يتميز المهرجان الدولي لفيلم المرأة بسلا بتنظيم ورشات وندوات تكوينية لفائدة الطلبة والمهتمين بالسينما من كافة الأعمار والمستويات الدراسية، يؤطرها مخرجون ومنتجون ونقاد سينمائيون على حد سواء.
في الدورة الـ13 من المهرجان الرائد على المستوى العربي والإفريقي، أشرف الفنان محمد الشوبي إحدى هذه الورشات أطلق عليها اسم ورشة “مخرج / مشهد” يقرب الشباب، من خلال استضافته لمخرجين وممثلين ومنتجين من الصعوبات الجسيمة التي يعاني منها المشتغلون في هذا القطاع.
حاورته من سلا: فاطمة الزهراء الأمراني*
تحدث لنا عن الورشات التي تشرف عليها طيلة أيام المهرجان؟
كلفت بإحداث ورشة موجهة للشباب العاشق للسينما منذ خمس سنوات، وقد أطلقت عليها اسم “ورشة مخرج / مشهد“، لمحاولة تقريب الشباب من الصعوبات التي يعانيها المخرج في تصوير مشهد من الفكرة إلى بلاطو التصوير، وكم أعيد التصوير من مرة حتى نحصل على المشهد المناسب والأكثر إقناعا، وأركز على المشاكل التي يواجهها المخرج في الإنتاج، حيث إن مشهد واحد قد يعاد مرات ومرات وفي الأخير عندما نصل لمرحلة المونتاج يحذف وقد كلف مالا كثيرا وضياع وقت ليس بالهين.
إننا نحاول تقريب الشباب من كل هاته الصعوبات التي يعاني منها كل طاقم العمل حتى ينتج فيلما في المستوى، لهذا فالسينما ليست فنا سهلا فهو فن مرتبط بالثقافة والإبداع، خاصة الصناعة الفنية لأنه إذا افتقدت هذه الأخيرة لمقومات الصناعة لايمكن بأي حال من الأحوال أن نوصل الفكرة التي أردنا أن يلمسها المشاهد.
ما المقصود من سينما المرأة..هل المرأة التي تصنع السينما (منتجة، مخرجة، سيناريست،…) أم الأفلام التي تتناول قضايا؟
إن إدارة المهرجان الدولي لفيلم المرأة بسلا عندما قررت تخصيص المهرجان لتيمة المرأة فهي قصدت بذلك الأفلام التي تصنعها نساء بالدرجة الأولى سواء كن مخرجات، سيناريست، منتجات، ….الخ.
وكذلك قررت تخصيص ندوات عن النساء عامة، بالإضافة إلى تكريم النساء، سواء ممثلات أو كاتبات أو فنانات تشكيليات، وهذه مسألة إيجابية قامت بها إدارة المهرجان لتكريم المرأة بشكل من الأشكال، لكن يمكن أن يحدث استثناء، قد لا نجد مثلا فيلما أنتجته أو أخرجته أو كتبته امرأة وهنا نستعين بمخرجين (رجال) كانت تيمتهم الأساسية في الفيلم تخص المرأة، فمثلا هذه السنة شارك المخرج المغربي محمد اليونسي في المسابقة الرسمية للمهرجان بفيلم “دقات القدر” الذي رغم أنه يحكي جانبا من التاريخ عن القصف بالغازات السامة في حقبة تاريخية معينة، ولكن التيمة الحقيقية والأساسية التي بنى عليها المخرج فكرة الفيلم وهي صراع المرأة في المجتمعات المحافظة عند المسلمين والمسيحيين على حد سواء، ونوع المعاناة عند كليهما كصراع المرأة مع المرأة، وصراع المرأة مع التسلط الذكوري، فقد حاول أن يحيط بجوانب هذه الإشكالات التي يعيشها هذا الكائن الرقيق.
وأختم بأن الأفلام المشاركة في المهرجان لم تعد تقتصر فقط على النساء اللاتي يصنعن الأفلام، بل توسعت إلى أفلام من إخراج رجال، لكن تيمتها الأساسية تخص المرأة وتقارب همومها والمشاكل التي تتخبط بها في حياتها اليومية.
*باحثة مغربية في السيميائيات البصرية ومناهج تحليل الخطاب
بريد إلكتروني: fzelamrani0502@gmail.com
رقم الهاتف:0661772367