بيت الفن
عبر المخرج المغربي الشاب طه بن سليمان عن غضبه الشديد من الإقصاء، الذي يتعرض له من طرف المسؤولين عن السينما بالمغرب، جراء حرمانه من الدعم المخصص للأفلام المغربية في مرحلة ما بعد الإنتاج (للمرة الثانية على التوالي).
وقال بن سليمان في تدوينة نشرها على حسابه الشخصي على موقع التواصل الاجتماعي (فايسبوك) “رغم النجاح الساحق والضجة الكبيرة التي خلفها فيلم (كمبوديا) إلا أنه تم رفض دعمه اليوم بالمركز السينمائي”، مشيرا إلى أنه “لو كان هذا أول فيلم لي لتقبلت الأمر… لكن هذه المرة الثانية التي يرفض الدعم”.
وأوضح المخرج المغربي الشاب المقيم بين اسكتلندا والمغرب “أنتجت فيلم (وريقات الحب) من مالي الخاص سنة 2016 فرفضوا دعمه…وأنتجت فيلم (كمبوديا) أيضا من مالي الخاص سنة 2018 فرفضوا دعمه أيضا”.
وجراء هذا الإقصاء المتواصل قرر المخرج ابن مدينة الخميسات عدم تكرار مغامرة الإنتاج مرة أخرى بالمغرب قائلا “بما أن بلادي لا تريدني، قررت أن أكرس مالي وطاقتي وإبداعي بالدولة التي احتضنتني ودرستني وأعطتني كل حقوقي كإنسان وكفنان. دولة اسكتلندا… دولة الحق والقانون والمساواة والعمل والمثابرة. فهناك من يقدر ويحترم و يدعم أعمالي”.
وختم تدوينته بقوله “تركت لكم هذا الميدان لتتخاطفوا على بقشيش ما ستوفر لكم الحكومة. للأسف تبقى بلادي العالم الثالث مهما كذبنا على أنفسنا”.
كما وجه شكره لكل ما ساعده في إنتاج أفلامه من فنانين و تقنيين وكل من مد له يد العون. معبرا عن اعتذاره لأنه “ربما لن أحظى بالعمل معكم مرة أخرى، فقد انتهت صلاحيتي بالمغرب”.
يشار إلى أن الفيلم الكوميدي “كمبوديا” للمخرج طه محمد بن سليمان، حقق وما زال يحقق نجاحا مهما منذ عرضه في مارس 2019، بالقاعات السينمائية المغربية، بفضل المشاركة المتميزة لثلة من أبرز نجوم الكوميديا في المغرب من بينهم رفيق بوبكر، وحسن بديدة، وزهور السليماني، وصالح بنصالح، وسناء بحاج، وخديجة عدلي، وعبد الصمد الغرفي، وسعيد ضريف.
ويقدم الفيلم على مدى ساعة و42 دقيقة العديد من المواقف الكوميدية الهادفة والمشاهد المشوقة، التي تبدأ مع اختفاء سيارة من الطراز القديم لزعيم العصابة “القيامة” من مرآب الميكانيكي عز الدين “كويكا” (رفيق بوبكر) سيجد هذا الأخير نفسه في ورطة مع رئيس العصابة الذي سيطالبه بتسديد ثمنها الباهظ في ظرف شهر، الأمر الذي سيدفع عز الدين للبحث عن كل الطرق الممكنة لجمع المبلغ، لكن كل الأبواب ستغلق في وجهه وأمام التهديد المتزايد لرئيس العصابة، سيقرر عز الدين بيع كليته للابن الوحيد لإحدى العائلات “إسماعيل”، التي سترسلهما للقيام بالعملية في دولة سنغافورة، لكن الطائرة ستهبط بدولة كامبوديا، وبعد مغادرتهما المطار سيتعرضان للسرقة وسيفقدان كل ما كان بحوزتهما من مال.
والجدير بالذكر أن طه محمد بن سليمان، منتج ومخرج وممثل وكاتب السيناريو مغربي، ولد سنة 1981 بمدينة الخميسات، حيث حصل على شهادة الباكالوريا سنة 2002 ليتوجه بعد ذلك إلى مدينة الرباط لاستكمال دراسته بكلية الحقوق، شعبة القانون، إلا أن ميوله وحبه لمجال السينما والتمثيل الذي لطالما حثه أساتذته وأصدقاؤه على دراسته، دفعه للهجرة إلى بريطانيا ليلتحق بكلية ستيفن سون بالعاصمة الاسكتلندية إيدنبورغ تخصص لغة إنجليزية وبرمجة معلوماتية ما بين سنتي 2004 و2006، ثم درس التمثيل والتشخيص بكلية تلفرد بإنجلترا، والإخراج سنة 2010 بكلية أدم سميث.
أدى بن سليمان عدة أدوار ثانوية في أعمال سينمائية عديدة بإسكتلندا وإنجلترا، قبل أن يقوم بإخراج أول فيلم طويل من بطولته وإخراجه تحت عنوان Diversity سنة 2011، تم تصويره بين شمال المغرب وبريطانيا، وفي سنة 2013 أخرج فيلمه الثاني Dangerous cripple من إنتاجه، ثم الفيلم القصير As if by magic سنة 2016.
وفي سنة 2016 عرض فيلمه الطويل الأول “وريقات الحب” بالقاعات السينمائية المغربية، ولاقى استحسان الجمهور، وهو من إنتاجه وإخراجه وبطولته رفقة الممثل الكوميدي حسن فولان، ورفيق بوبكر، وسلمى حبيبي وآخرين…