الحبيب ناصري

الحبيب ناصري: مهرجان خريبكة للفيلم الوثائقي يسير نحو تحقيق أهدافه

نطمح إلى ترسيخ المهرجان وضمان استمراريته

أسدل الستار ليلة السبت 21 دجنبر 2019، على فعاليات الدورة 11 للمهرجان الدولي للفيلم الوثائقي، بتتويج فيلم in search لمخرجته الألمانية من أصل كيني بيريل ماكوكو بالجائزة الكبرى، التي حملت هذه السنة اسم الناقد المغربي سعيد يقطين.

وعادت جائزة لجنة تحكيم، هذه المسابقة التي ترأستها المخرجة التونسية هاجر بن نصر، إلى فيلم “إسلام طفولتي” لناديا الزواوي من كندا، فيما آلت جائزة الإخراج لفيلم “الرجل الذي صار متحفا” لمروان الطرابلسي من تونس.

أما مسابقة لجنة النقد والهواة، فمنحت جائزتها للفيلم التونسي”الرجل الذي أصبح متحفا” للتونسي مروان الطرابلسي، فيما عادت جائزة أحسن مخرج هاو لسلوى الحمامي عن فيلمها” ابا حسن”. كما تم التنويه بفيلمي”بنت الريح” للطيفة أحرار، و”عائلتي بين أرضين” للمخرجة نادجا حاريك من الجزائر.

وعلى مستوى جائزة أحسن وثائقي، التي تمنحها لجنة الغرفة المغربية لصناع الفيلم الوثائقي، فعادت لفيلم “الرجل الذي أصبح متحفا” لمروان الطرابلسي، أما جائزة أحسن مشروع وثائقي، فكانت من نصيب سلوى الحمامي عن فيلمها “منجم الذاكرة”، كما تم التنويه بفيلم Ganda le dernier griot، لأوصمان دياكانا من مورتانيا.

وشهدت هذه الدورة، التي نظمت بدعم من المجمع الشريف للفوسفاط بخريبكة والمركز السينمائي المغربي وجهة بني ملال خنيفرة وبالتعاون مع جماعة خريبكة، والخزانة الوسائطية التابعة ”أو سي بي”، تنظيم مناقشات وورشات وتكريمات، وتوقيع إصدارات ولقاءات مفتوحة مع العديد من المهنيين، فضلا عن ندوة تمحورت حول التاريخ في رحاب السينما الوثائقية.

ولتسليط الضوء أكثر على هذا المهرجان كان لنا اللقاء التالي مع مديره الباحث الحبيب ناصري، الذي أكد أن المهرجان  حقق أغلب أهدافه، وأن كل ما يطمح إليه هو ترسيخ هذه التظاهرة وضمان استمراريتها.

حاورته : فاطمة الزهراء الأمراني

ما جديد مهرجان هذه الدورة؟

جديد الدورة تجلى في كتاب علمي محكم، تحت عنوان “التـاريخ في رحاب الفيلم الوثائقي”، وهو مؤلف جماعي شاركت فيه أسماء علمية من داخل وخارج المغرب.

والغاية من هذا المؤلف هو محاولة ربط الفيلم الوثائقي والمهرجان ككل بسؤال البحث العلمي، خاصة أن الذي يتبقى بعد مشاهدة الأفلام هو الكتب التي تشكل مرجعا و مصدرا أساسيا بالنسبة للباحثين في السينما الوثائقية.

إذن فهذا المؤلف الجديد ينضاف إلى مؤلفين سابقين، الأول يحمل عنوان “الفيلم الوثائقي وحقوق الإنسان تجليات”، والكتاب الثانــي بعـنوان” المدينة والفنون في السينما”.

في نظركم، ما الذي يميز المهرجان الدولي للفيلم الوثائقي بخريبكة عن باقي المهرجانات الوطنية؟

ما يميز المهرجان الدولي للفيلم الوثائقي بخريبكة هو تخصصه في الوثائقي ومحاولة النبش في ذاكرة الإنسان من خلال الفيلم الوثائقي، ومشاركة مجموعة من الدول من أوروبا أو إفريقيا أو أمريكا أو من آسيا، وأعتقد أن هذه الخصوصية تتجلى في البعد الوثائقي والبعد الدولي وهذه تيمة أساسية لأنها تشكل فرصة للمشاركين المغاربة لتبادل التجارب مع الأسماء الأجنبية، وفرصة أيضاء لتقاسم الأفكار والآراء المتعددة، والرؤى الإخراجية الخاصة بالفيلم الوثائقي.

