من بينهم كريمة الصقلي ومحمد بوهال ومحمد حقي
بيت الفن
كرمت مدينة زاكورة، مساء أمس الخميس ثلة من المبدعين المغاربة في مجال الحكي والفنون الشعبية، ضمن فعاليات الدورة السابعة من المهرجان الدولي للحكاية والفنون الشعبية المنظم إلى غاية 13 أكتوبر الجاري.
وتأتي هذه المبادرة، التي تميزت باستحضار العطاء الذي قدمه فنانون في الحكي والفنون الشعبية في زاكورة أو في مدن أخرى، في إطار تذكير الأجيال الحالية بتجربة نخبة من الحكواتيين المشهورين والمبدعين في الفنون الشعبية الذين بصموا على أداء متميز في مسارهم الفني.
وحظي بالتكريم الفنان محمد بوهال، الذي يبلغ من العمر أكثر من 100 عام، ويشهد له بالعطاء الكبير طيلة عشرات السنين في مجال الحكاية الشعبية، حيث أشرف على تكوين أجيال من الفنانين الذين لهم حضورهم المحلي والوطني.
ويعتبر الفنان محمد بوهلال من قيدومي الفن الشعبي بالمنطقة، إذ أكدت العديد من الشهادات جزيل عمله في الحفاظ على هذا الفن وتطويره.
كما تم تكريم الفنان الحاج محمد حقي (البالغ من العمر 80 عاما) الذي ساهم بدوره في انتشار الفنون الشعبية بزاكورة ومناطق أخرى من المغرب، خاصة بعد تأسيسه لجمعية الحضرة.
وتمت الاحتفاء بالفنانة المغربية كريمة الصقلي باعتبارها ضيفة شرف المهرجان التي تشهد بأدائها الجميل للتراث الأندلسي والصوفي، وبمشاركاتها المتميزة في مختلف المهرجان الفنية في المغرب والخارج.
وجرى أيضا تكريم عدد من التلاميذ الموهوبين في الحكاية والفنون الشعبية الذين شاركوا في مسابقة الإبداع المنظمة ضمن فعاليات الدورة السابعة من المهرجان الدولي للحكاية والفنون الشعبية.
وفي كلمة بالمناسبة، أكد الذهبي البوزيدي، باسم مركز القصبة للثقافة والفنون بزاكورة، الذي ينظم هذا المهرجان، أن هذه الدورة تجمع بين المتعة والفائدة، مشيرا إلى أن المهرجان يشكل محطة هامة من أجل تكريس الزخم الفني الكبير في مختلف المجالات المتعلقة بالحكاية والفنون الشعبية.
وأبرز البوزيدي أن هذا الحدث الثقافي يعتبر موعدا للاعتراف بقامات وطنية وطاقات محلية، ولحظة لاستحضار التاريخ العريق لمدينة زاكورة ولتثمين الموروث الشعبي الذي تزخر به المنطقة.
من جهته، أشاد رئيس المجلس الإقليمي لزاكورة، عبد الرحيم شهيد، بتنظيم هذا المهرجان الذي يندرج ضمن المواعيد الثقافية التي تشهدها المدينة طوال السنة بهدف إيصال الفرجة الثقافية، بتعددها وتنوعها، إلى جميع السكان.
وقدم بالمناسبة عرض فني بعنوان “حكايات أجدادي” من أداء مبدعين من المغرب وفرنسا، وعرض لفرقة “سوفيستيك جيفو” البلغارية، وآخر لفرقة ستوريسي الإيطالية.
وتقام ضمن فقرات هذا الموعد الثقافي، المنظم بشراكة مع مجلس جهة درعة-تافيلالت والمجلس الإقليمي لزاكورة ووزارة الثقافة والاتصال والمكتب المغربي للسياحة، ورشات تكوينية في مجال الحكاية والفنون بعدد من المؤسسات التعليمية بالمدينة من أجل تقريب هذا الشكل الفني والفرجوي من التلاميذ والمبدعين الشباب.
وتشارك عدة دول في هذا المهرجان، من بينها بلغاريا وإيطاليا وفرنسا وكندا وبلجيكا وتونس ومصر، وذلك في إطار انفتاح هذه التظاهرة الثقافية والفنية على الخصوصية الثقافية لمختلف دول العالم.
ويتضمن برنامج المهرجان تقديم عروض فردية وجماعية للحكاية، مع تنظيم عروض للفنون الشعبية، وعروض مسرحية وفقرات احتفالية خاصة بالأطفال لتشجيعهم على الخلق والابداع، ودورات تكوينية للتعبير الجسدي وفنون القول في دور الشباب ودور الطالبات والسجن المحلي بزاكورة، وكذا كرنفال بمشاركة فرق فنية محلية ودولية، وجلسات “ليلة الحكي”، مع مشاركة العديد من الضيوف في تنشيط بعض فضاءات مدينة زاكورة.