لامورا

محمد إسماعيل يعود إلى الشاشة الفضية بـ”لامورا”

فيلم مغربي من بطولة فرح الفاسي وحسن فولان وابنه مهدي

بيت الفن

أنهى المخرج المغربي محمد إسماعيل تصوير أحداث أفلامه السينمائية المطولة  “لامورا”، بين تطوان وشفشاون والقصر الكبير لتوفر أماكن تصوير تحيل على زمن أحداث الفيلم، الذي يعيد للذاكرة قصة شباب من المنطقة أرغموا على القتال في صفوف جنود فرانكو مقابل ضمان لقمة العيش لأفراد أسرهم في ثلاثينيات القرن المنصرم.

لقد انخرط المغاربة بكثافة في صفوف الجيش الإسباني، بسبب سنوات الجفاف الأولى (1934-1935) وظروف سنوات الحرب الأولى (1937)، الأمر الذي سهل مأمورية ممثلي الاستعمار. ومن الحيل التي اعتمد عليها الاحتلال الإسباني لتجنيد المغاربة وضمان ولائهم وحماسهم، استغلال المشاعر الدينية ضد الكفر والإلحاد والشيوعية، وإغراء المجندين بالجهاد في سبيل الله إلى جانب فرانكو “المؤمن”.

من خلال الفيلم الجديد، الذي سيعرض بالمهرجانات السينمائية ابتدءا من شتنبر المقبل، يطمح المخرج  محمد أسماعيل إلى إعادة الاعتبار للذاكرة المغربية، من خلال النبش في ماضي فئة من أبناء الشمال، الذين غرر بهم من أجل أن يحاربوا إلى جانب الديكتاتور الفاشي فرانكو في حربه الدامية ضد المتمردين الحمر، غير أن مأساة هؤلاء الجنود ظلت دفينة الماضي، فمنهم من كتب له أن يعود لبلدته إما بجراح عميقة أو بعاهة مستديمة ومنهم من كتب له أن  يدفن بأرض الأندلس تحت اسم  مجهول,

كما يطمح إسماعيل الذي ارتبطت جل أعماله السينمائية بمدن الشمال بحكم ولادته بتطوان، إلى تسليط الضوء على بعض الأماكن التاريخية التي شهدت على عملية ترحيل هؤلاء الجنود إلى الضفة الأخرى، منها الثكنة العسكرية جبل درسة بتطوان، وقصر الخليفة مولاي المهدي وساحة الفدان وساحة الجلاء والمستشفى العسكري الإسباني والحي العسكري بالقصر الكبير والثكنة العسكرية بشفشاون التي تحولت اليوم إلى مؤسسة تعليمية.

وعمل محمد اسماعيل، أيضا، على إعادة اسم حسن فلان للواجهة بعد غياب طويل عن الشاشة الكبرى، ولعله أول عمل سينمائي يجمعه بابنه المهدي، الذي لعب دور البطولة إلى جانب فرح الفاسي، حيث جسدا معا قصة الشاب المغربي، الذي قدم لاشبيلية للقتال باسم الدين، ليجد نفسه رهين حب ماريا الفتاة الإسبانية التي شغفته وأنسته أوجاع الحرب، غير أن علاقتهما الغرامية أجهضت بقوة الإرادة، لكنها أثمرت فتاة إسبانية بملامح عربية جسدت دورها هاجر بولعيون في أول ظهور على الشاشة الفضية، إلى جانب وجوه جديدة  استقطبها المخرج من خشبة المسرح لتظهر لأول مرة في السينما أمثال محمد عسو، محمد بوغلاد، هشام عبو…..

كما استعان المخرج بخبرة الممثلة الإسبانية  تيرما أييربي في دور أم ماريا، التي تحمل عداءا للجنود المغاربة،  كما اعتمد المخرج على خبرة كل من صلاح ديزان وعباس كميل و فاروق ازنابط وجميلة سعد الله ونعمة بنعثمان والممثل المسرحي عبد السلام الصحراوي، بالإضافة إلى عبد الاله إرمضان وحميد البوكيلي، حيث أسندت لهم أدوار مؤثرة في أحداث الفيلم.

عن بيت الفن

شاهد أيضاً

“سدينا”..فرجة كوميدية تستعيد تجربة فنية ناجحة وتطرح سؤال المسرح والقيم

تم تقديم العرض الذي يعيد الاعتبار لمؤسسي مسرح الحي عبد الإله عاجل وحسن فولان بشباك …