ما هي الدول المشاركة في المسابقة الرسمية في هذه الدورة؟ وماذا عن الفقرة الخاصة بمسابقة الهواة؟

 شاركت هذه السنة دول متعددة، نذكر: ألمانيا، كينيا، كندا، موريتانيا، فرنسا، المغرب وتونس، إذن دول عديدة شاركت في هذه المسابقة الرسمية.

على مستوى مسابقة الهواة، فهناك فقرة خاصة بالهواة تم انتقاء ثالثة أفلام لثالث مخرجين هواة سيتنافسون طبعا على جائزة أحسن فيلم هاوي.

ماذا عن المكرمين هذه السنة؟

تكريمات هذه السنة متعددة، حيث تم تكريم طاقم برنامج صدى الإبداع، الذي تبثه القناة الأولى، اعترافا منن المهرجان بالخدمات التي يقدمها للسينما ولكل للفنون (الشعر والمسرح والتشكيل…).

وتم تكريم المخرجة هاجر بناصر وهي مخرجة أفلام وثائقية تونسية، ومن جملة ما أخرجته وأنتجته فيلم حول أبي القاسم الشابي. كما كرمت الدورة الجديدة الشاعر المغربي الحاج إسماعيل زويرق من مراكش.

كيف توفقون بين مسؤوليتكم كأستاذ باحث و بين إدارة المهرجان؟

أوال، أنا باحث في مجال النقد والفنون، وبالتالي أحاول ما أمكن أن أربط بين هذه المسؤولية، و بين ما أقوم به على مستوى البحث العلمي، وتقديم كتاب علمي محكم بالمهرجان هو نتيجة منطقية لطبيعة العلاقة التي تربط بين البحث في مجال الصورة و بين تدبير المهرجان الدولي للفيلم الوثائقي، و هو مهرجان ندبره بشكل جماعي، وقد تم تجديد المكتب المسير لهذا المهرجان و تم تشبيبه في أفق خلق نوع من الحركية والتقاسم بيننا كمؤسسين أوائل لهذا المهرجان وبين الشباب الذين نعول عليهم لتسلم المشعل ولاستمرارية إنشاء الله.

بوصول المهرجان لدورته الحادية عشر، هل حققتم ما كنتم تطمحون إليه منذ التأسيس إلى اليوم؟

طبعا المهرجان الدولي للفيلم الوثائقي حقق جزءا أساسيا مما كنا يسعى إليه، وهو التعريف بالفيلم الوثائقي، ومحاولة جعله مكونا أساسيا من التنشيط السينمائي داخل المغرب، وأيضا ممارسة ما يمكن أن أسميه بـ”دبلوماسية السينما الوثائقية ” من أجل التعريف بالمغرب وقضاياه.

وحينما أسسنا جمعية المهرجان الدولي للفيلم الوثائقي سنة 2001، لم يكن هناك أي مهرجان مختص بالفيلم الوثائقي، وأعتقد أن التجربة الأولى للمهرجان الدولي للفيلم الوثائقي بمدينة خريبكة في تقدم والدليل أنه اليوم في رصيده ثلاثة مؤلفات تتعلق بالوثائقي، وأيضا في رصيده مجموعة من الورشات استفاد منها العديد من الشباب منهم من يبدع الآن في المجال الوثائقي، كما أعطينا فرصة لهذه الفئة من الهواة من أجل أن تثبت ذاتها على مستوى الفيلم الوثائقي، بعدما كان معظم السينمائيين يشتغلون قبل تأسيس المهرجان مجال السينما الروائية. زارتنا أسماء كبيرة من صناع الفيلم الوثائقي من دول عديدة، وكرمنا أسماء كثيرة من داخل و خارجه، و كل هذا يؤكد أن أغلب أهداف المهرجان قد تحققت، ورغم ذلك فطموحنا كبير في تطوير هذا المهرجان ومأسسته، سواء على مستوى الدعم المالي أو على مستوى طبيعة الخدمات المقدمة وهو يتوفر الآن على مقر ثابت ولجنة منظمة مدربة.

وأكثر ما نطمح إليه اليوم هو ترسيخ هذا المهرجان وجعله موعدا قارا إنشاء الله وضمان استمراريته.

عن بيت الفن

شاهد أيضاً

لو كان يطيحو لحيوط

حينما تصيبك شظايا جماليات الصورة قبل أن تطيح الحيوط

لو كان يطيحو لحيوط سمفونية بصرية ستكسب صفة الديمومة الفنية الحبيب ناصري* منذ مشاهدتي لأعماله …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *