفنان المغربي الجيلالي الغرباوي...